كتب - أحمد الجناحي:
تستعد الشاشات الخليجية لعرض المسلسل الكوميدي الهادف «كومار»، خلال شهر رمضان المقبل، والذي يسلط الضوء على العمالة الآسيوية الهندية الوافدة إلى الخليج للعمل وكسب الرزق، وما أن تختلط مع الشعوب الخليجية حتى تبدأ بالتعايش معهم وتكسب ثقافتهم وعاداتهم، وتصبح في النهاية جزءاً منهم، فكرة المسلسل فتحت الأبواب لمشاركة كبار الممثلين فيه مثل الفنان إبراهيم الحربي، والفنانة ليلى سلمان، والفنانة وئام الدحماني، والفنان مشاري البلام.
وأوضح مخرج المسلسل الشاب التونسي شاكر بن يحمد، في تصريح لـ»الوطن»، أن فكرة المسلسل جذبت انتباهه من بين الكثير من الأفكار، كونها فكرة غير متداولة وتطرح قضية مواقف اجتماعية يومية يعيشها الفرد الخليجي مع الجالية الآسيوية، بطريقة كوميدية وأسلوب راقٍ لا يقلل من قيمة أحد، بل يعطي إثارة وأكشن بجانب الكوميديا والرقصات، ويبين المخرج أن العمل في مجملة يجمع بين الثقافة الخليجية والآسيوية في وقت واحد.
وأشار بن يحمد أن فريق العمل اختاره بعناية ليخرج بالنهاية بعمل متقن ذي جودة عالية يوصل الرسالة بشكل صحيح، ويكون قريباً من المشاهد «اخترت فريق العمل بنسبة 90%، جاء الاختيار على ضوء بعض الأسماء الكبيرة التي تعاملت معها سابقاً مثل فريق التصوير الأوكراني، ومجموعة من الفرق من سوريا والإمارات وتونس، والبحرين، وهذا التنوع في الاختيار مرتكز على الخبرات والكفاءات».
وقال إن الأعمال الخليجية اليوم تطرح كل القضايا الاجتماعية إلى يعيشها المواطن الخليجي في كنف الاحترام والعادات والتقاليد، وهي متطورة بما فيه الكفاية لتنافس بعض الأعمال العالمية.
وأضاف «هناك العديد من الأسماء الشابة الخليجية التي تقدم أعمالاً محترمة ومحترفة بالوقت نفسه، ونتمنى أن يكون مسلسل كومار أحد هذه الأعمال الناجحة التي تنال إعجاب الجمهور، لأنه يحمل رسائل كثيرة هادفة يحتاجها الناس».
«كومار» تجربة جريئة
واعتبر المخرج المنفذ وكاتب سيناريو وحوار المسلسل علي الصايغ أن «كومار» تجربة جريئة تتناول قصة حياة آسيوي بدأت في الهند، إلى أن وصل الخليج وعمل كعامل بسيط، حتى أصبح لديه حلم يسعى لتطويره في ظل وجود الكثير من القصص الأخرى الفاشلة والمأساوية.
وأضاف «كومار يصبح لدية حلم يسعى لتطويره ويحاول أن يتعدى كل الصعوبات والظروف القهارة والصعبة، وتكون أحد المواقف الصعبة هي النقلة النوعية في حياته تجاه تحقيق الحلم، والمسلسل يسلط الضوء على العمالة الآسيوية بشكل إيجابي وكوميدي، المسلسل يحكي مواقف هذا الآسيوي وطبيعة حياته في الخليج، مشاكلة وهمومه....».
وأشار الصايغ إلى أن العمل يهدف إلى ترسيخ ثقافة العمل بجد واجتهاد لتحقيق الهدف، وبث روح الأمل في النفوس المحبطة. ويرى الصايغ أن أهم ما يميز مسلسل «كومار» فكرتة الفريدة وفريق العمل الذي اعتبره متجانساً ومتحمساً لفكرة المسلسل، موضحاً أن هناك الكثير من ردود الأفعال الإيجابية المبدئية تجاه فكرة المسلسل الذي سيعرض عبر 3 قنوات بشكل أولي.
يسلط الضوء
على الطبقة الكادحة
وقال الفنان مشاري البلام الذي يجسد دور «كومار»، «المسلسل الذي يسلط المسلسل الضوء على العمالة الآسيوية الهندية التي تأتي الخليج للعمل وكسب الرزق، مسلسل جميل من ناحية الفكرة، وفريق العمل متعاون لأبعد الحدود، ونتمنى أن ينال العمل على رضا الجمهور».
وأشار البلام إلى أنه دخل المجال الفني بعد تحرير دولة الكويت من الغزو، عندما شاهد إعلان يطلب مواهب فنية وطنية للمشاركة بمسرحية «فري كويت»، قدم له، وتم اختياره من قبل الفنان القدير عبدالعزيز المسلم، أطلع الوطن أن لا شيء يزعجه بالوسط الفني، بل على العكس تماماً يحب الفن ويحاول قدر المستطاع مواكبة التغيير الذي يحدث مع الأجيال سنة بعد سنة، واعتبر هذا الموضوع سنة الحياة في التجديد والتغيير.
وأوضح الفنان إبراهيم الحربي لـ«الوطن» أن الأفكار العربية تستهويه كثيراً، وقصة كومار استهوته لأنها تسلط الضوء على الطبقة الكادحة البسيطة التي تدخل كل بيت في الخليج وتتجاوز في بعض الأحيان الحدود.
وأضاف «أفضل الأعمال الدرامية لأن تأثيرها أقوى وحضورها قوي وتبقى على المدى البعيد، وبالوقت نفسه تجذبني الأعمال الكوميدية إذا كانت غريبة ومكتوبة بشكل جميل».
ويستعد الفنان لتصوير مسلسل «غريب الدار» مع انتصار الشراح ومحمد عليوي لتلفزيون الكويت.
مفاجآت غريبة بانتظار الجمهور
وأبدت الفنانة الكويتية ليلى السلمان سعادتها بالمشاركة في المسلسل الذي يصور في البحرين «سعيدة جداً بوجودي في البحرين لتصوير مسلسل كومار، بعد انقطاع طويل لأكثر من 7 سنوات عن البحرين، آخر عمل كان لي بالبحرين مع المخرج نضال الدرازي، وآخر مشاركة كانت مع الأخت العزيزة زينب العسكري»، وتجسد الفنانة دور الزوجة الأولى للفنان إبراهيم الحربي الذي يسجد دور صاحب إحدى الشركات التي سيتدخل كومار من خلالها والمتزوج في المسلسل من زوجتين، ويدور دور الفنانة حول المشكلات الأسرية والزوجية مع الزوجة الثانية للفنان إبراهيم الحربي، وتسعى لكسب رضا زوجها والحفاظ عليه، وتحاول أن تجذب الزوج لها ولأولادها، «المشاركة لطيفة وجميلة، والشخصية رائعه فيها بعض الجوانب الكوميدية، ويستزوج كومار من ابنتي في المسلسل، ليكون محور العمل، وهناك الكثير من المفاجآت ستكون غريبة بالنسبة للجمهور ولكنها من الواقع».
وأشارت الفنانة إلى أن فكرة المسلسل أعجبتها كونها لم تطرح من قبل، موضحة أن الأعمال الخليجية اليوم أصبحت قوية بدليل المنافسة التي تشهدها في عالم الدراما.
وأضافت «هناك صراع من أجل التميز في الدراما ما بين دول الخليج، هناك قضايا قوية ونصوص جريئة، وهذا الأمر يدفع الفنان لأن يكون حريصاً في اختيار أعماله، وشخصياته في الأعمال التلفزيونية».
وعن الأعمال الكوميدية ترى السلمان أن العالم العربي اليوم بحاجة لمثل هذه الأعمال التي تستخدم أسلوب كوميديا الموقف بعيداً عن الخدش، لأنها تعتبر متنفساً للناس ورفاهية، خصوصاً في ظل الظروف التي يمر فيها الوطن العربي.
تطور الدراما الخليجية
وقالت الفنانة وئام الدحماني لـ«الوطن» «سعيدة بمشاركتي بمسلسل كومار، وأجسد دور الزوجة الثانية للفنان إبراهيم الحربي، وأدخل في صراع الزوجات من أجل الزوج، ولدي ابن في المسلسل يتعاطى المخدرات، ودلوع أمه إن صح التعبير، وتحدث بعض المشكلات لهذا السبب».
وأضافت «دور أن أكون الزوجة الثانية وعندي ولد عمره 18 سنة، هي تجربة أولى لي، لأني مازلت في العشرينات من عمري، ولكن هذا الأمر سيشد انتباه الجمهور»، وأوضحت الفنانة أن دورها يغلب عليه الطابع الدرامي وهي تحب الأعمال الدرامية أكثر لأنها جادة وتخرج مواهب الممثل أكثر. وعن الأعمال الخليجية الحالية تقول «هناك تطور في الساحة الخليجية من ناحية القصة والإخراج والإنتاج، حتى أصبحنا نوازي الأعمال التركية التي اكتسحت المجال، هناك جرأة في الطرح أكثر وشفافية أكبر، لأن المشاهد اليومي ذكي بما فيه الكفاية ليعي كل الفنيات».
وتعمل الفنانة على مسلسل من بطولتها لقناة الــMBC، «فرصة أخرى» من 120 حلقة، انتهت من تصوير 70 حلقة منه، وهو إعادة تمثيل لمسلسل مكسيكي، أما بالنسبة للأفلام، تصور الفنانة الجزء الأخير من فلم «دولارز»، ومن فلم آخر مغربي فرنسي، اعتبرتها غريبة بعض الشيء، سيصور في باريس، وهو إعادة تمثيل فلم هوليودي «Unfaithful» للمخرج نبيل عيوش.