كتب - جعفر الديري:
مازال الرائد التشكيلي البحريني الفنان عبدالكريم العريض حاضراً في المشهد الثقافي والفني، رغم تقدمه في السن! العريض الذي عاصر انبثاق الحركة التشكيلية في البحرين وكان ممثلاً لها بين الحركات التشكيلية في الخليج، استلهم الإنسان البحريني وتاريخه الضارب في أعماق هذه الأرض الطيبة، فخرج بكثير من الأعمال شكلت ومازالت ثيمة أساسية في تاريخ الحركة.
اهتمام العريض لم يقتصر على الرسم والتجريب فقط، لقد اهتم بالتأليف الفني والنقدي، إلى جانب إعداد البحوث والدراسات التاريخية عن مناطق البحرين خصوصاً المنامة التي نشأ فيها والتي يدين لها بالفضل في تكوين رؤيته الفنية والثقافية، عدا عن اهتمام العريض بالفنانين الشباب الذين وجدوا فيه معلماً ومرشداً وأباً لا يبخل عليهم بأي أمر ينمي قدراتهم ومواهبهم.
وأمام كل ذلك، يبدو الدخول في عالم الفنان الكبير والباحث المتمكن «ابن المنامة» عبدالكريم العريض ليس بالأمر اليسير، فهو فنان شامل جمع بين أدوات الفن وتراثه وإبداعاته وبحوثه في سلة كبيرة، أصلها واحد، وهو التميز الذي ألفه وشغل معظم سنوات حياته وعمره المديد به.
أيام الفن والأدب
عبدالكريم العريض أحد رواد حركة الفن التشكيلي بالبحرين، وأحد الأوائل المساهمين في تأسيس بعض التجمعات الفنية كأسرة هواة الفن وجمعية البحرين للفن المعاصر التي رأسها عدة دورات. ولد في المنامة العام 1934، الذي شارك في كثير من المعارض والفعاليات الفنية والخارجية في قطر، لبنان، القاهرة، الصين، الأردن، المغرب، دمشق، السعودية، الجزائر، سنغافورة بالإضافة لمشاركته في جميع معارض وزارة الثقافة، ومعارض جمعية الفن المعاصر. افتتح أول معرض خاص في البحرين في 1960، وهو عضو الجمعية العالمية للتبادل الفني والثقافي في نيويورك وسيئول بكوريا الجنوبية 1975، وله مؤلفات في الفن والتراث الشعبي، وقد حصل العام 1984 على جائزة الدولة التشجيعية، وفي العام 1999 حصل على جائزة الدانة بمعرض دولة الكويت.
بدأنا من الصفر
يقول العريض سارداً جانباً من تشكل الحركة التشكيلية في البحرين: لقد بدأنا من الصفر حيث لا شيء وحيث كانت رؤية الناس لنا ونحن نمارس الرسم في الهواء الطلق تثير الضحك والسخرية، لكن الجيل الجديد من الفنانين استوعب الدرس جيداً فقام البعض منهم ولا أقول كلهم بالاستفادة من الدراسة النظرية إذ استطاعوا من خلالها تكوين شيء جميل ومهم في الفن، وأصبح البعض منها يتقمص الفن فيعيش فيه وفي عالمه الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، إذ لو لم يكن هناك من يتولى حمل مشعل الفن من جديد لما وجدت هذه الحركة التشكيلية الثرية اليوم، لقد باشرنا العمل منذ الخمسينيات وطوال ثلاثين سنة كانت الأرض جرداء، وصبرنا وصابرنا حتى أتى جيل الثمانينات فكان على قدر المسؤولية فتولى سواقة السفينة وهذا ما جعل من الفن ضرورة وحاجة ملحة يريد إشباعها الفنانون اليوم بشكل أكبر.
ويؤكد العريض أن المجتمع بحاجة إلى أشياء كثيرة والفنان يعمل لأجل الآخرين فقدره مرتبط بعمله الفني باستمراريته وبحثه عن تقنيات جديدة واطلاعه على ما يدور في العالم، أما أن يجلس لا يراوح مكانه مكتفياً بالاستماع إلى ما يدور حوله حتى ما ظهر اكتفى أيضاً بتقبله، فذلك تصرف غير سليم، فالفنان أصبح ضرورة معاصرة شأنه شأن الصحف والكتب التي لا تستغني عن الفنان ضمن أشياء وموجدات كثيرة، فالكل يحتاج إلى الفنان في صنع الإعلانات والماركات التجارية وغيرها من الحاجات.
وحول موقع المرأة الفنانة، يقول العريض: إن الحركة التشكيلية المرتبطة بالمرأة لا يمكن الكلام عنها من دون الحركة التشكيلية ككل، فالمرأة تهوى أن يكون لها دور بارز وبعض الفنانات لدينا يمتلكن ملكات وطاقات ممتازة، ولكن المرأة وبحسب ما ألاحظ تميل للأعمال التطبيقية كالحفر والخزف، لكن الأعمال الفكرية يستأثر بها الرجل أكثر، إذ إن الفكرة التي أتى بها الرواد وهي فكرة «البيئة والتراث» ثم فكرة الأصالة والمعاصرة، احتضنت الجميع، حتى جاء الفنانون أيام الثمانينات بأفكار المدرسة العالمية ولم نكن معارضين وقتها لهذه الأفكار ولكن كان إصرارنا على عدم تنكر الفنان لذاته، فالحرص على العالمية يجب أن ينطلق من الحرص على التعبير عن البيئة المحلية إذ كنا نرفض أن يكون الفنان المحلي أداة مطيعة للمدارس الغربية بل أن يرجع إلى منبعه التراثي والبيئي ليحقق العالمية.
ويشير العريض إلى أن خصوصية الفن البحريني لمسها المهتمون منذ العام 1966 «عندما شاركنا نحن الرواد في معرض عالمي كان يدعى «معرض الشرق الأوسط» ضمن دول الشرق الأوسط التي شاركت فيه، وأذكر أن أحد النقاد الإيطاليين وكان يتفرج على أعمال المعرض وقف طويلاً عند لوحة الفنان البحريني حسين قاسم والتي كانت تدعى «القلاف»، فقال إن أعمال البحرين أعمال نقلت بيئة المنطقة، فهو عندما يرى هذه اللوحة يعرف تماماً أنها من منطقة الخليج».
ويعبر العريض عن شعوره بالغبن حين يقول نحن نشعر بالغبن، فهناك أوقات نشعر فيها أننا مهمشون في الوقت الذي نجد فيه أن الدول المجاورة وعندما يبرز أحد أبنائها ويضع لبنة قوية لعمل أو فن ما، يحرصون على إشراكه دائماً في كل ما يخص توجهه وعطاءه، ولكننا وعلى رغم كل ذلك لا نعبأ كثيراً فنحن من صنعوا أنفسهم وتعبوا كثيراً إيماناً منهم واقتناعاً بالفن الذي وهبوا له حياتهم، لذلك لا أشعر أننا نلقي أهمية كبيرة لذلك، فنحن لسنا بحاجة إلى اعتراف أحد بنا.
التراث هو الفن
أما بشأن تجربته في الكتابة فيقول العريض: إنني دائماً ما أتبع وجهة واحدة في كتاباتي، فأكتب في التراث والفن لأن التراث هو الفن، فمثلا أكتب في الفلكلور، والفلكلور عبارة عن المنتج الذي ينتجه الشعب. وفلكلور البحرين هو الأغنية والأنشودة والعمل اليدوي والعادات والتقاليد عند الناس ومنها عاداتهم في الأعراس والمآتم والفواتح وفي الأعياد الصغيرة كرمي «الحيه بيه». فجميع كتاباتي ورسوماتي وبحوثي التي قدمتها في المؤتمرات، كلها كانت تتعلق بشؤون المجتمع من جميع نواحيه الثقافية منها والأدبية والتاريخية إذ كلها مرتبطة ببعضها بعضاً.
ويقول العريض: «كانت بدايتي مع كتاب «من تراث البحرين الشعبي» الذي شاركني في تأليفه صلاح علي المدني في العام 1970 ويعتبر هذا الكتاب من أفضل الكتب التي ألفت عن التراث الشعبي البحريني، فهو أحد المراجع التي يستفيد منها الدارسون في هذا المضمار، وهو كتاب يتألف من عدة موضوعات، أولها بدايات تاريخ الفلكلور في البحرين، إضافة إلى التراث الشعبي والعادات والتقاليد التي يمارسها البحرينيون، كما يحتوي الكتاب على أغاني الأطفال والأعراس والاحتفالات، كما يضم بعض الصناعات اليدوية كالصفارة والحدادة وغيرها، مع نبذه تاريخية عن كل مرحلة من مراحل نشوء هذا التراث».
ويبين العريض أن كتابه الثاني كان عبارة عن سيرة ذاتية: «كتابي الثاني كان عبارة عن سيرتي الذاتية التي رويت فيها كيف أصبحت فناناً ورساماً، وكيف تعلمت الفن الذي تعلمته من خلال التجارب والبحث الميداني والتجربة الذاتية التي كان من ثمارها أن توصلت إلى تعلم الرسم وعرفت كيفية الكتابة عن الفن من خلال مطالعاتي. إضافة إلى لقاءاتي بالكثير من الفنانين الأجانب الذين كانوا يتوافدون على البحرين، مشيراً إلى أن كتابه الثالث كان بعنوان «أضواء على الحركة التشكيلية في البحرين» وهو يشمل تاريخ تأسيس الفن في البحرين وتطوره من تجمعات فنية إلى جمعيات، إضافة إلى عرض لتجارب الفنانين الشباب، مع عرض لتجربتي الشخصية عندما قمت بعمل أول مرسم في المنامة إذ كان ذلك في شارع الشيخ عبدالله العام 1960 فكان أول معرض لبيع الصور في البحرين والذي تحول فيما بعد إلى منتدى للشباب كنت أرسم فيه أمام الناس بمن فيهم الأجانب الذين كانوا يفدون إلى المرسم ويشترون اللوحات التي كنت أرسمها مع غيري من الشباب، وكنا نلقى تشجيعاً ودعماً من الناس عموماً والأجانب خصوصاً ما شجعنا على أن تصبح مهنتنا الرسم بعد أن كانت مجرد هواية، ومن الأمور المهمة التي ذكرتها في هذا الكتاب رحلاتنا إلى خارج البحرين واشتراكنا في المؤتمرات والتي كان منها أول مؤتمر لي في سوريا العام 1975 والذي اطلعت من خلاله على الكثير من المدارس الفنية من خلال الفنانين الذين شاركوا في هذا المؤتمر، إضافة إلى الحوارات التي كانت تدور فيما بينهم. وهذه التجربة أكسبتني خلفية ثقافية ومعرفة بالكثير من الفنون التي كنت أجهلها. فأصبح في جعبتي الكثير من المعرفة التي وظفتها في كتاباتي التي تلت هذا المؤتمر. وعندما عدت إلى البحرين كتبت في الكثير من الصحف والمجلات كـ «الأضواء» و»المواقف»، بالإضافة إلى استضافتي في الكثير من اللقاءات في إذاعة صوت البحرين «هنا البحرين»، وفي التلفزيون التي عرضت من خلالها تجاربي في التشكيل والنقد».
وحول كتاب «نافذة على التاريخ» يذكر العريض: «كان هذا الكتاب هو الرابع في سلسلة مؤلفاتي وهو عبارة عن دراسة خاصة بأسرة العريض، وضعتها كنموذج دراسة توضح بدايات عائلة العريض وكيفية تطورها، والإمكانات الأدبية والثقافية والاجتماعية التي كانت تتميز بها، فاستطعت من خلال هذه الدراسة ومن خلال هذه الأسرة أن أخلق موضوعاً أدبياً عن طريق الإبحار في الأنساب، إذ تناولت كل شخصية بارزة في أسرة العريض وقمت بعرض سيرتها منذ ولادتها وحتى وفاتها، فذكرت إنجازاتها على الصعيد الشخصي. وكما يتناول هذا الكتاب المرحلة التاريخية لمدينة المنامة والتي عاشت فيها هذه العائلة، إلى جانب شرحي لتطور ونماء هذه المدينة عبر الزمن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية إلى النمو الاجتماعي والعمراني، إضافة إلى الحوادث المهمة التي عاصرتها من أوبئة وأمراض».
وعن خصوصية كتاب «حصاد الفن» وأهميته بالنسبة إليه يقول العريض: «غير أني أجد نفسي أكثر في كتاب «حصاد الفن»، لأنني حاولت فيه الكتابة والرسم والتصوير من خلال العمل على رسومات توضح الكلام المقروء، فكأنك تشاهد الصورة في مضمون الكلام، فعندما تكلمت عن الطواش مثلاً رسمت قطعة قماش متدلية في الأعلى تحجب أشعة الشمس عن الدكان، وهناك بعض البقع من أشعة الشمس ساقطة على باب الدكان، وباب الدكان مطلي باللون الأزرق وجزء منه معتم والجزء الآخر فاتح، وهناك شخص جالس على صندوق خشبي وأشعة الشمس ساقطة على رداء هذا الرجل، وأحد الرجال واقف أمام الدكان ومعه حماره. هذه التصاوير يشاهدها ويلمسها القارئ في مضمون الكلام».
«مدينة المنامة
في خمسة قرون»
أصدر عبدالكريم العريض كتابه «مدينة المنامة في خمسة قرون» العام 2006 ضمن سلسلة كتاب البحرين الثقافية التي يصدرها قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الثقافة، واشتمل على خمسة فصول تناول أولها مجتمع البلاد القديم، ثم عرج المؤلف بعد ذلك على تناول بعض الأحداث التاريخية بدءاً من القرن الثامن عشر حتى المنامة التي وصفها جيمس بلجريف. ثم تطرق الكتاب إلى المناخ الثقافي في منامة القرن العشرين والحياة الاجتماعية والتجارية، منتقلاً بعد ذلك للحديث حول مرحلة بدء التنظيم الإداري الحديث في البحرين وموقع المنامة منه، مختتماً كتابه بالحديث عن المجتمع المدني في العاصمة البحرينية، ومتوقفاً أخيراً عند الأسواق والمناطق والأسر ودور العبادة لمختلف الطوائف والمذاهب.
وقامت كريمة المؤلف لونا العريض بتدشين الترجمة الإنجليزية للكتاب باسم «المنامة، الإنسان والتراث»، في طبعتين عادية وفاخرة، بثلاث مقدمات الأولى للكتاب بنسخته العربية والثانية لعبدالكريم والثالثة للونا. وجاء في مقدمة الأخيرة «في المنامة، نجد المسلمين بمذاهبهم المختلفة يعيشون جنباً إلى جنب مع اليهود والمسيحيين والهندوس والزرادشتيين، والبهائيين والسيخ وسواهم. وقد شكلوا مجتمعين مجتمعاً متشابكاً على رغم أن لكل مجموعة أماكنها الخاصة». وتناول الكتاب موضوعات: البلاد القديم، المنامة في عيون الأجانب، المناخ الثقافي في المنامة، التطورات الاقتصادية والإدارية، والأديان في المنامة، المجتمع المدني في المنامة.
تاريخ مميز للسوق القديم
ونقرأ في كتاب «مدينة المنامة في خمسة قرون» للعريض «إن سوق المنامة لها تاريخها المتميز قبل إنشاء البلدية في العشرينيات من القرن الماضي، حيث كانت لها إدارتها الخاصة المتمثلة في أمير السوق، وهو المسؤول عن حفظ الأمن والحراسة الليلية، وكان يعاونه عدد من الرجال الذين يسهرون طوال الليل وهم يتجولون بين الأزقة في السوق، والبعض منهم يقف في مداخل السوق المنتهية عند الحارات السكنية المحيطة بها لمنع الدخول إلى السوق أثناء الليل. يمر العسس للتفتيش على أقفال الدكاكين للتأكد من أنها مقفلة، وعندما يجد العسس (الحارس) أن أحد تلك الأقفال قد نسى صاحبه إقفاله فإنه يقوم بوضع قفل خاص على الدكان يطلق عليه (هفكري)، وذلك القيد لا يفتح إلا إذا قام صاحب الدكان بدفع غرامة على ترك الدكان دون قفل، ومقدار الغرامة «أربع بيزات»».
ويضيف: «في السوق لوحة كبيرة من الخشب على شاكلة سبورة المدرسة، توضع عليها إعلانات الحكومة ونشرات إخبارية يتعرف من خلالها أصحاب السوق على مايدور من حركة تجارية، وقدوم مراكب الشحن القادمة من بومبي أو تلك التي تحمل بضائع من البصرة، وموعد سفر المسافرين، وعن إفلاس التجار وأخبار الغوص. وفي عام 1914 م كانت تلصق نشرة إخبارية عن سير السوق يقرؤها الناس من على تلك اللوحة، وكان موقع تلك اللوحة في «شارع باب البحرين»». كان في السوق مخفر للحرس وكانت به خشبة توضع فيها رجلا المذنب، وقد رفعت تلك الخشبة فيما بعد، فقد رأيتها معلقة في المحكمة المختلطة في القنصلية البريطانية وقد كتب بجانبها عبارة تقول (لقد رفع هذا القيد عن أهل البحرين بأمر من صاحب الجلالة ملك المملكة المتحدة البريطانية).
وتتألف السوق بحسب العريض من وحدات للبيع والمفرق، ولكل نوع من البضاعة سوقه الخاص به وهي: أسواق المنامة: سـوق الطواويش: وهي المركز المالي للبحرين وبها كبار تجار اللؤلؤ ومستوردو البضائع وصرافو العملة، سـوق البز: وهي خاصة ببيع الأقمشة، سـوق العجم: تباع فيهـا البهارات والمكسرات وأكثر البضائع من منتوجات إيران، سـوق الغنـم: سـوق الحمير، سوق الماء، سـوق الودج: تباع فيه الشحومات ومواد الطلاء للسفن (الـودج والعيـل)، سـوق الحدادة: سوق الصفافير، سوق التناكـة وينتشر في السوق أصحاب المهن الخاصة، كمصلح الساعات والصاغة والحلاقين، سـوق الحواجة: (الحواويج) يقوم أصحاب تلك المحلات مقام الطبيب المعالج للأمراض بالأعشاب والأدوية الشعبية.
وحول الكهرباء يذكر العريض: بدأ التفكير في إدخال الكهرباء في البحرين عام 1920، ولكن نظراً لعدة عوامل فنية ومالية تأجل المشروع إلى عام 1928م، حيث استقر الرأي على أن تقوم الحكومة وبلدية المنامة بإدارة ذلك المرفق الحيوي المهم، وقبل دخول الكهرباء للبحرين كانت تستخدم المصابيح التي تعمل بالكيروسين، وكان يطلق على تلك المصابيح (فنر)، أما في المساجد وبعض الطرقات كانت تستخدم مصابيح من الحجم الكبير التي تعمل بواسطة ضغط الهواء، ويسمى (تريك) في البداية أخذت الكهرباء تعمل على إضاءة الشوارع وبعض المصالح الحكومية، وكانت بعض بيوت الأثرياء تستخدم مولدات كبيرة وصغيرة خاصة (موتورات) ثم أصبحت تلك المولدات تحت إشراف إدارة الكهرباء. في العام 1931، افتتحت أول محطة كهرباء في المنامة وكان موقعها في «رأس الرمان» شرق مبنى السفارة البريطانية، وقـد استعمل أول مكيف هـواء في البحرين في عام 1941، وبلغ مجموع المكيفات عام 1941 خمسين مكيفاً، وكان ثمن الوحدة الكهربائية عند بداية التشغيل نص روبية.
ويضيف: تزود البحرين بالطاقة الكهربائية من محطة الحكومة للكهرباء والتي تقع في الجهة الجنوبية من مضمار سباق الخيل القديم والنادي البريطاني، وتزود المدينة بالمياه من عدد الآبار الارتوازية من مختلف مناطق المنامة، ويضخ الماء بواسطة مضخات كبيرة إلى خزانات مرتفعة ثم توزع بشبكة أرضية إلى جميع أنحاء المدينة، وذلك النظام انتهى العمل به العام 1949.