كتب ـ أحمد الجناحي:
قال النائب محمد العمادي، إن تخصيص الجزء الأكبر من علامات الطالب للامتحان النهائي ينطوي على ظلم، مقترحاً توزيع الدرجات وفق نشاط الطالب طيلة العام الدراسي وتفاعله داخل الشعبة الصفية.
وأوضح أن التعليم قفز قفزات واضحة وملموسة في العملية التعليمية، وما يقال عن التعليم ماهو إلا بقصد التطوير وإكمال النواقص بغية الوصول إلى تعليم متكامل.
ورأى العمادي أن المناهج هي أحد أركان المنظومة التعليمية المكونة من «المدرس، الطالب، المنهج، البيئة» التي تطورت وتغيرت بجانب واحد، رغم أنها أصبحت تواكب الجيل الجديد.
وقال إن المناهج التعليمية تطورت تطوراً ملحوظاً ومازالت بحاجة إلى التطوير المستمر، ولكنها أخذت مجرى واحد وغفلت عن المجرى الآخر.
وأضاف أن هناك نقصاً في مناهج معينة، لافتاً إلى أنه قدم اقتراحاً لتطوير 4 مناهج جديدة تعلم مهارات حياتية بمقدمتها التعامل مع المجتمع والتعايش مع فئاته، إلى جانب تدريبه على السلوكيات ابتداءً من استخدام المرافق العامة وانتهاءً بالشارع ومهارات الذكاء الاجتماعي وتنميتها.
ونبه إلى ضرورة أن تعطى للطالب من المرحلة الإعدادية حق إدارة مصروفه الشخصي وتوفيره، والطرق الصحيحة لدخول عالم التجارة والاعتماد على النفس، داعياً إلى أخذ هذه الموضوعات بجدية، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى مثل اليابان.
من جانب آخر يرى العمادي أن الامتحانات النهائية يجب ألا تأخذ القدر الأعلى من العلامات لأنه من الممكن أن يكون الطالب غير مهيئاً نفسياً للامتحان أو يعاني من ظروف معينة نفسية أو اجتماعية أو حتى صحية، تقف عائقاً أمام حصوله على العلامات المطلوبة للتخصص المرغوب.
وأردف «طرق التقييم ومنح العلامات يجب أن توزع على مدار العام الدراسي، تبعاً لنشاط الطالب وتفاعله في الحصة الدرسية، وتخصيص علامة أقل من النصف للامتحان النهائي، كي لا نظلم الطالب».
وعن تمديد الدوام الرسمي قال «ساعات التمدرس في البحرين أقل من باقي الدول، ولكن لا يمكن أن نقدم على خطوة معزولة عن خطوات أخرى في عميلة تطوير التعليم، كتوفير البيئة المناسبة وإكرام المعلم الذي يعمل ساعات إضافية»، مضيفاً «المدرس اليــوم في البحرين يأخذ راتب مراسليــــن فـــي دوائــر وهيئات أخرى، فالمعلم في وضع حرج وربما يضطر إلـى تــرك مهنــة التدريس، يجب التنسيق والترتيب والعمــل علــى خطط متوازية في تطوير العملية التعليمية، عملية تحقيق الراحة النفسية ومساعـــــدة المــــدرس والوقــوف علــى مشاكله بحاجة إلى تطبيق».
ضرورة التأهيل
وتـــرى مديـــرة روضـة سدرة العصافير فاطمـة عبدالعزيــز لوري، أن العمليـــــة التعليميــــة تطورت بشكـل ملحــوظ مواكبـــة لجيــل يحـــب استخدام التكنولوجيا، وكافيــة لجــذب انتبــاه الطلبة.
وأضافت «المدارس الحكومية جعلتنا نطور مناهجنا ليخرج الطالب من الروضة ويدخل المدرسة وهو ملم وقادر على الإجابة على الأسئلة المطروحة عليه».
وأوضحت أن هناك مواد لم تطور إلى اليوم ولا تدرس بالشكل الصحيح والمطلوب، مبينة «هناك مناهج يجب أن تجد الوزارة حلاً لها مثل التاريخ والجغرافيا في ظل افتقارها إلى التطبيق والاستفادة العملية بينما تعتمد حالياً وبشكل كلي على التلقين والحفظ، حفظ تواريخ قديمة غير مرتبطة بالبحرين على أقل تقدير مسالة صعبة وغير مجدية، بالمقابل هناك مواد لا تدرس بشكل سليم مثل مناهج الدين التي تعرض رؤوس أقلام الموضوع فقط دون عمق».
وترى أن الطالب يجب أن يقيم بناءً علـــى البحوث والواجبات والاختبارات الشهرية، مشيرةً أن العلامة الأكبر يجب أن تخصص لأعمال الطالب خلال الفصل الدراسي لا الامتحان النهائي، وقالت «العلامة الأكبر للامتحان النهائي ظلم للطالب نوعاً ما، ولكن بنفس الوقت يعتمد على طريقة طرحه ووضعه».
وتسأل «هل بالضرورة أن يكون الامتحان معقداً وتعجيزياً؟، هل الغاية تعقيد الطلبة؟ مفهوم التقييم بصعوبة الامتحان أم بقياس درجة فهم الطالب من خلال أسئلة معينة؟».
وعن جانب التربية تقول «يمكن في الأيام السابقة هناك تربية قبل التعليم في المدارس، ولكننا اليوم نفتقد هذه التربية، والسبب يعود لأولياء الأمور الذين يرفضون تدخل المدرسة في تربية أبنائهم».
وتؤمن فاطمة لوري أن الخبرة مهمة بجانب الشهادة الأكاديمية «هناك معلمون في مجتمعنا ممن يحملون الشهادة الأكاديمية، يفتقرون إلى الخبرة في التعليم والتدريس، وهم بحاجة إلى دورات تدريبية متخصصة قبل الانخراط في السلك التعليمي».
ووجهت عدة رسائل أولها لوزارة التربية تقول فيهـــا «لابـــد مـــن توفيـــر دورات تدريبية متخصصة لكل المعلميـــن، فـــي طــرق إيصال المعلومة، وفن التعامــل، ودورات تأهيلية لاستثمار طاقات الشباب الإبداعية»، والرسالة الثانية للمعلمين «يجب على المعلمين المبادرة في الانخراط بالدورات التدريبية المتخصصة المقدمة من (تمكين)، ومن ثم الاطلاع والقراءة، واكتساب المهارات المطلوبة في عملية التدريس ونقل المعرفة».
أعباء المعلم
وتشير بثينة آل خليفة مدرسة بمدارس الفلاح الخاصة، إلى أن المناهج متميزة ولكن يعوزها معلم ذي كفاءة ينقلها للطلبة «يجب أن يكون المدرس على دراية وبينة وإلمام بالمنهج الذي يدرسه، لأن المشكلة ليست بالمناهج بل بمدرسين هم بأمس الحاجة للتدريب».
وضربت مثلاً «ابنتي مدرسة في أحد المدارس الحكومية، طلب منها تدريس منهج دون مرجع أو كتاب، فقط رؤوس أقلام قدمتها منسقة المنهج، قلة الاهتمام بالمناهج مشكلة كبيرة تعيق مسيرة التطوير ورؤية البحرين 2030».
وأضافت أن مسيرة التعليم بحاجة إلى التطوير المستمر وإقحام الطالب في اختيار المنهج ووضعه لدراسته «هناك طلبة لديهم القدرة على وضع واختيار المناهج الدراسية، يجب أن تشركهم الوزارة وتأخذ برأيهم في عملية وضع المناهج، هناك حصيلة عقول ضائعة لا أحد يستفيد منها، يجب الاستقادة من الخبرات القديمة ومراعاة الناحية الحديثة في عقلية الطالب».
وترى أن المعلم لديه أعباء كثيرة تمنعه من الإبداع والعطاء «فـي المــدارس الحكوميــة والخاصة، يدرس المعلم أكثر من منهج وكل منهج بحاجة لتحضير ومجهود وطاقة عالية، كثرة المواد والطلبات والأعمال أعباء على المعلم تعيقه وتقلل من اندفاعيته، لأن المعلم ليس بالمدرسة فقط بل في البيت أيضاً».
أم عبدالله مدرسة بمدرسة الاستقـلال تشيد بجهود الوزارة المبذولة في الارتقاء بالمسيرة التعليمية، وتشير إلى مشكلة يعاني منها الطلبة وتقلل من استيعابهم وفهمهم لبعض المواد «عملية اختيار المعلمين مهمة صعبة جداً، هناك معلمون مــن دول المغــرب العربي لا يفهم الطالــب لغتهم ويصعب عليه التأقلم مع ألفاظهم».
وترى أن تمديد الدوام الرسمي مشكلة أخرى يعاني منها الطلبة وتسبب تراجع مستواهم الدراسي، وتقول إن المعلم يفتقر إلى التقدير المادي أو المعنوي.