بحب كبير للبحرين وأهلها بدأ جلالة الملك حفظه الله حديثه لرؤساء تحرير الصحف المحلية ووكالة أنباء البحرين خلال زيارته التاريخية إلى كازاخستان، فحرص جلالته أن يكون الحديث بسيطاً عفوياً من القلب إلى القلب، يتحدث فيه بصراحة بعيداً عن البروتوكول ودبلوماسية الحديث، فكان لنا ما كنا نتطلع إليه من إجابات.
جلالة الملك تناول على مدى أكثر من ساعة كاملة مجموعة من القضايا التي تشغل بال المواطنين ليفاجئنا بدقة معرفته لما يدور بين البحرينيين حالياً من حديث ونقاش وجدال في قضايا عامة وخاصة، محلية وخارجية، فمن الأوضاع الداخلية، إلى العلاقات الخارجية، ومن ثم الحديث حول المستقبل، هي قضايا اختزلها العاهل في حديثه العميق الذي كرر فيه اسم البحرين نحو 30 مرة في رسالة يمتزج فيها حب الوطن مع الإحساس بالمسؤولية.
ولكن هذه القضايا إن تنوعت الرؤى بشأنها إلا أن جلالة الملك حفظه الله حرص أن يكرر في كل قضية على أهمية لم الشمل والتكاتف، وطبيعة شعب البحرين ونبل أخلاقه التي تدفعه لمواجهة كل التحديات والانقسامات. كرر العاهل في أكثر من مرة خلال حديثه شمائل وخصال أهل البحرين، وهو حديث نابع من قلب الملك الوالد إلى كل المواطنين ليبيّن مقدار عشقه للبحرين وأهلها، ولذلك قال جلالته: «أي شيء يجمع الناس يسعدنا كثيراً ومتفائلون بالمستقبل».
كان لافتاً قناعة جلالته بما تعانيه البحرين من بون شاسع بين الحقيقة والواقع وهو دفع البعض لتشويه سمعة وطنه، ولهذا يجب النظر إلى الأوضاع بهذا المنظور الدقيق حتى نكون قادرين على تكوين قناعاتنا الصحيحة دون مبالغات.
الصحافة البحرينية تتشرف كثيراً بتقدير جلالة الملك لها، خاصة عندما جدد تأكيده على «عدم معاقبة الإنسان على رأي أو حرية تعبير إلا من خلال القانون الذي ينظم مثل هذه المسائل. مشيداً بالسلطة الرابعة التي وصفها بأنها صاحبة الجلالة وستبقى السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة لدينا». ولا ننسى طلب جلالته من رؤساء التحرير نقل شكره وتقديره الشخصي لكتّاب الرأي الذين يمارسون أدواراً وطنية هامة.
جلالته أبدى تطلعاته من السلطة الرابعة والكتّاب إلى المساهمة في لم الشمل وبناء المستقبل وأكد «هذا ما يستحقه أهل البحرين». ونحن بدورنا في «الوطن» نؤكد لجلالته حرصنا على تحمل هذه المسؤولية الوطنية مهما كانت الظروف والتحديات، فالصحافة المسؤولة هي الحريصة على مجتمعها ووحدته وتماسكه. ومهما كانت الصعاب فإن واجبنا الوطني يدفعنا لنكون شركاء في بناء مستقبل الوطن وهي مسؤولية قبل أن تكون شرفاً.

يوسف البنخليل