عواصم - (وكالات): أعلن الصحافي غلين غرينوولد الذي نشر ما كشفه عميل الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن حول نظام المراقبة الإلكترونية الأمريكي، أن الولايات المتحدة تجسست على جميع دول أمريكا اللاتينية. وقال الصحافي الأمريكي خلال مشاركته في مؤتمر بالفيديو من البرازيل، في الجمعية الـ69 للهيئة الأمريكية للصحافة، إن «جميع دول أمريكا اللاتينية كانت عرضة للتجسس من قبل الحكومة الأمريكية».
ويجمع اللقاء السنوي نحو 300 صحافي من القارة الأمريكية في دنفر بكولورادو غرب الولايات المتحدة.
وقال إن «العديد من الاجتماعات الأمريكية اللاتينية» ومن بينها اجتماعات منظمة الدول الأمريكية وكذلك «المحادثات حول معاهدات التبادل الحر» كانت عرضة للتجسس. وأوضح الصحافي الذي استقال الأسبوع الماضي من صحيفة «الغارديان» البريطانية، أنه سيكشف أموراً جديدة حول نظام المراقبة العالمي الأمريكي الذي تديره وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وكشفت صحيفة «اللوموند» الفرنسية أن الوكالة الأمريكية تجسست على ملايين المعطيات الهاتفية لفرنسيين وراقبت رسائل الرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون. وحسب غلين غرينوولد فإن هذه المعلومات «كانت بحوزة الصحيفة» الفرنسية منذ «بعض الوقت». في شأن متصل، أعرب كالديرون عن «احتجاجه الشديد» على التجسس الذي تعرض له من قبل الولايات المتحدة معتبراً أنه «هجوم على المؤسسات المكسيكية».
في الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية المكسيكي خوسيه انطونيو ميادي أنه سيستدعي سفير الولايات المتحدة انطوني واي على إثر ما تكشف من عمليات تنصت أجراها الأمريكيون على البريد الإلكتروني لكالديرون. ونشرت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية خبراً مفاده أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على البريد الإلكتروني للرئيس الأمريكي السابق اعتباراً من مايو 2010 وأن الوكالة «تجسست بشكل منتظم ولسنوات على الحكومة المكسيكية». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه ندد أمام نظيره الأمريكي جون كيري بممارسات التجسس «المرفوضة» للولايات المتحدة حيال فرنسا. وصرح فابيوس لصحافيين في لندن حيث شارك في اجتماع لـ«مجموعة أصدقاء سوريا» والمعارضة السورية «كررت لجون كيري ما قاله فرنسوا هولاند لباراك أوباما أن التجسس الذي يمارسه الأمريكيون على نطاق واسع بإزاء الحلفاء هو أمر مرفوض».
وأضاف «طلبت منه أن يزودنا معلومات سريعاً وأن تتوقف هذه الممارسات»، موضحاً أن «جون كيري رد أن الأمر يتصل بنظم موروثة من الإدارات السابقة».
وتابع فابيوس «نريد أن تتوقف هذه الممارسات وأن نبلغ بكل ما هو موجود»، معتبراً أن «القيام بتلك الممارسات بين أصدقاء وحلفاء هو أمر مرفوض».
والاجتماع بين الرجلين في باريس كان مقرراً مسبقاً وقد طغت عليه المعلومات التي نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية حول اعتراض وكالة الأمن القومي الأمريكية لعشرات ملايين المعطيات الهاتفية العائدة إلى فرنسيين.
وأعلن كيري في وقت سابق أن الولايات المتحدة ستبحث مع فرنسا «الحليف القديم» في برنامج التجسس. وقد أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لنظيره الأمريكي باراك أوباما عن «استنكاره الشديد» لما أثير حول التجسس، معتبراً أنها «ممارسات مرفوضة» بين الحلفاء.
وأورد بيان للرئاسة الفرنسية أن الرجلين «شددا على وجوب وضع إطار لعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية، وخصوصاً في سياق ثنائي لتخدم في شكل فاعل مكافحة الإرهاب». وجددت فرنسا طلبها توضيحات من السلطات الأمريكية بشأن برنامج التجسس لكن بدون رغبة في «التصعيد».
وقالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم «لا أظن أن التصعيد سيكون ضرورياً، والمواطنون رأوا ما جرى بشأن حماية معطياتهم الشخصية» عبر برنامج بريزم الأمريكي، مؤكدة أنه بعد «الفضيحة» التي كشفت في فرنسا يجب توقع كشف أمور أخرى.