لقاء - مريم علي:
وجه من العاصمة، برع في التصميم والرسم وتميز في رسوم الكاريكاتير، شارك في فعاليات محلية وعربية وعالمية، إنها الموهوبة سارة عبدالعزيز محمد قائد، من مواليد المنامة - 1990، بكالوريوس تصميم داخلي - كلية الفنون والعلوم واللغات، مارست رسم الكاريكاتير السياسي منذ 2010 في صحيفة النبأ الأسبوعية. قابلتها «العاصمة» ودار الحديث التالي:
* لكل إنجاز خطوة أولى، فمتى كانت خطوتك الأولى في فن رسم الكاريكاتير؟
الخطوة الأولى بدت مبكرة، حيث إنني أمارس الرسم منذ الصغر، تبدلت مواضيع الرسم، ولكن الممارسة بقيت مستمرة! وخطواتي الأولى كانت ترتكز على مواضيع متنوعة، ولكنني كنت أميل ميلاً شديداً لرسم الأشخاص أو أشياء متنوعة يغلب عليها الطابع الكارتوني. رغم أن الكاريكاتير الصحافي يدخله أشخاص لهم ميول سياسية أو رغبة ملحة بتحويل الواقع إلى رسمه، له سمات كما لباقي أنواع الفنون، وقد يكون ما ذكرت أبرز سماته.
أنا لست رسامة، أنا شخص يمارس الرسم، والفرق بين الأول والثاني، أنني لم أبلغ من المراتب ما يستحق إطلاق هذا اللقب لي، لقب «رسامة» أو «فنان»، وأنا لا أقول هذا تواضعاً، بل تعظيماً لهذا المجال الذي يجب أن تقترن به أسماء تستحقه بالفعل.
* منذ متى بدأت موهبة الرسم تتشكل لديك؟
بدأت مبكرة، منذ الصغر، والموهبة تتشكل شيئاً فشيئاً عند الإنسان مع الممارسة، وأعتقد أن أي موهبة تتشكل بدافع داخلي من الموهوب، وبتشجيع خارجي من الأشخاص المحيطين، فالعاملان أساسيان لصقل الموهبة خصوصاً إذا بدأ الإنسان مبكراً، لكن يبقى الإصرار الداخلي لدى الشخص هو العامل الرئيس للوصول إلى ما يريد أو ما يحلم به كل يوم.
* من أين تستمدين مواضيع الرسم الكاريكاتيري؟
إن الملهم الأول لدى رسام الكاريكاتير هو الشارع، وما يدور من أحاديث لدى الناس، فرسام الكاريكاتير يرسم للناس وللتخفيف من معاناتهم، يقدم لهم الواقع مع جرعة من السخرية لتخفيف آلامهم اليومية من ضيق في المعيشة، والفقر، والغلاء، والفساد وغيره من الآلام التي لا يخلو مجتمع من الحديث عنها. ومن الضروري جداً أن يكون رسام الكاريكاتير مراقباً ومستمعاً جيداً للواقع والأحداث اليومية التي تتبدل في الثانية إلى عشرين مشهداً، وعليه أن يكون قريباً جداً من هذا العالم الفسيح الذي أصبحنا نشعر بأنه قرية واحدة مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي.
تكتب تغريدة الصباح في تويتر من البحرين، فيطل عليك أحدهم من نافذته في قطر ليرد عليك الصباح... تنشر رأياً من الكويت، فيثني عليك أخ قد طل من نافذته من مصر... أو قد يتهمك آخر بالخيانة والنفاق... يخرج الشريط الإخباري بعنوان ساخن فيطل الجميع ليبدي رأيه بين مؤيد ومعارض، من هنا يستمد رسام الكاريكاتير ويستلهم مواضيعه، من هذا العالم الجميل، عالم الناس!
* ما هي مشاركاتك الفنية؟
مشاركاتي الفنية المتواضعة تنقسم إلى قسمين: الكاريكاتير السياسي واللوحات الفنية، وفي الاثنين قواسم مشتركة سواء في المواضيع أو طريقة الرسم نفسها، فعندما أرسم، أحاول أن أرسم للإنسان، أحاول أن ألتقط لحظات يشعر بها الإنسان بالسعادة المفرطة، أو الحزن الشديد، أو ذكريات من ماضٍ ضاع منه الكثير، إنني أحب تعابير الوجوه عندما تترجم فيضاً من المشاعر سواء بالحزن أو الفرح. وما أتمناه أن يصل من لوحاتي الفنية وكاريكاتيراتي السياسية هو إنصاف فئة تعاني من فيض مهمل في المشاعر، أتمنى أن تصل رسوماتي إلى أنظار وقلوب المشردين من الحروب، والناجين من مجازر مفجعة، والكبار الذين اقتلعهم الاحتلال من وطن مازالت أرواحهم معلقة فيه، أتمنى أن تلتقط لوحاتي لحظات الفرح الشديدة بالانتصار أو العودة!
إنني أؤمن إيماناً شديداً بأن المتلقي يجب أن يرى اللوحة و»يسمعها»، وأن قمة الانتصار للفنان عندما يرسم لوحة «ناطقة»، يسمعها الإنسان المظلوم أو المتألم فيشعر بأن هناك من يربت على كتفه. وبالنسبة لاختيار الألوان، أحب عندما أرسم أن أستعمل الأسود بكثرة فيراه الناس أسود وأنا أراه مزيجاً من الألوان، لأن جميع الألوان عندما تمزجها يخرج لك اللون «الأسود»، لذلك أتمنى من المتلقي أن يراها لوحة مليئة بالألوان بدل أن يراها «سوداء!».
* وماذا عن العائلة هل لفت انتباههم تعلقك بالرسم وهل وجدت الدعم منهم؟
عائلتي كانت الداعم الرئيس لي منذ أول خط رسمته حتى الآن، أمي، زوجي، أختي، أخي.. عائلتي جميعها، لا يمكن أن أنسى فضلهم بعد الله يوماً، أعتقد أنني محظوظة جداً لوجودهم حولي، أتمنى من الله أن يحفظهم جميعاً، وأخص بالذكر «أمي».. أجمل نساء العالم روحاً وأخلاقاً، عندما يسألوني عن العائلة سأقول «أمي».. وعندما يسألوني عن الملهم سأقول «أمي».. وعندما يسألوني عن الفنان الأول الذي استلهم منه لوحاتي سأقول أيضاً.. العظيمة «أمي!».