قدم عرض «لا فيريتا» للسويسري دانيلي فينتزي باسكا المستوحى من لوحة سوريالية لسالفادور دالي مساء الخميس في عرض عالمي أول في مسرح «ميزونوف» في مونتريال، وهو عرض يجمع بين المسرح والسيرك والموسيقى والباليه والمقاهي الفنية.
وقال فينتزي باسكا لوكالة فرانس برس فرحاً بنجاح مسرحيته ونجاح البهلوانيين والمهرجين والراقصين والمغنين فيها إن «روح دالي كانت معنا هذه الليلة هذا، أمر مؤكد!».
وكان العرض عبارة عن مشاهد بهلوانية مبتكرة ومجددة، وهو يغوص في عالم الفنان الإسباني من خلال إنزاله على المسرح عناصر كثيرة من لوحته التي شكلت ستارة وديكورا في آن.
وشعار المسرحية «الحقيقة هي كل ما حلمنا به وما عشناه وما اخترعناه، وكل ما هو جزء من مخيلتنا».
لكن أين هي حقيقة دالي؟ من خلال رؤية فينتزي باسكو ومساعدته جولي هامان، فهي تبدو فجأة أكثر فرحاً بكثير فيما الحلم سحر ملون رشيق أكثر منه كابوس.
فشعيرات نبتة الهندباء التي ترمز على الأرجح في لوحة دالي إلى المني الذكري على ما تقول إحدى شخصيات المسرحية التي تحاول معرفة من هو تريستان ومن هي ايزولت على اللوحة العملاقة، تتحول إلى كرات بيضاء كبيرة فوق رؤوس الممثلين.
لغز جنس شخصيتي اللوحة التي أُنجزت في نيويورك لتشكل ستارة لعرض باليه «تريستان المجنون» في مسرح متروبوليتان أوبرا العام 1944، يعلق عليه المهرجون في المسرحين، مشيرين إلى أن الشخصين لهما جوزة العنق.
ويطرح السؤال نفسه مجدداً عندما يلاحظ الحضور فجأة أن الراقصات الرشيقات يضعن أقنعة عليها شاربا دالي الشهيران. وبين هؤلاء الشابات الأنيقات يكتشف الحضور أيضاً بعض الرجال وراء تنانير حمراء.
أما العكازان المرميان على هامش اللوحة، فيتحولان إلى أدوات يستعين بها بهلوان لأداء حركات تخطف الأنفاس وهو يرقص على يديه.
إسبانية دالي حاضرة أيضاً على شكل رأس ثور نصب على عجلة في إشارة إلى لوحته أيضاً التي فيها نقالة بعجلة، يقوم بالمصارعة فيما تشكل تنانير الراقصة رقعة القماش الحمراء.
وثمة رؤوس وحيد قرن وهو الحيوان المفضل لدى الرسام الإسباني، تعبر خشبة المسرح في كل الاتجاهات.
وقد افتتح العرض على رقصة كاكان مطعمة ببعض الوثبات الروسية واختتم بها أيضاً وسط تصفيق مطول للحضور.
وحرص المخرج على شكر هيئة «بلاس دي زار» العامة في مونتريال التي يتبعها مسرح «ميزونوف» قائلاً «ليس لدينا مسرح وقد شعرنا هنا أننا في بيتنا». وأضاف «سنرحل إلا أن الانطلاقة كانت من هنا».
وبعد مونتريال سينتقل العرض واللوحة في جولة على أميركا الجنوبية تستمر حتى الصيف، ومن ثم إلى أوروبا بدءاً بفرنسا فسويسرا وإيطاليا وإسبانيا.
وقبعت لوحة دالي لعقود في مخازن الديكوريات السابقة للمتروبوليتان أوبرا قبل أن تشتريها شركة أوروبية لجمع الأعمال الفنية لم يكشف عن اسمها والتي قد يكون مقرها في سويسرا.