كتب ـ وليد صبري:
تولي المرأة يديها وأظافرها عناية خاصة، باعتبارها مفاتن يجب أن تبرز، فهي تتفنن في استخدام طلاء الأظافر، وتغيير ألوانها وأنواعها بين الفينة والأخرى، لتتماشى مع أحدث صيحات التجميل، لكن هل تستطيع المرأة أن تحافظ على جمال وسلامة أظافرها طوال الوقت؟ والجواب لا، لأنها تتعرض للعديد من المشاكل تشوه منظرها وتصيبها بالأمراض.
وإذا كان الجلد مرآة تعكس بعض أمراض الجسم الداخلية، فإن الأظافر تشاركه هذه الخاصية، ويرجح أن تكون الأظافر المصابة ببعض أنواع الميكروبات وسيلة لنقل الميكروب لأعضاء الجسم الأخرى.
النساء أكثر عرضة
يقول أستاذ الأمراض الجلدية د.هاني الناظر، إن الأظافر تنشأ من خلايا جلدية حية في أصابع اليدين والقدمين، وتتكون من «الكيراتين» وهو بروتين قاس يوجد أيضاً في الجلد والشعر، لافتاً إلى أنه «نتيجة الموقع الظاهر للأظافر فإنها تتعرض للعديد من المشاكل حيث تشكل أمراض الأظافر 10% من الأمراض الجلدية بشكل عام، حيث تتعرض للسقوط أو التقصف نتيجة لإصابات ميكانيكية».
وأوجز الناظر إصابات الأظافر بالكسور والحروق الناتجة عن التعرض للمواد الكيماوية الحارقة كالأحماض والقلويات المركزة، وقال «هناك بعض المواد الكيماوية يستخدمها أصحاب المهن المختلفة مثل عمال الصباغة كالدهانات الخاصة بالأجهزة والسيارات تؤثر سلباً على سلامة الأظافر».
وأضاف «الأمر يمتد إلى السيدات اللواتي يكثرن من طلاء أظافرهن، لما له من دور كبير في إبراز مفاتنهن، إلا أنه يحمل آثاراً تضر بصحة المرأة في أحيان كثيرة، ويشكل خطراً كبيراً عند إساءة استعمالها، دون مراعاة إجراءات السلامة، وقد تؤثر سلباً على الصحة العامة للنساء، ويسبب إصابتهن بمخاطر جانبية، تشمل الصداع والتهاب الجلد».
وأوضح أن «بعض النساء يعانين من حساسية تجاه المواد المذيبة الداخلة في تكوين مزيل الطلاء، وهي عبارة عن مركبات كيماوية مثل الأسيتون والكيتون والزايلين، تؤدي لتغيير لون الأظافر وضعفها وفقدانها بريقها وانقسامها لطبقات وتشوهها في النهاية».
ولفت إلى أن «استخدام نوعيات معينة من الصابون بصورة متكررة لفترات طويلة مع عدم غسل الأظافر جيداً، يؤدي إلى تهتك أنسجة الأظافر وسهولة تكسيرها، وتصبح أكثر عرضة للإصابة بالفطريات»، مبيناً أن «الأظافر يمكن أن تصاب باللون الأبيض، وتظهر الإصابة على هيئة نقاط أو خطوط صغيرة، أو قد يشكل اللون الأبيض في نصف الظفر أو كله أحياناً، وتحدث هذه البقع نتيجة عوامل وراثية أو الإصابة ببعض الأمراض».
وقال «إذا كانت الإصابة على هيئة نقط بيضاء تكون النتيجة إصابة الأظافر بالفطريات أو ببعض الأمراض الميكروبية المزمنة مثل الدرن».
ونبه إلى أن «الأظافر قد تتلون باللون البني الداكن، وهنا يجب أن نفرق بين اللون الناتج عن نزيف تحت الظفر، واللون الذي يصيب مادة الظفر نفسها، والأخير يحدث مع زيادة إفراز مادة الميلانين بالأظافر نفسها».
مرض الألوان
وفيما يتعلق بالأظافر الملونة بالأسود قال الناظر «تظهر بقع داكنة اللون أسفل الأظافر في حالات الإصابة بأورام الخلايا الملونة أو الأورام السرطانية الحميدة، وقد تصاب الأظافر باللون الأخضر أو الأصفر الزيتوني عند الإصابة ببعض أنواع الفطريات، وربما تصاب في حالات نادرة باللون الأزرق نتيجة حدوث خلل في التمثيل الغذائي أو تليف الكبد».
وقال إن «الأظافر ربما تتخذ أشكالاً عديدة نتيجة لبعض التغييرات، تكون أحياناً على شكل كرة مضرب التنس خاصة إظفر الإبهام ويظهر ذلك بين الأطفال الذين يمصون إبهامهم، وأحياناً تكون على شكل عصا الطبل، ويحدث ذلك في أمراض القلب والصدر المزمنة، وأمراض الكبد، أما عندما تتخذ الأظافر شكل الملعقة، فيكون ذلك نتيجة تأثير القلويات المركزة في أنواع الصابون، وفي حالات فقد الدم، كما تبدو الأظافر رفيعة ومرنة، في حالات سوء التغذية أو لدى مرضى الجذام، أو نتيجة اضطرابات الدورة الدموية في الأطراف».
وبحسب د. الناظر، فإن إصابة الأظافر بالفطريات تشكل أكثر من 50% من الحالات المرضية بشكل عام، ويكون علاجها صعباً للغاية، وهي أكثر شيوعاً في أظافر القدمين، وغالباً ما تؤدي إلى انفصال الظفر، وتحدث ربما ترسبات بيضاء مخضرة أو صفراء أو سوداء تحت الظفر، وتنتشر بين السيدات نتيجة عوامل تتعرض لها، مثل الرطوبة المستمرة الناتجة عن الغسيل».
القفازات تحمي الأظافر
وتوصل العلماء حديثاً إلى عقاقير حديثة تؤخذ عن طريق الفم للقضاء على الأمراض الفطرية للأظافر، بعد أن كانت العلاجات بالأدوية الموضعية تستغرق فترة طويلة.
أما الأمراض غير الميكروبية التي تصيب الأظافر فهي عديدة، وفي مقدمتها مرض الصدفية، وهو مرض جلدي مزمن يتميز ببثور حمراء مغطاة بقشور بيضاء اللون، وأظهرت الدراسات أن 10% من المصابين تظهر لديهم مشاكل في الأظافر ترتفع إلى 80% لدى أشخاص يعانون من التهابات مفصلية مع الصدفية.
وتتعرض الأظافر لمرض «اللايكن» المسبب لشقوق طولية، وأحياناً لتساقط الأظافر كلية ويميل لونها إلى البنفسجي ويصاحبها حكة شديدة بالجلد.
وينصح الأطباء بالاهتمام بالأظافر لوقايتها من الأمراض، عبر تهذيبها وتقصيرها وعدم الإفراط في استخدام الطلاء بالنسبة للسيدات، وضرورة استخدام القفازات لكل من يضطر للتعامل مع الماء والصابون والمذيبات العضوية والكيميائية، والتجفيف الكامل والجيد لأصابع اليدين والقدمين بعد الغسيل لمنع نمو الفطريات، مع الحرص على عدم ارتداء الأحذية الضيقة، والتغذية الصحيحة باعتبارها عاملاً مساعداً ومهماً لنمو الأظافر.