عواصم - (وكالات): وسعت الفصائل العراقية المسلحة المناهضة لحكم رئيس الوزراء نوري المالكي نفوذها نحو مناطق جديدة في محافظة الأنبار غرب العراق بعد سيطرتها على مدينة القائم التي تضم معبراً حدودياً رسمياً مع سوريا، بينما أكد مسؤولون أمريكيون أن وكالة المخابرات الأمريكية حذرت مراراً كبار المسؤولين في حكومة المالكي من أن سياساته تجلب عداءً شديداً من العراقيين السنة، قبل أن يؤكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن «الصراع?? ??الدائر في العراق هو نتيجة الانقسامات الطائفية التي سمح لها بالتفاقم وإن حل هذه الخلافات يعود إلى الشعب والزعماء العراقيين»، مضيفاً أن «لا قوة أمريكية تستطيع إبقاء العراق موحداً إذا لم يعمل قادته من أجل ذلك». ووسط التطورات الميدانية المتسارعة في العراق، يعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلى الشرق الأوسط لبحث النزاع في العراق الذي غادرته القوات الأامريكية نهاية 2011 وتستعد للعودة إليه ضمن تدخل عسكري محدود ومحدد الهدف.
في غضون ذلك، نظم آلاف المقاتلين الشيعة أمس استعراضات مسلحة في عدة مناطق من العراق معلنين جهوزيتهم لمقاتلة «الجهاديين».
وسارت أمس في منطقة مدينة الصدر شرق بغداد شاحنات محملة بقاذفات صواريخ بين آلاف المقاتلين الذين ارتدى بعضهم ملابس عسكرية، بينما ارتدى آخرون ملابس سوداء حاملين أسلحة رشاشة وأسلحة خاصة بالقناصة وقذائف «آر بي جي».
وحمل المقاتلون الذي رددوا هتافات بينها «جيش المهدي»، الجماعة الشيعية المسلحة التي أعلن الصدر قبل سنوات تجميدها، أعلام العراق ولافتات كتب عليها «كلا كلا أمريكا» و«كلا كلا إسرائيل».
ونفذ المقاتلون الموالون للصدر استعراضات مسلحة مماثلة في عدة مدن عراقية أخرى، بينها النجف والبصرة والكوت.
ويسيطر مسلحون من فصائل عراقية مختلفة ينتمون إلى تنظيمات مناهضة لحكم المالكي، بينها «حزب البعث» السابق، ومسلحين من العشائر، إضافة إلى مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»»، على مناطق واسعة شمال العراق بينها مدن رئيسة مثل الموصل وتكريت.
وبينما تصارع القوات العراقية لاستعادة مناطق من المسلحين، وسعت الجماعات المسلحة نفوذها نحو مناطق جديدة في محافظة الأنبار غرب العراق. وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة مدينة القائم شمال غرب بغداد إن «المسلحين سيطروا بالكامل على القائم ووسعوا سيطرتهم نحو مناطق محيطة بها جنوباً وشرقاً». من جهته، قال ضابط في حرس الحدود العراقي «انسحبنا من مواقعنا نحو مدينة راوة» القريبة، والتي يتوجه إليها آلاف النازحين من القائم منذ الجمعة الماضي إضافة إلى مدينة عنه المجاورة، بينما ذكر محافظ الأنبار أن مسلحي العشائر يسيطرون على مدينتي راوة وعنه.
وفي محافظة كركوك، قتل 17 مسلحاً في اشتباكات وقعت بين «داعش» و»جيش رجال الطريقة النقشبندية» القريب من عزة الدوري في الحويجة غرب مدينة كركوك شمال بغداد، حسبما أفاد مصدر أمني رفيع المستوى.
سياسياً، يعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلى المنطقة لبحث النزاع في العراق واستعداد بلاده لإرسال 300 عسكري بصفة مستشارين إلى هذا البلد، إلى جانب القيام بعمل عسكري محدد الهدف.
وسيتوجه كيري إلى الأردن وبروكسل وباريس في جولة تبدأ اليوم وتستمر حتى 27 من الشهر الحالي، ويتوقع أن تشمل أيضاً العراق.
ووسط تزايد الانتقادات للمالكي من قبل مسؤولين أمريكيين يتهمونه باعتماد سياسة تهميش بحق السنة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشبكة «سي ان ان» «ليست هناك قوة نار أمريكية ستكون قادرة على إبقاء البلد موحداً»، مضيفاً «قلت هذا بوضوح لنوري المالكي ولكل المسؤولين الآخرين في داخل» البلاد.
في الوقت ذاته، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران أرسلت «عدداً قليلاً من العناصر» إلى العراق لمساعدة الحكومة في مواجهة الجهاديين، في أول تأكيد علني للحكومة الأمريكية لوجود عناصر إيرانيين في العراق.
وذكر دبلوماسيون غربيون في وقت سابق أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني توجه إلى بغداد لتقديم المشورة للمالكي في هذه الأزمة، علماً أن طهران التي أبدت نيتها لمساعدة العراق ومناقشة ذلك مع واشنطن شددت على رفضها التدخل العسكري في العراق.
وأكد الرئيسان الفرنسي والأمريكي فرنسوا هولاند وباراك أوباما ضرورة تشكيل «حكومة وحدة وطنية» في العراق، حسبما أعلن قصر الرئاسة الفرنسي في بيان في ختام محادثات هاتفية بين الرئيسين.
من ناحية أخرى، ذكر مسؤولان أمريكيان أن المخابرات الأمريكية حذرت المالكي من مغبة عزل السنة.
وأضاف المسؤولان أن التحذيرات تضمنتها تقارير وتحليلات سرية لأجهزة المخابرات قدمت في العامين الأخيرين لمسؤولين عن صنع السياسة من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وخلصت التقارير إلى أن المالكي وحكومته يسببان قدراً كبيراً من العداء بين العراقيين السنة وأنها تعطي قوة وتشجع جماعات متشددة على العنف.
وفي وقت لاحق، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إن «تنظيم «داعش» بصدد الاقتراب من تحقيق أهدافه بالعراق».
وفي شأن آخر، اتهمت وزارة النفط العراقية حكومة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي بتصدير

النفط إلى إسرائيل في الوقت الذي أكد فيه الإقليم بيعه شحنة ثانية إلى الأسواق العالمية من دون موافقة بغداد.