أعلن علماء الفلك أنهم اكتشفوا ما يعتبره الكثيرون قدس الأقداس في مجال نشأة الكون ألا وهو رصد تموجات في منظومة الزمان-المكان تمثل أصداء لعملية تمدد الكون الهائلة التي حدثت فور وقوع الانفجار العظيم.
وقبل قرن من الزمن تنبأ العالم ألبرت أينشتاين بهذه التموجات في منظومة الزمان-المكان «الزمكان» التي يطلق عليها أيضاً موجات الجاذبية. ويمثل هذا الاكتشاف إنجازاً يتوج الفتوحات الكبيرة للفكرالبشري في فهم كيف نشأ الكون منذ الأزل وتطوره في صورة أعداد لاتحصى من المجرات والنجوم والسدم ومساحات شاسعة في أقطار الفضاء. وقال مارك كاميونكوفسكي عالم الفيزياء بجامعة جون هوبكنز وأحد الباحثين في المشروع المشترك الذي توصل إلى هذا الكشف للصحفيين أمس الإثنين في مؤتمر صحفي في مركز هارفارد-سميثونيان للفيزياء الفلكية في كمبردج بماساتشوستس «يمثل هذا الاكتشاف الحلقة المفقودة في علوم الفلك».
وموجات الجاذبية عبارة عن حركات موجية ضعيفة تنتشر عبر الأجرام بسرعة الضوء وكان العلماء يجدون في البحث عنها منذ عشرات السنين لأنها تمثل الأدلة الغائبة في سياق نظريتين. وقال افي لويب عالم الفيزياء بجامعة هارفارد في بيان «هذه النتائج ليست مجرد دليل دامغ لا يقبل الشك على تمدد الكون بل أنها تبلغنا أيضاً بموعد هذا التمدد ومدى ضخامة هذه العملية.» وترتبط قوة إشارات موجات الجاذبية بمدى شدة تمدد الكون خلال فترة التمدد الوجيزة.