كتب - جعفر الديري:
الكاتب والمؤرخ البحريني خالد البسام، والروائي لاحقاً أتحف المكتبة البحرينية والخليجية بأكثر من 20 كتاباً، منها: تلك الأيام، رجال في جزائر اللؤلؤ، القوافل، خليج الحكايات، مرفأ الذكريات، صدمة الاحتكاك، حكايات من البحرين، نسوان زمان، يا زمان الخليج، كلنا فداك، بالإضافة لثلاثة كتب أدبية: بريد القلب، بساتين، عزف على السطور، عدا عن روايتي «لا يوجد مدرس مصور في عنيزة»، و»مدرس ظفار».
تتميز كتابات البسام، باتساع رقعتها على منطقة الخليج العربي؛ حيث يمزج البسام بين حسه الصحافي ولغته الأدبية لينسج حكايات مشوقة، لا تقلب موضوعاً واحداً أو تاريخاً معيَّناً، إنها تواريخ حافلة بالأيام الخوالي التي لم تتلوث أرضها بسواد النفط في المنطقة بعدُ، ولم تعرف شوارعها قرقعة الآلات وضجيج الحضارة. كل ما فيها أنها فصول من أيام رحلت تركت لنا بعض القصص والأساطير والرحلات.
«تلك الأيام»
كان أول كتاب صدر للبسام هو «تلك الأيام»، وهو من أوائل الكتب التي تناولت تاريخ البحرين. تميز الكتاب بأنه كتاب تاريخ كتب بلغة مختلفة عن كتابات الأكاديميين الجافة والجامدة. وهو أول كتاب تاريخي صدر بالبحرين. ويضم رواية وصوراً. وقد اعتادت الكتب التاريخية أن تكون مادة مكتوبة ولا تحتوي على صور إلا نادراً فكانت مادته تاريخية مقبولة لدى عامة القراء.
أضف إلى ذلك أن الكتاب تناول قصصاً وروايات قريبة لايزال بعض أشخاصها على قيد الحياة، بينما اعتاد القارئ البحريني آنذاك على تاريخ البحرين في العصور القديمة كالعصر العباسي والأموي وبعيدة بالتاريخ. والكتابة بالتواريخ القديمة أسهل لأن الباحث سيأتي بكتاب أو أكثر من المصادر القديمة ويقوم بنقل المعلومة منهم وتحليلها في كتابه الجديد وينتهي البحث لديه، بينما الكتابة في التواريخ القريبة تفتقر إلى المصادر والمراجع، فيضطر الباحث إلى زيارة الموقع المراد الكتابة عنه ويقوم ببحث ميداني ويقابل الرواة ويقارن رواياتهم الشفهية والبحث عن الوثائق العربية والأجنبية التي تتحدث عن هذا الموضوع المراد الكتابة عنه وتحتاج إلى جهد كبير وشغل كثير.
وبعد صدور كتابه هذا، والنجاح الذي حصده، واصل خالد البسام الكتابة والبحث في الحقل التاريخي، خصوصاً وأنه بعد مضي سنة عليه أعادت دار بانوراما طباعة الكتاب طبعة ثانية، وتوالت الإصدارات التاريخية، حيث أصدر كتاب «رجال في جزائر اللؤلؤ» العام 1999، تناول خلاله الشخصيات العربية التي قدمت إلى أرض البحرين وعاشت فيها فترة من الزمن كالشاعر الكويتي خالد الفرج والشيخ عبدالعزيز الرشيد وغيرهم. وبعده صدر للبسام كتاب «القوافل»، و»خليج الحكايات».
البداية عبر الصحافة
بحسب البسام فإن بدايته كانت عبر الصحافة، حين اكتشف التاريخ عن طريق الصحافة، وعمل صحافياً بإحدى الصحف البحرينية فترة من الزمن وذلك مطلع الثمانينات، وكتب في مجلة شهرية بحرينية اسمها بانوراما زاوية أطلق عليها اسم «ذكريات» وهي صفحتان كان يكتب في كل عدد عن تاريخ أحد المرافق البحرينية، وكان يزور هذا المرفق ويسأل القائمين عليه يقرأ أوراقهم القديمة ووثائقهم، ويجمع الصور القديمة لديهم وينشرها في هذه الزاوية ولاقت نجاحاً واهتماماً من القراء. وهذه الجولات الكثيرة هي التي حببته في هذا المجال عندما وجد أوراقاً ثمينة تستحق التوثيق، فتساءل: لماذا لا يقوم بالدخول في هذا الجانب التاريخي ويسجل التواريخ القديمة، فجمع هذه المادة في كتاب سنة 1986 وأطلق عليه اسم «تلك الأيام: حكايات وصور من بدايات البحرين»، تحدث في الكتاب عن مواضيع تاريخية شيقة متعلقة ببدايات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأدبية والثقافية بالبحرين.
ويذكر البسام أن الكتابة التاريخية استهوته وعشقها ومن أجلها ترك كل شيء، فترك العمل الصحافي العام 1985، ليتعلم اللغة الإنجليزية في لندن نظراً لأنه لا يتقن هذه اللغة في تلك الفترة، مشيراً إلى أن ما دفعه إلى ذلك أنه عندما يسأل عن أي معلومة تاريخية يقال له إنها موجودة بالأرشيف البريطاني وتحديداً في مكتب الهند أو «أنديا أوفس» فتوصل إلى قناعة بأنه لا يستطيع الكتابة بإتقان وتميز دون الوصول إلى مكتب الهند، وستكون معلوماته قاصرة والخطوة الأولى هو تعلم اللغة الإنجليزية والتفرغ التام لهذا الأرشيف.
وسافر البسام إلى لندن وسكن عند أسرة بريطانية ودرس اللغة الإنجليزية دراسة مكثفة في تسعة شهور. وبعدها زار الأرشيف البريطاني المعروف بمكتب الهند وظل يتردد على الأرشيف لمدة ستة أشهر، ويقوم بترجمة فورية لبعض الوثائق البريطانية لأن كلفة التصوير عالية ولا يستطيع تصوير المستندات التي احتاجها كافة، ويذكر أن لديه مجموعة من الوثائق التي تم ترجمتها آنذاك في دفاتر مكتوبة بقلم رصاص لأن إدارة الأرشيف تمنع دخول أقلام الحبر وتسمح باستخدام أقلام الرصاص فقط.
ويضيف البسام: كانت طموحاتي كبيرة في سبيل الكتابة في التاريخ فلو قالوا ليّ تعلم اللغة البرتغالية لدرستها وتعلمتها آنذاك، لأن الأرشيف البرتغالي غني بالوثائق عن منطقة الخليج العربي لاستعمارهم المنطقة قبل خمسة قرون. وهذا الأمر نابع من حماسي وإخلاصي للشيء الذي أحببته وهو البحث التاريخي، أما إذا كان الشخص غير متحمس فسيظل الكاتب متواضعاً طوال حياته في كتاباته، فالكاتب يقرر في بدايته هل سيكون جيداً أم لا، وأنا اخترت الطريق الشاق في البحث.
وثائق الإرسالية الأمريكية
وحول كتبه المستقاة من تقارير الإرسالية الأمريكية، يقول البسام: تعد هذه الوثائق من أهم الوثائق التاريخية الأجنبية التي تحدثت عن منطقة الخليج العربي نظراً لاحتوائها على وصف دقيق للمجتمعات ومشاهداتهم اليومية، وقد أعجبتني كثيراً وجذبتني وقمت بترجمة بعض كتاباتهم ورحلاتهم وأصدرت ثلاثة كتب وهي صدمة الاحتكاك والقوافل وثرثرة فوق دجلة، ولايزال لدي الرغبة في ترجمة المزيد من تقاريرهم القديمة وإصدارها في مؤلفات إن شاء الله.
ويلفت البسام لوجود أرشيفات مهمة في مختلف بلدان أوروبا وأمريكا تحتوي على جوانب مهمة من تاريخ دول الخليج العربي تنتظر من يقوم بنفض الغبار عنها، وترجمتها إلى اللغة العربية لمعرفة أخبار الماضي وهذه المهمة تحتاج إلى جهود مراكز البحث الحكومية المتنوعة لتقوم بها واكتشاف هذه الكنوز القيمة من تاريخ أوطاننا.
لكن البسام يشير إلى جملة من العقبات التي تواجه الباحثين، بقوله: أنت تعمل في مجال لا تنتظر أن يأتي أحد ويساعدك، فعليك أن تقوم بجهود كبيرة في سبيل الكتابة عن جانب معين من التاريخ الخليجي وذلك لقلة المصادر، فمثلاً حين سألت باحثاً مصرياً يريد الكتابة عن موضوع قناة السويس، ذكر أنه وجد حتى الآن 52 كتاباً ومرجعاً تتحدث عن قناة السويس، أما في الخليج العربي فالكتابة بسيطة والتوثيق قليل، وقد كتبت عن بعض المواضيع لم أجد كتاباً واحداً تناولها، كما أنك تبحث في بحر كبير لاستخراج المعلومات التاريخية، فالروائي إذا أراد كتابة رواية فيجلس في مكتبه ويجمع أفكاره ويكتبها دون الاستناد إلى مراجع كتابية أخرى أو سؤال الرواة من كبار السن أو البحث في وثائق قديمة. أما الطباعة والنشر فحدث ولا حرج وعقباتها لا تحصى، لكن أمنيتي قائمة بإنجاز جميع أبحاثي التاريخية وإصدارها في مؤلفات تاريخية قبل أن يطوف الزمان بي، والكمال في تأليف الكتب استحالة بينما لا يجدر بالمؤلف أن يستسهل التأليف التاريخي فالوسطية في التأليف مطلوبة وأن ما لا يدرك كله لا يترك جله وخير الأمور أوسطها.
اهتمام بالخليج ككل
تعدى اهتمام خالد السبام، البحرين إلى الخليج العربي ككل، وبالنسبة للكويت، تناول جوانب مختلفة من تاريخ الكويت عبر أكثر من إصدار، وجمع بعض الرحلات إلى الكويت القديمة وطبعها في كتاب أطلق عليه اسم «مرفأ الذكريات»، تولت طباعته دار قرطاس للنشر العام 1995، وتناول بعض أخبار الكويت في كتابه «خليج الحكايات» و»القوافل»، و»رجال في جزائر اللؤلؤ». وأرجع البسام ذلك لتميز وثراء الحوادث التاريخية فيها بسبب موقعها الجغرافي وتوسطها بين دول مختلفة وتميز حكامها بعلاقات واسعة مع القوى السياسية المحيطة بها، موضحاً أن هذا الموقع الجغرافي ونشاط سكانها التجاري والثقافي أعطاها مكانة جيدة لتكون مادة ثرية للباحثين، والمشاكل التي اشتركت بها الكويت والحروب والمعارك في الجزيرة العربية كانت عنصراً مؤثراً فيها، إضافة لأن الكويت بلد متنوع ولها استضافات كثيرة لرحالة وكتاب عرب وأجانب كانت حكايات تستحق أن تروى وتوثق.
صحافي نادر
حول تجربة خالد البسام كتب الشاعر قاسم حداد يقول: نادرون الصحافيون الذين استطاعوا النجاة من سطوة المهنة بطبيعتها اليومية وسرعة عجلتها الخبرية، المجردة من التأمل في غالب الأحوال. وعندما تصادف صحافياً يتجاوز طموحه البعد اليومي، ويتوفر على موهبة تنزع إلى الكتابة الأدبية، فمن المحتمل أن تحصل على تجربة تخرج عن حدود « الجريدة « العابر، إلى شكل « الكتاب « الزائر.
خالد البسام، جاء إلى الصحافة [في منتصف السبعينات، قبل تخرجه الجامعي] مأخوذاً بالكتابة القصصية، وكان يكتب قصصاً قصيرة جداً، كمن يدرب موهبته على طيران صعب. لكن سرد الحكاية هو الذي يأسره. قلائل يعرفون عن محاولات خالد البسام القصصية المبكرة، وعندما كنا نشبعه تقريعاً (سميناه نقداً أدبياً) لم يكن يهتم، ربما لأن طموحه يتجاوز أوهامنا، فقد كانت الصحافة تستحوذ عليه في غفلة منا، إلى أن دخل مجالها العملي واجتاز العديد من التجارب، ليصبح ضمن كوكبة شابة من الصحافيين متنوعي الأساليب، والذين يمنحون الصحافة في البحرين، في السنوات الأخيرة، نكهة خاصة لم تزل تعلن عن نفسها.. مثل دخان البراكين.
ويضيف قاسم حداد: لا أعرف السبب الذي يجعلني أستحضر حكاية النملة والجبل كلما قرأت لخالد البسام إنجازاً من منجزاته الثقافية المتصلة بالتاريخ، والتي تتجاوز حدود الشرط الصحافي السريع. ربما لطبيعة خالد الهادئة، واعتياده على العمل الدؤوب الصامت، وتصديه لأكثر المجالات الثقافية تطلباً للصبر والسهر. وهذا ما سيميز عمله الذي اتصل في السنوات الأخيرة بما يشبه التأريخ دون أن يزعمه، وما يتجاوز التوثيق دون أن يستهين به.
فقد كان لدي خالد البسام اهتمام مبكر بالمعرفة التاريخية لتراث المنطقة الثقافي والاجتماعي. أقول اهتماماً وأكاد أشعر الآن كم كان عشقاً حقيقياً للاكتشاف يجعله يفرح مثل طفل كلما تمكن من التوصل إلى معلومة عن قضية أو شخصية قديمة. حتى أنه عندما حدثني عن (سيد جمال الليل) للمرة الأولى منذ سنوات، اعتقدت أنه صديق شخصي له.. لولا أنه استدرك ليقول.. « لا.. إنه رجل جاء من اليمن في بداية القرن ليشتهر ببيع العطور وكان متصلاً بالثقافة بشكل ما».
وراق لخالد أن يوظف ولعه بسرد الحكاية في مجال بكر بالنسبة لواقعنا الثقافي. وراح يطور تجربته في التحقيق الصحافي القائم على البحث والتنقيب من جهة، وعلى المواجهات الشخصية من جهة أخرى، لكي يقدم لنا مشهداً أدبياً لواقعة تاريخية، بأسلوب يجمع بين السلاسة والعمق والحس المعرفي، مما يسعفه في وضع الحدث في سياقه التاريخي، كاشفاً لنا ما سوف يفوت الكتاب التقليدي والقارئ المدعي.
إن موهبة الحفر المعرفي التي يتميز بها خالد البسام هيأت لنا معرفة العديد من الجوانب الخفية في المشهد الاجتماعي لأوائل هذا القرن. ليس عن رجال البحرين فحسب، ولكن عن العرب الذين ساهموا في تأسيس اللبنات الحديثة لما يمكن أن نطلق عليه النهضة الاجتماعية.
رجال في جزائر اللؤلؤ
وفي كتابه (رجال في جزائر اللؤلؤ)، يضع خالد البسام أمامنا رجالاً جاءوا من أقطار عربية مختلفة في الفترة بين نهاية القرن الماضي وبداية القرن العشرين ليسكنوا البحرين.. ويسهموا في مجالات اهتماماتهم، ويصوغون عشقاً للأرض والناس في هذه المنطقة.
وسوف يتنوع هؤلاء الرجال بشكل ملفت، لكي يتاح لنا [الآن] أن نرى التقهقر الهائل الذي حققته لنا، بامتياز، النظريات الوحدوية على صعيد الواقع.. الذي وقع. والتنوع الذي يشير إليه كتاب خالد البسام يجعلنا نجد (مقبل الذكير) الذي نزح من نجد في الجزيرة العربية لكي يصبح أحد أشهر تجار اللؤلؤ في البحرين، ومشاركاً في بواكير النشاط الثقافي، مؤسساً لجمعية ثقافية ومراسلاً للصحافة الأدبية المصرية آنذاك، ومتحمساً لحملات التبرع للشعوب الإسلامية في تركيا ومجاهدي ليبيا. كما نجد الصحافي الفلسطيني (توفيق دجاني) و (حافظ وهبة) المصري الذي صار جزءاً من تاريخ التعليم النظامي الحديث في البحرين. والسوري (عثمان الحوراني) المدرس الذي لم يتردد في مشاركة الوطنيين البحرينيين صراعهم مع سلطات الاستعمار البريطاني. والكويتي (خالد الفرج) الشاعر الذي جاء من الهند بخبرته الثقافية ليستغرق في الفعاليات الأدبية ومنها توصيل معاناة الشعب في البحرين إلى الصحافة المصرية، ويكتب شعراً يقلق الوجود البريطاني في البلاد. واللبناني (أمين الريحاني) الرحالة الشهير الذي زار البحرين وكتب عنها الكثير. والكويتي (عبدالعزيز الرشيد) والفلسطيني نوح أفندي إبراهيم. والعراقي الأرمني (كارنيك جورج ميناسيان).
وسوف نجد في الكتاب أيضاً التفاتة طريفة للساعات القليلة التي قضاها جمال عبدالناصر في مطار البحرين، عندما كان في طريقه عائداً من مؤتمر باندونغ العام 1955. وعن زيارة أنور السادات في السنة نفسها للبحرين، عندما حمله جمهور المستقبلين على أكتافهم في يوم ممطر ليتعثروا به ويجد نفسه منكباً على أرض المطار المليئة بماء الأمطار وبقايا الزيت، ويغادر بمشاعر سلبية لم ينسها الذين حضروا الحادث.
وتابع قاسم: خالد البسام، على هيامه بالتوثيق والتأريخ، فإنه يفعل ذلك بهدوء كبير، وبعيداً عن الضجيج، ودون أي ادعاء. ربما لأنه يفعل كل ذلك بدافع ذاتي يجعله سعيداً لما يفعل. ففي عمل مثل هذا يشعر خالد أنه يحقق شيئاً يحبه، شيئاً يتصل بالجانب الآخر من المشهد الذي يعتني به التاريخ الرسمي، التقليدي، المتزمت. ذلك التاريخ الذي لا يتوقف عند التفاصيل، في حين أن اجتهادات علمية كثيرة تؤكد يوماً بعد يوم أن ثمة تفاصيل في السياق التاريخي ربما كان لها تأثير خاص لا ينبغي الاستهانة به.
إن التفاصيل التي يستحضرها الكاتب ويعيد بها تركيب المشهد التاريخي الحديث، من شأنها أن تدرب سليقة جيل جديد من الشباب لكي يستعيد الثقة بنفسه، ويشعر أن ما يفعله الآن، وإن كان بمعزل [أو معزولاً] عن السياق الرسمي أو الإعلامي، فإنه يشكل لبنة أساسية في بناء المستقبل.
لقد ساهم هذا الكتاب في وضع البحرين في سياقها العربي، مؤكداً أنها لم تكن في يوم من الأيام مجتمعاً مغلقاً أمام العالم، وهي أيضاً لم تكن مقطوعة عن روح النهضة العربية الحديثة بشتى تجلياتها.
في تقديرنا أن خالد البسام في مثل هذا الكتاب إنما يستحضر العناصر والحوادث والشخصيات التاريخية ويقدمها بحجومها الطبيعية، في واقعها ذاك، دون مبالغات أو تزييف، وهو عندما يحافظ على هذه الميزة سوف ينجو من التطلبات الإعلامية التي يجري نصبها كأشراك أمام مثل هذه الاجتهادات.