كتبت - ياسمين صلاح:
تبرز للسطح في اليوم العالمي للمسرح، عدة إشكالات تتعلق بالمسرح البحريني، وجميعها لاتزال دون حل. المسرحيون وإن اعترفوا بتقصيرهم، لايزالون يحملون الدولة والقطاع الخاص مسؤولية تراجع مسرح وصل إلى مستويات متقدمة ثم تراجع للخلف. إن مفردات مثل: ضعف التمويل، وعدم وجود بنية قوية، أصبحت حديثاً معاداً، بفعل تأكيد المسرحيين عليها، فأين الخلل إذن؟ في الدولة أم في القطاع الخاص أم في المسرحيين أنفسهم؟!.
يؤكد المخرج والكاتب المسرحي علي الفردان أن الوضع المسرحي في البحرين يحتاج لوقفة مع النفس من قبل المسؤولين والفنانين، للتأمل في سؤال مفاده «هل توجد تنمية مسرحية في البلد»؟!، الفردان يجد الخلل متمثلاً في المؤسسات المسرحية في البلاد، «هناك 7 مسارح فقط في البحرين، ولا توجد برامج تنموية لمساندة هذا الفن الراقي».
يقول الفردان إن «العذر الذي يسوقه الفنانون هو عجز الموازنة وقلة التمويل، لكن وزارة الثقافة والعديد من المؤسسات مستعدة للدعم المادي، متى توفر المشروع المسرحي على أرض الواقع، وهذا الكلام نابع من تجربة شخصية لمستها بنفسي». والواقع يؤكد -بحسب الفردان- أن «الكوادر الفنية في البحرين يعانون من التكلس، وتتملكهم أمراض الحسد والغيرة والإيثار على النفس، وهم أيضاً يشترطون المقابل المادي للعمل، وهذا أمر غريب! فالحياة مستمرة والأحداث جارية والقضايا تملأ الساحات، والمسرح متوقف»!.
غير أن المخرج الشاب محمود العلوي يلقي بالكرة في ملعب الشركات، «هي مقصرة لا شك، وآمل من وزارة الثقافة حثّها على البذل كشأن دول الخليج المجاورة، أقول ذلك، من منطلق كوني عضواً في مسرح أوال، لم ألمس أي نوع من أنواع الدعم».
والرأي نفسه يؤكده المخضرم عبدالله السعداوي، «الشركات الكبرى مقصرة في حق مسرحنا الوطني، بخلاف وزارة الثقافة التي فتحت المجال أمام أفكار وإبداعات المسرحيين». ويطالب السعداوي المؤسسات الكبرى في البحرين المشاركة ببعض أرباحها السنوية في دعم المسرح، «أمر مؤسف حقاً أننا نعتمد كلياً على وزارة الثقافة، والأشد أسفاً أن يمر يوم المسرح العالمي دون عروض مسرحية بحرينية»!.