كتب ـ شاكر محمد حجي:
تابع الملايين عبر العالم خبر سقوط نيزك في إقليم الأورال بروسيا يوم 15 فبراير الماضي، ولعل البعض تمنى زيارة مكان سقوط النيزك، لأن حوادث من هذا النوع تقع مرة كل مئة عام حسب بعض تقارير وكالة «ناسا» بخصوص الحادثة.
أعرض عليكم موقعاً بالإمكان زيارته في المملكة العربية السعودية، اعتقد الكثيرون أنه أيضاً موضع سقوط نيزك، الموقع يسمى «الوعبة» أو «مقلع طمية»، زرته بداية فبراير 2013 مع صديقٍ من مكة المكرمة.
تقع «الوعبة» شمال قرية أم الدوم وجنوب مهد الذهب في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية غرب حرة كشبعند، ويمكن الوصول للمكان بكل سهولة بواسطة طريق الرياض ـ الطائف السريع، حيث يبعد مخرج الوعبة عن مدينة الرياض 650 كم وعن الطائف 160 كم، و95 كم شمال غرب المخرج.
وهناك طريق آخر للوصول إلى «الوعبة» من المدينة المنورة عن طريق مهد الذهب، حيث تقع «الوعبة» 90 كم في اتجاه الجنوب، علماً أنه يمكنك الوصول إلى قرب الفوهة باستخدام سيارة دفع ثنائي عبر شارع ممهد وسهل، كما توجد مظلات للاستراحة حوالي الفوهة.
«الوعبة» عبارة عن حفرة شبه دائرية بقطر 2,2 كم وعمق 250م تقريباً، وبذلك تكون الأكبر من نوعها في السعودية، قاع الحفرة عبارة عن أرض مسطحة يتوسطها حوض ملحي أبيض مكون في غالبه من مادة الجبس، وعند نزول المطر، تغسل المياه الأملاح من على الصخور وتجرفها إلى قاع الحفرة حيث تتجمع المياه في الوسط مكونة بحيرة ضحلة لا تتسرب مياهها إلى باطن الأرض، وبعد انقطاع المطر، تتبخر هذه المياه مخلفة وراءها الأملاح ويكون بعضها واضح التبلور، وتوجد في الحافة الشمالية من الفوهة أشجار نخيل ونباتات وأعشاب خضراء، وتظهر الأعشاب في نهايات الجزء الشمالي من الحفرة.
يعتقد البعض أن سبب تكون الحفرة سقوط نيزك في المنطقة، بينما يعتقد آخرون أنها فوهة بركان، لكن الأبحاث أثبتت مؤخراً أن حفرة «الوعبة» تكونت بفعل انفجار سببه بخار ماء عالي الضغط تكون نتيجة وصول مياه موجودة في باطن الأرض إلى القرب من صهارة الأرض «الماغما»، ويطلق اسم «Maar Crater» على الحفر المتشكلة بفعل هذا النوع من النشاط البركاني والمعروف باسم «Phreatic Eruption»، فيما يقدر عمر الحفرة بمليون عام تقريباً.
وبالنسبة لطريقة النزول إلى قاع الحفرة، فتكون مشياً على الأقدام من غير الحاجة إلى أدوات التسلق، وتستغرق مدة النزول نحو 40 إلى 60 دقيقة لابد فيها من أخذ الحيطة والحذر.
وغرب الفوهة توجد غرفة مبنية تبدأ عندها طريق للنزول، وهي طريق محددة المعالم وليست بالشاقة جداً، كما يوجد طريق آخر للنزول من جهة الشمال تمر بمحاذاة الأشجار والأعشاب، ولكنها أكثر صعوبة وأشد مشقة.
وتوجد حمم بركانية (Lava) شمال الفوهة، ما يثبت أن هذه المنطقة كانت نشطة بركانياً.