عواصم - (وكالات): قالت وسائل إعلام إيرانية إن «متظاهرين متشددين رشقوا سيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالبيض والحجارة، بينما ألقى أحد المحتجين حذاءً على سيارته، وذلك لدى وصوله إلى طهران قادماً من نيويورك، حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 68». وهتف المتظاهرون «الموت لأمريكا، ولا تنازل أو تسليم لمصالحنا الوطنية». وذكرت تقارير شهود وضعت على موقع «تويتر» أن المحتجين رشقوا السيارة للتعبير عن غضبهم من اتصاله المباشر بأوباما»، وهو أول اتصال بين رئيسين إيراني وأمريكي في 34 عاماً. ونشرت وكالة مهر للأنباء صور مجموعات من المحتجين كانوا يحملون لافتات كتب عليها «الموت لأمريكا» وهم يقرعون على سيارة روحاني عندما بدأت تتحرك لمغادرة المطار. وقالت الوكالة إن «أحد المحتجين ألقى حذاءه على السيارة وهو ما يعتبر إهانة بالغة».
في المقابل، تحدثت تقارير عن أن مئات الإيرانيين احتفوا بروحاني لدى عودته من نيويورك بعد حديثه الهاتفي التاريخي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ومع أن المصافحة المتوقعة بين روحاني وأوباما في مقر الأمم المتحدة لم تتحقق فإنهما أجريا محادثة هاتفية استمرت 15 دقيقة أمس الأول في نهاية زيارة روحاني لنيويورك. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن مئات من مؤيدي روحاني الذين يريدون أن يفي بتعهداته «بتفاعل بناء» مع العالم يخفف من العزلة الدولية لإيران ويرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها جاؤوا للإشادة بزيارته للأمم المتحدة. وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن المؤيدين الذين رفعوا صور روحاني رددوا هتافات «روحاني.. نحن نشكرك» و»إيران تدعو للاعتدال».
وبعث روحاني لدى وصوله إلى طهران، بتغريدة على موقع «تويتر» قال فيها إنه عاد إلى طهران بعد «أسبوع حافل جداً» في نيويورك. وقال مسؤولون أمريكيون إن المكالمة الهاتفية التي ركزت على كيفية حل المواجهة بشأن برنامج إيران النووي طلبها الجانب الإيراني لكن في تصريحات للصحافيين بعد عودته أشار روحاني إلى أنها كانت بمبادرة أمريكية.
والاتصالات التي جرت بين روحاني ووزير خارجيته مع مسؤولين أمريكيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ما كان يمكن أن تحدث بدون موافقة المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الذي له القول الفصل في هذه الأمور. وتشير ردود الفعل المتباينة لدى عودة روحاني إلى التحديات التي يواجهها لاجتذاب متشددين وخاصة وسط النخبة الأمنية القوية. ولم يحدث رد فعل يذكر حتى الآن من جانب الزعماء السياسيين في إيران لكن برلمانياً بارزاً رحب في تحفظ بحديث روحاني مع أوباما في علامة على «موقف السلطة» في الجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة مهر عن رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي قوله «تبين المكالمة الهاتفية أن مكانة إيران في العالم لها أهمية كبيرة. وأن يصر الرئيس الأمريكي على إجراء المكالمة الهاتفية فإن ذلك يعد علامة على حسن النية». واختارت وسائل الإعلام المحافظة الالتزام بتغطية المحادثات النووية التي جرت الخميس الماضي بين مبعوثي إيران والقوى العالمية الست واجتماع منفصل نادر بين ظريف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وبعد سنوات من المخاوف المتزايدة من نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط بسبب النزاع النووي زادت المكالمة بين أوباما وروحاني الآمال في تحقيق وفاق ورفعت قيمة التومان الإيراني «الريال» بنسبة 2% مقابل الدولار في السوق الحرة.
وقال أوباما إنه وروحاني أصدرا تعليمات لوفديهما للعمل بسرعة نحو تسوية للأنشطة النووية الإيرانية. وأوضح روحاني أنهما «عبرا عن إرادة سياسية مشتركة لحل القضية النووية بسرعة». وتشير المكالمة الهاتفية إلى تحول كبير في اللهجة بين إيران وواشنطن التي قطعت العلاقات الدبلوماسية بعد عام من الثورة التي أطاحت بشاه إيران محمد رضا بهلوي حليف الولايات المتحدة وأزمة رهائن السفارة الأمريكية.
وقبل مغادرة المطار قال روحاني للصحافيين إنه لم يرفض الاجتماع مع أوباما في وقت سابق الأسبوع الماضي على عكس التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الغربية لكن لم يكن هناك وقت كاف متاح لعقد الاجتماع.
ونقلت وكالة أنباء إيران عن روحاني قوله «لعقد اجتماع بين رئيسي مثل هاتين الدولتين هناك الكثير من الخطوات الضرورية التي يجب أن تتخذ. لو كان الاجتماع أدرج في البرنامج بشكل مضغوط لكان ذلك سابق لأوانه».
وقال مسؤول بإدارة أوباما إن واشنطن أطلعت إسرائيل على المحادثة بين أوباما وروحاني.
وقد انتقد روحاني العقوبات الدولية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل ووصفها بأنها «غير شرعية».
في شأن متصل، أعلنت وسائل إعلام ايرانية أن روحاني أعاد معه إلى إيران قطعة أثرية فارسية عمرها 2700 سنة قدمتها له الإدارة الامريكية كـ «هدية خاصة» إلى الإيرانيين.
وقال روحاني «اتصل بنا الأمريكيون ليقولوا إن لديهم هدية لنا».
والهدية هي عبارة عن كأس فارسية من الفضة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد على شكل حيوان أسطوري له رأس نسر وجسد أسد وتبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار. من جانب آخر، أفادت وكالات الأنباء الإيرانية أن الجيش الإيراني كشف أمس عن طائرة استطلاع جديدة من دون طيار تحمل اسم «يسير» يصل مداها إلى 200 كلم وقادرة على الطيران حتى ارتفاع 4500 متر.
وقال قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان خلال احتفال لتقديم هذه الطائرة «إنها قادرة على كشف ومراقبة الأماكن البعيدة».
وتستطيع هذه الطائرة التحليق لمدة 8 ساعات متواصلة وتطلق بواسطة دافع ما يتيح اطلاقها بشكل سريع.