كتب - أحمد الجناحي:
يجتهد المخرج البحريني الشاب عبداللطيف الصحاف، هذه الأيام في تصوير المسلسل الكوميدي الاجتماعي «البطران» للمؤلف جاسم الخراز، بمشاركة نخبة من الفنانين والفنانات منهم هيفاء حسين، علي الغرير، خليل الرميثي، حسن محمد، أمل العنبري، إضافة لسلوى بخيت «أم هلال»، والمصريين رجاء الجداوي، وسليمان عيد.
وتدور أحداث مسلسل الذي أنتجته شركة «داينامكس» للإنتاج الفني، حول ابن يعيش مع والده صاحب الشركات والممتلكات، ويتوفى تاركاً مجموعة من الأولاد والبنات الذين يتفاجؤون ببعضهم بعضاً ويكتشفون أن والدهم كان مزواجاً. وتتفرع أحداث «البطران» من هذه القضية، حيث يبرز صراع كوميدي بين الإخوة من أجل الميراث الذي يؤدي لتلاحم الإخوة والأخوات مع بعضهم البعض في نهاية المسلسل.
مجازفة
«الوطن» زارت موقع تصوير مسلسل «البطران» والتقت بطاقم الممثلين ومخرج العمل ومنتجه عبداللطيف الصحاف الذي يخوض أولى تجاربه الإخراجية والإنتاجية.
واعتبر الصحاف تجربة الإنتاج مجازفة، أما تجربة الإخراج فخضتها لأني أريد أن أجمع مجموعة من الأفكار المبتكرة لأبروزها على الشاشة من أجل المشاهد الذي يبحث عن الضحك والإثارة بشكل هادف بعيداً عن الإسفاف، والأخ جاسم الخراز مؤلف المسلسل يتفق معي في كثير من الأمور وقد جلسنا مع بعضنا بعضاً ووضعنا مجموعة جديدة من الأفكار إضافة لأفكاري المبدئية.
وأضاف الصحاف: يتميز العمل بنوع الكوميديا المطروحة، إضافة إلى الأفكار والأسلوب الذي يختلف عن أي أسلوب وطرح، آخر على الساحة، فالمسلسل ليس كوميدي بحت، وإنما كوميدي اجتماعي مختلف حتى في سياق طرح الكوميديا.
تنازلت عن الكثير
وعلقت هيفاء حسين أن تجربة المخرج عبداللطيف الصحاف في الإنتاج والإخراج أسعدتني، ونحن كفانين بطبيعة الحال نسعد كل ما زاد عدد المنتجين وازدادت الأعمال التلفزيونية خصوصاً البحرينية منها، نظراً لتواجد فرص جديدة ومتنوعة أمامنا للمشاركة، والعنصر النسائي يجد فرصاً كثيرة خارج البحرين وجميل جداً أن يجدها في داره وموطنه، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انتعاشاً في الإنتاج بفضل وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب.
وأضافت حسين: سعيدة بمشاركتي بمسلسل البطران، وأجسد دور «ميرمية» البنت المغرورة التي تحب نفسها وتحب المظاهر، وتحاول الشخصية في المسلسل أن تظهر الدلع أمام الجميع وهي في الأصل «دفشة»، وتعتبر ميرمية إحدى أبناء الرجل المزواج، وتبحث عن نصيبها من الورث في قالب كوميدي خفيف.
وذكرت حسين أن الأعمال التراجيدية أقرب لها من الأعمال الكوميديا، لكنها على استعداد للمشاركة في أي عمل كوميدي في حال توفر الدور المناسب، مردفة: أحب التنويع في أعمالي، وهو أمر هام بالنسبة لي، لا أريد أن أحكر في زاوية معينة أو قالب معين، وفي البطران أجد الشخصية المناسبة لهيفاء حسين، شخصية خفيفة دم، غير مسرفة في تصنع الكوميديا.
وتابعت أن زيادة عدد الأعمال الكوميدية في الفترة الماضية يعود لرغبة المخرجين والمنتجين والكتاب لإخراج الناس من دائرة الهموم والأزمات التي يمر بها الوطن العربي المؤثرة سلباً عن نفسياتهم، إلى دائرة الفرح والضحك، وشخصياً أحب المشاركة في الأعمال البحرينية لتسجيل حضور في موطني الأم، متنازلة عن كثير أمور أهمها الأجر فقط من أجل المشاركة في الأعمال البحرينية.
وكشفت حسين أنها تصور حالياً مسلسل «بحر الليل» للمنتج سلطان، والمؤلف جمال الصقر، والمخرج مصطفى رشيد، مع مجموعة من الفنانين مثل الفنان علي الغرير، مشيرة إلى أن المسلسل كوميدي لم يصور لشهر رمضان ولكن قناة أبوظبي اختارته ليعرض في شهر رمضان المبارك، إضافة لمشاركتها في تصوير حلقات من المسلسل البحريني التراثي «أهل الدار».
رسائل هادفة
بدوره قال أحمد مبارك: أجسد دور محامٍ فيه بعض الخبث لكن بطابع كوميدي، المحامي البخيل الذي لا يهتم بشكلة ومظهره، ويهتم كثيراً بمصلحته. الدور جميل وخفيف ونال إعجابي فور قراءته، أعجبت بقصة المسلسل الجديدة والغريبة، والمسلسل يحمل ضمن طياته كثيراً من المفاجآت.
وأضاف أن الكوميديا من طبعي وأقرب لنفسي، وقدمت كثيراً من الأدوار الأخرى، وفي البطران أقدم شخصية خبيثة يكرهها المشاهد، لكنه يحب قالبها الكوميدي، مشيراً إلى أن البطران يتميز بكوميديا غير مفرطة، وهناك أدوار في المسلسل غير كوميدية، والمخرج شديد الحرص على عدم خروج المسلسل من إطاره الرئيس، لأنه يحمل عدة رسائل وكلها موجهة للمشاهد.
وتابع مبارك: أحاول خلال شخصيتي أن أوصل رسالة مهمة وهي أن المحاماة أمانة، ويجب على من يمارسها الحفاظ على مبادئها وقيمها، من ناحية الخصوصية وغيرها، وفي النهاية أتعرض في المسلسل لموقف يجعلني أعود لصوابي، وأرجع لكل ذي حق حقه.
لهجة زنجبارية
من جانبها قالت سلوى بخيت «أم هلال»: كلمني المخرج قبل فترة وسعدت بالعمل، وبعد الاطلاع على الدور شعرت بالخوف لكن ثقة المخرج جعلتني أتغلب على ذلك. وشخصيتي هي البنت الأكبر للرجل المزواج، الذي تزوج زوجته الزنجبارية الأصل الأولى، وتدور أحداث المسلسل حول جميع الأبناء الذي يبحثون عن ميراثهم من والدهم، وواجهت بعض الصعوبات في البداية في إتقان اللهجة واللغة الزنجبارية، لكن مخرج المسلسل أحضر شخصاً يعلمني الكلمات والعبارات، وجلست معه مدة شهرين لتعلم وإتقان اللهجة واللغة، حتى أصبحت اليوم أغني بها.
وأضافت: اعتذرت عن العديد من الأعمال الأخرى نظراً لعدم استطاعتي التوفيق بينها جميعها، لأن مسلسل البطران عبارة عن 30 حلقة، ويستغرق التصوير اليوم بأكمله، ومثل ما يقول المثل البحريني «من سبق لبق»، وجاءني عرض البطران أولاً قبل كل العروض وهذا هو سبب مشاركتي فيه فضلاً عن البقية، وفي النهاية جميعهم أهل وأصدقاء وعينان في رأس واحد إن صح التعبير.