دان البيان الرئاسي للاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي أمس مشاركة مليشيات حزب الله والمليشيات والقوى الأجنبية الأخرى في العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، معرباً عن قلق دول «التعاون» والاتحاد الأوروبي إزاء تطبيق إيران معايير واشتراطات السلامة لمفاعلاتها النووية، خاصة مفاعل بوشهر وآثاره البيئية المحتملة على المنطقة، قبل أن يحث إيران على احترام مبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأكد الوزراء، في بيان الدورة 23 للمجلس المشترك بين «التعاون» والاتحاد الأوروبي في المنامة أمس، أن «الاستمرار في تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي يشكّل ركيزة أساسية وفعالة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. ورحبوا بما تحقق من تقدم في الحوار السياسي. واعتمدوا محضر الاجتماع الأخير للجنة التعاون المشترك المنعقد في بروكسل بتاريخ 24 أبريل 2013م، وأبدوا ارتياحهم لما تحقق من خلال برنامج التعاون المشترك (2010-2013).
وبحث الجانبان الخطوات والإجراءات التي تبناها الجانب الأوروبي لدعم النمو الاقتصادي في منطقة اليورو وتجاوز تأثير الأزمة المالية العالمية، مع التأكيد على استمرار ودعم وتشجيع ضمان حماية الاستثمارات المشتركة، بما يساهم في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وهنأ الوزراء صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمناسبة تسلمه مقاليد الحكم في دولة قطر متمنين له التوفيق والسداد وبما يحقق التقدم والازدهار لدولة قطر، معربين عن تقديرهم لحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على الإنجازات والمكتسبات التي تحققت خلال فترة حكم سموه على الأصعدة كافة.
قلقٌ متنامٍ من إيران
ورحب الوزراء بالتعاون المستمر بين دولة الكويت وجمهورية العراق، كما عبروا عن أهمية الحفاظ على أمن واستقرار العراق ووحدة أراضيه، قبل أن يحثا إيران على الاضطلاع بدور بناء في المنطقة مبني على احترام مبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
وعبر الوزراء عن قلقهم من عدم إحراز أي تقدم لحل النزاع القائم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران حول الجزر الثلاث أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى، مؤكدين دعمهم لتسوية هذا النزاع وفقاً للقانون الدولي عبر المفاوضات المباشرة أو بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد الوزراء دعمهم للجهود الدبلوماسية المستمرة للممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة النائب الأول لرئيس المفوضية ألأوروبية وخاصة جهود مجموعة إي 3 +3 الهادفة إلى إيجاد حل دبلوماسي لموضوع البرنامج النووي الإيراني، داعين إيران إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الاستخدام الحصري السلمي للطاقة النووية.
وفي ظل القلق المتنامي فيما يتعلق بتطبيق معايير واشتراطات السلامة لمفاعلاتها النووية، خاصة مفاعل بوشهر وأثاره البيئية المحتملة على المنطقة، دعا الوزراء إيران إلى الالتزام بمعايير واشتراطات السلامة الدولية.
حل سياسي في سوريا
وأكد الوزراء أهمية توافق المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي شامل ينهي الأزمة السورية ويوقف نزيف دماء الشعب السوري ويحقق تطلعاته المشروعة، ويحفظ لسوريا أمنها ووحدتها، ويقي المنطقة، تداعيات خطيرة محدقة بها.
أكد الوزراء على الحاجة الماسة لإيجاد تسوية سياسية عاجلة للأزمة السورية ودعوة كافة الأطراف للمساهمة الإيجابية الفاعلة لتحقيق هذا الهدف. وفي هذا السياق تعهد الوزراء ببذل كافة الجهود التي تساعد على خلق الشروط الملائمة لإنجاح عقد مؤتمر السلام حول سوريا. وأدان الوزراء مشاركة مليشيات حزب الله والمليشيات والقوى الأجنبية الأخرى في العمليات العسكرية في سوريا ضد الشعب السوري.
وعبر الوزراء عن بالغ قلقهم تجاه الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وفي المنطقة بأسرها، مناشدين المجتمع الدولي التعهد بتقديم المزيد من المساعدات، للسماح بحرية وصول المعونات الإنسانية وتوفير المساعدات والحماية داخل سوريا وللاجئين السوريين في دول الجوار.
وأكد الوزراء مجدداً موقف الجانبين على أن سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط أساسي للسلم والأمن الدوليين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، ما يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات سيادة على الحدود المحتلة وعدم الاعتراف بأي تغيير في حدود ما قبل عام 1967. كما رحب الوزراء بجهود وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري الجارية حالياً لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
أكد الوزراء موقفهم بعدم الاعتراف بأية تغييرات على حدود ما قبل 1967، إلا ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.، بما في ذلك مدينة القدس، كما أكدوا على موقفهم المشترك بأن المستوطنات الإسرائيلية في أي مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام. وطالبوا إسرائيل بالوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية وفي بقية الضفة الغربية، بما في ذلك نموها الطبيعي، وبإزالة كافة المستوطنات القائمة. واتفق الوزراء على ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم السياسي والمالي للجهود الفلسطينية المبذولة لبناء الدولة.
دعم «مبادرة اليمن»
عبر الوزراء عن دعمهم الكامل للمبادرة الخليجية بشأن اليمن ولمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، وعن دعمهم لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في قيادة اليمن في هذه المرحلة الدقيقة من أجل تحقيق تطلعات الشعب اليمني ومقاومة العناصر المتطرفة.
جدد الوزراء إدانتهم للإرهاب بشتى أشكاله ومظاهـــره وأهميـــة التعــاون الدولــي في مكافحته.