كتب ـ وليد صبري:
وضع أخصائي الجراحة د.محمد عبدالفتاح شروطاً لاستئصال اللوزتين، تشمل التهابها ما بين 4-6 مرات سنوياً، وتكرر التهاب الحلق والبلعوم، والشعور بعدم ارتياح دائم في الحلق وسيلان المخاط، واستمرار تضخم العقد الليمفاوية في الرقبة وتحت الفك الأسفل، ووجود خراج حول اللوزتين أو إحداهماً.
وأجمل دواعي استئصال اللوزتين بظهور البؤرة الصديدية، و”يعني أن الالتهاب في مكان آخر غير الحلق نتيجة وجود ميكروب محتبس بتجاويف وقنوات اللوزتين واللحمية خلف الأذن، والالتهاب المتكرر للأذن الوسطى، ووجود تضخم يؤدي لانسداد الأنف وتغير الصوت، وتليف فتحة القناة الرئيسة في اللوزة، حيث يتحول إلى كيس مملوء بالصديد يسبب أعراضاً جانبية”.
وعدد عبدالفتاح الحالات الواجب عندها الاستئصال “في حالات يكون المريض حاملاً للميكروب مثل الدفتيريا أو الدرن ويصبح مصدراً لعدوى الآخرين، وأحياناً يتكون صديد في إحدى قنوات اللوزة فيحدث تليفاً في فتحتها وترسب بعض الأملاح، ما يؤدي لحدوث ما يشبه الحصوة داخل اللوزة، وعندها يشعر المريض كما لو أن شوكة في حلقه تمنعه من البلع”، لافتاً إلى أن إهمال علاج التهابات اللوزتين يؤدي إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
ونبه للأعراض المصاحبة لالتهاب اللوزتين إلى أنها “تتمثل في التهاب الأذن الوسطى وتغير رائحة التنفس، وحرقة بالحلق مع وخزات وصعوبة شديدة عند البلع، مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة، وظهور بقع صديدية، واحمرار في الوجه، وآلام في الجسم كله”، موضحاً “إذا لم يؤخذ العلاج في الوقت المناسب يتحول الالتهاب إلى مزمن”.
وقال إن اللوزتين موجودتان على جانبي الحلق، وتوجد لوزتان أخريان عند قاعدة اللسان، وخامسة خلف الأنف “البلعوم الأنفي”، لافتاً إلى أن “هذه اللوز ومجموعة أخرى من العقد الليمفاوية، تكون ما يشبه الحلقة حول مدخل الحلق، حيث مجرى الجهاز الهضمي والتنفسي، وهذه الأنسجة الليمفاوية تنتج الخلايا المناعية والأجسام المضادة لحماية مداخل الجهاز الهضمي والتنفسي”.
وأضاف أن حجم اللوزتين على جانبي الحلق يكون صغيراً نسبياً حتى سن 6 أشهر، وتبدأ بالتضخم تدريجياً مع بداية اعتماده على الأجسام المضادة المفرزة من أنسجته، حيث تصبح خط الدفاع الأول ضد الميكروبات، ولكن عند بعض الأطفال يزداد حجم التضخم لدرجة أنه يسبب ضيقاً في التنفس، أو تضخم اللوزة الموجودة في البلعوم الأنفي، والمعروفة عند العامة بـ”اللحمية”.
ولفت عبدالفتاح إلى أن أغلب الأطفال يشكون مع بداية فصل الشتاء من تكرار الإصابة بالتهاب اللوزتين، نتيجة انتقال الميكروبات من طفل مصاب لآخر سليم، عن طريق الكحة المباشرة أو استخدام أدوات الطفل المريض.