ربطت دراسة علمية رائدة أعدت في جامعة الخليج العربي بين استخدامات تكنولوجيا النانو وأزمة تسرب النفط الخام إلى البيئة في منطقة الخليج العربي والآثار البيئية الناجمة عنه. إذ توصلت الدراسة التي أعدها الدكتور وائل المسلماني مدير برنامج التقنية الحيوية في جامعة الخليج العربي وآخرون إلى أن المركبات المتناهية الصغر الناتجة عن استخدامات تكنولوجيا النانو قد تعيق المنظومة البيئية الحيوية التي كانت تقوم تلقائياً بتفتيت الملوثات النفطية المتسربة إلى البيئة.
وكان الدكتور المسلماني قد نشر مؤخراً نتائج دراسة رائدة تعد من أوائل الدراسات التي تبحث تأثير تكنولوجيا النانو على التفتيت البيولوجي للملوثات البيئية الناتجة عن تسرب النفط الخام، من خلال تسريبات تكنولوجيا النانو التي تعرف باسم المركبات المتناهية الصغر (Nanoparticles). وقام خلال الدراسة بعزل ميكروبات من تربة ملوثة بالنفط تم تجميعها من حقول النفط بمنطقة الخليج العربي.
وتوصلت الدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية للنفط والتقنية الحيوية البيئيــــــــــــة Journal of Petroleum and Environmental Biotechnology إلى أن المركبات المتناهية الصغر تأثرت سلباً على فاعلية الميكروبات في تفتيت ملوثات النفط الخام المتسرب إلى البيئة.
ونظراً لكون النفط أقل كثافة من الماء، فإنه يطفو مكوناً طبقة عازلة بين الماء والهواء الجوي تعيق التبادل الغازي ونفاذ الضوء مما يؤثر على حياة الكائنات الحية والتنقية الذاتية للماء فيموت كثير من الكائنات البحرية.
ومن المعروف أن هناك نوعاً معيناً من السلالات البكتيرية يعتبر «النفط غذاءً شهياً له» وله القدرة على تفتيت النفط المتسرب واستخدامه كغذاء.
إلا أن الدراسة وجدت أن هذه المهمة التي كانت تحمي الإنسان والحياة البحرية والتي كانت تحدث ضمن منظومة بيئية تلقائية باتت معرضة للفشل بعد أن وجدت الدراسة أن مركبات أكسيد الزنك الناتجة عن استخدام تكنولوجيا النانو لها تأثير سلبي على قدرة تفتيت النفط الخام لأحد السلالات البكتيرية التي تم دراستها مما يؤدي إلى استمرار البقع الزيتية على سطح البحر وانتشار ملوثاتها في بيئة الخليج.
بناءً على طلب الدول الأعضاء في مكتب «اليونسكو» الإقليمي في دول الخليج العربي في الدوحة والتي تشمل الإمارات، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، ودولة قطر، والمملكة العربية السعودية، تقع 75% من حوادث التسرب النفطي في العالم في مياه الخليج .