كتب - وليد صبري:
قــال أطباء ومختصون إن «إفراز العرق له أكثر من فائدة، فهو يساعد على تخليص الجسم من الأملاح الزائدة، وقبل ذلك هو عبارة عن جهاز تكييف يلطف درجة حرارة الجسم، ومع ذلك قد تكون كثرة غزارته دلالة على أن هناك اعتلالاً بالجسم فضلاً عن متاعب الرائحة الكريهة والالتهابات البكتيرية التي تصيب الجلد خصوصاً في فصل الصيف»، مشيرين إلى أنه يمكن التغلب على رائحة العرق عن طريق الاغتسال بحمام دافئ بعد سكب بعض المستحضرات المعطرة والقابضة المستخرجة من زهرة البابونج وأوراق الكافور بالماء عند الاستحمام».
وذكروا أن «من الأمور الطبيعية أن العرق يزداد أيام الحر، إلا أن كميته تقل أو تزداد حسب الظروف المحيطة بالإنسان، ولهذا نرى أن كمية العرق في الجو الحار تختلف خصوصاً عند ارتفاع نسبة الرطوبة، عن كمية العرق المفرزة عقب المجهود الجسماني أو في حالة ارتداء الملابس الثقيلة، وقد تنتاب الإنسان حالة من إفراز العرق الغزير، وخصوصاً بكف اليدين حتى في فصل الشتاء، وهنا تكمن المشكلة ويستلزم العرض على الطبيب المختص».
تناول أقراص الملح للتعويض
قال استشاري السكري والغدد الصماء د. مغازي محجوب إن «الإنسان في فصل الصيف يعاني غالباً من ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي فقدان درجة حرارة الجسم الخارج عن طريق إفراز العرق وقد تزداد كمية إفراز العرق عن المعدل الطبيعي إذا ما بذل الإنسان مجهوداً زائداً كما في حالة ممارسته للرياضة مثلاً».
وأضاف «قد ترجع غزارة العرق إلى زيادة إفرازات الغدد العرقية التي تؤدي بدورها إلى زيادة كمية العرق عن طريق العصب السمبثاوي، المسؤول عن كافة الغدد العرقية بالجسم، كذلك إذا ما نقص السكر بالدم فإن ذلك يؤدي إلى كثرة العرق».
وأوضح أنه «يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من عدم ظهور العرق على سطح الجلد نتيجة إصابتهم بعيوب خلقية تتمثل في عدم وجود غدد عرقية بأجسامهم، وبالتالي لا تكن لديهم القدرة على إفراز العرق».
ونظراً لأن إفراز العرق يعد من الأمور الطبيعية فسيولوجيا، نصح د. محجوب «الأشخاص الذين يتعرضون لدرجة حرارة عالية بتناول أقراص الملح لتعويض فاقد الأملاح التي تخرج مع العرق والذي قد يتسبب في مشكلات صحية كثيرة منها الإصابة بالإغماء أو بضربة الشمس».
مشكلات العرق
من جهته، قال أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والذكورة والعقم د.لطفي الساعي إن «العرق يمثل مشكلة كبيرة لمعظم الناس وخصوصاً خلال فصل الصيف إلا أن النظافة الشخصية هي السبيل الوحيد للتخلص من آثاره دون اللجوء للإكثار من استعمال العطور».
موضحاً أنه «من المعروف أن الغدد العرقية تختلف من مكان لآخر بجسم الإنسان، وتتحكم في هذه الغدد أعصاب تعمل على حفظ التوازن الحراري للجسم فتنقبض الأوعية الدموية إذا ما تعرض سطح الجسم للحرارة الخارجية، أو إذا ما ارتفعت درجة حرارة الجسم الداخلية ولهذا يزيد إفراز العرق ثم يزيد التبخر».
وأوضح أن «الجلد يعد من الأعضاء المهمة للإخراج بجسم الإنسان، ويرتبط بالكليتين تمام الارتباط فإذا نشط الجلد عن طريق إفراز العرق الغزير انخفض إفرازهما وهذا يتضح خلال فصل الصيف، وإذا ما انخفض نشاط الجلد كما هو الحال في فصل الشتاء سرعان ما تنشط الكليتان ويزداد إفرازهما فيحدث «التبول».
ومع ذلك فإن ازدياد إفراز العرق يتأثر بعوامل معينة منها ارتفاع حرارة الطقس أو التغيير الهرموني بجسد المرأة قبل مجيء الدورة الشهرية، حيث نلاحظ عليها غزارة إفراز العرق، وكذلك عند الشعور بالقلق والخوف والتوتر والغضب يزداد إفراز العرق».
الغدد العرقية
وأشار د. الساعي إلى أن «الغدد العرقية قد تكون غدداً عرقية عادية أو محورية، والأخيرة تتركز تحت الإبطين وبين الفخذين، ودائماً ما تكون معرضة للالتهابات البكتيرية من جراء العرق، وهذه البكتيريا تسبب حدوث احمرار ودمامل ومع اختلاط البكتيريا بمكونات العرق تنتج روائح كريهة تسبب الكثير من الإحراج للشخص المصاب بها».
حلول عديدة
ولتجنـــب هذه الروائح ينصح الأطباء بضـــرورة الاغتسال المستمر أو استخدام محلول الشبة أو مزيلات العرق شريطة أن تكون عديمة الرائحة، حيث ثبت أن المزيلات ذات الروائح تسبب الإصابة بمرض الأكزيما الموضعية وهو من الأمراض الجلدية الشهيرة.
ولهذا يجب التوجه للطبيب المختص عند ظهور أية تدرنات بالجلد نتيجة للعرق الغزير.
وأوضح د. الساعي أن «هناك أماكن معينة من جسم الإنسان تزداد فيها كمية إفراز العرق مثل اليدين والقدمين.
وقد يرجع السبب في ذلك إلى الإصابة بالعيوب الخلقية، وقد أمكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق أجهزة معينة لامتصاص العرق لمدة تتراوح ما بين شهر أو ستة أشهر.
وكذلك يمكن التغلب عليها باستخدام الحقن الموضعي بمادة «البوتكس» تحت إشراف طبي دقيق، وهذه الطرق الحديثة جاءت نتيجة التطور الطبي الهائل في مجال الأمراض الجلدية بعد أن كان أطباء الجلد يستعينون بجراح الأعصاب لقطع العصب السبمثاوي في الرقبة أو أحد الأعصاب الطرفية المغذية للقدمين، وذلك للتخلص من العرق الزائد وكانت النتيجة هي إصابة الجلد بالجفاف».
النظافة العلاج الأمثل
من جهة أخرى، رأى د.الساعي أن «النظافة هي العلاج الأمثل للتخلص من مشكلات العرق، ويفضل استعمال الصابون الملائم لنوع الجلد وهذا ما يوضحه الطبيب المعالج.
ولا مانع من الإكثار من الاستحمام وخصوصاً خلال فصل الصيف حيث إن الجلد يكون قادراً على إفراز المواد الدهنية التي يزيلها الصابون وهي في الوقت نفسه ضرورية للجلد لأنها تمده بالنعومة.
أما في فصل الشتاء فالأفضل عدم الإكثار من استعمال الصابون لأن فقدان المادة الدهنية يؤدي إلى جفاف الجلد نتيجة برودة الجو في هذا الفصل من فصول السنة».
وتابع «يمكن استخدام البودرة المخصصة لذلك والتي يصفها الطبيب لأنها تحمى الجلد من الاحمرار وكثرة الالتهابات الناتجة عن احتكاك الجسم بالملابس.
وخصوصاً الملابس غير القطنية، وليس هناك ما يمنع من استخدام بعض المزيلات للعرق شريطة عدم الإفراط في استعمالها نظراً لأنها قد تسبب أضراراً بالجلد.
مع الحرص على الاغتسال أولاً ثم تجفيف الجلد تجفيفاً جيداً قبل استعمال أية مزيلات للعرق وعدم وضعها على الجلد إذا ما كان مصاباً بالالتهابات.
ويجب عدم وضع هذه المزيلات على الجلد المبلل بالعرق فقد ينتج عن امتزاجها برائحة العرق رائحة غير مستحبة.
كما يمكن الاغتسال بحمام دافئ بعد سكب بعض المستحضرات المعطرة والقابضة المستخرجة من زهرة البابونج وأوراق الكافور بالماء عند الاستحمام».