«اتحاد علماء المسلمين»: إعلان الخلافة في العراق باطل شرعاً
إحالة قائد القوات البرية للتقاعد بعد انسحابه من الموصل
التحالف الشيعي لم يحسم اسم رئيس الوزراء مع تمسك المالكي بمنصبه
علاوي يحذر من تفكك العراق ويطالب بتنحي المالكي
الصدر يطالب برئيس وزراء من «دولة المالكي»
تركيا تعدل عن معارضة إقامة دولة مستقلة لأكراد العراق
عواصم - (وكالات): يظلل تمسك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برئاسة الحكومة المشهد السياسي في هذا البلد الذي يقاتل مسلحين ينتمون لفصائل عراقية مختلفة ويسيطرون على أجزاء منه، وينذر بتمديد لأزمة الحكم قبل يومين من الجلسة الثانية لمجلس النواب المنتخب. وفيما يغرق العراق في الأزمة المتفاقمة، دعا زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» الذي أعلن نفسه «خليفة»، في أول ظهور علني مصور له، المسلمين إلى طاعته في مدينة الموصل، بحسب ما جاء في تسجيل نشرته أمس مواقع تعنى بأخبار الجهاديين، فيما أعلنت مصادر إيرانية مقتل طيار برتبة عقيد في الحرس الثوري في معارك العراق.
وفتح المالكي الأزمة السياسية على مزيد من التعقيدات أمس الأول بعدما أعلن أنه لن يتنازل «أبداً» عن ترشحه لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية له، في خطوة تؤشر إلى أن عملية تشكيل حكومة جديدة لن تشهد خاتمتها قريباً. وجاء موقف المالكي رغم دعوة المرجعية الشيعية للإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وسحب خصمه السياسي رئيس البرلمان أسامة النجيفي ترشحه لولاية ثانية على رأس مجلس النواب إفساحاً في المجال أمام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث. وقد اعتبر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في بيان أن «الحل السياسي الصحيح سيكون باباً لإنهاء معاناة الشعب العراقي وإيقاف النزيف والحرب الدائرة».
ورأى أن المالكي ورغم أنه «قد زج نفسه وزجنا معه بمهاترات أمنية طويلة بل وأزمات كبيرة إلا أنني مع ذلك كله مقتنعاً أن من يجب أن يقدم مرشح رئيس مجلس الوزراء هم الإخوة في «ائتلاف دولة القانون» باعتبارها الكتلة الأكبر». وتابع «إذا تم ترشيح من هو صالح من داخل «دولة القانون» سيكون ذلك باباً لإنهاء المعاناة»، في إشارة إلى أنه يؤيد أن يكون مرشح رئيس الوزراء من كتلة المالكي التي فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان «92 من بين 328»، إنما ليس المالكي نفسه.
من جهته، دعا رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي إلى التخلي عن مسعاه للحصول على فترة ثالثة في السلطة وإلا فإنه سيخاطر بتفكك العراق. وأضاف علاوي «حان الوقت كي يترك المالكي الساحة، لأنه إذا بقي أعتقد أنه ستكون هناك مشكلات كبيرة في البلاد والكثير من المتاعب، أعتقد أن العراق سيكون في طريقه للتفكك في نهاية الأمر إذا حدث هذا». وأوضح علاوي أن العراق يحتاج إلى خارطة طريق تضع المصالحة وبناء المؤسسات على رأس الأولويات وهذا أهم من قضية من يكون رئيس الوزراء القادم.
ويتعرض رئيس الوزراء إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصاً حيال استراتيجيته الأمنية في ظل التدهور الأمني الكبير في البلاد وسيطرة المسلحين المتطرفين على مساحات واسعة من العراق، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم.
ويطالب خصومه السياسيون كتلة «التحالف الوطني» أكبر تحالف للأحزاب الشيعية بترشيح سياسي آخر لرئاسة الوزراء، فيما يصر هو على أحقيته في تشكيل الحكومة، علماً بأنه ترأس حكومته الثانية رغم أن لائحته النيابية لم تفز في 2010 بأكبر عدد من مقاعد البرلمان.
وفي وقت لاحق، دعا التحالف إلى التعجيل في حسم مرشحي الرئاسات الثلاث والحفاظ على وحدة الصف الوطني.
ولم يتفق التحالف بعد على اسم رئيس الوزراء المقبل، في ظل استمرار الخلافات الداخلية حول ذلك.
وفشل مجلس النواب في جلسته الأولى الثلاثاء الماضي بانتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور، قبل أن يعلن النجيفي، أحد أبرز خصوم المالكي، سحب ترشحه لولاية ثانية. ويؤشر موقف المالكي وتمسكه بمنصب رئيس الوزراء بأن الأزمة السياسية في العراق لن تشهد خاتمتها قريباً، حيث إن السنة يرفضون الانضمام إلى حكومة يقودها المالكي. وتتزامن الأزمة السياسية مع الهجوم الكاسح لمسلحين ينتمون لفصائل عراقية مختلفة بينهم مسلحون من العشائر وعناصر من «حزب البعث» السابق ومقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» والذي سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدناً رئيسة بينها تكريت والموصل شمال بغداد. وفي أول ظهور مصور له، قال زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي «الخليفة إبراهيم» وفقاً لما جاء في تسجيل مصور ذكر القيمون عليه أنه صور في الجامع الكبير في مدينة الموصل العراقية «أطيعوني ما أطعت الله فيكم».
وارتدى البغدادي صاحب اللحية الرمادية الطويلة وهو يخطب بالمصلين في الموصل شمال بغداد عباءة سوداء، ووضع على رأسه عمامة سوداء أيضاً.
وأوضح البغدادي المتحدر من مدينة سامراء العراقية أن «إخوانكم المجاهدين قد من الله عليهم بنصر وفتح ومكن لهم بعد سنين طويلة من الجهاد والصبر، لتحقيق غايتهم، فسارعوا إلى إعلان الخلافة وتنصيب إمام وهذا واجب على المسلمين قد ضيع لقرون».
وأعلن تنظيم «داعش» الأحد الماضي «قيام الخلافة الإسلامية» ومبايعة زعيمه «خليفة للمسلمين».
في الوقت ذاته، نشر التنظيم صوراً أظهرت عمليات هدم وتفجير لمجموعة من المراقد والأضرحة السنية ودور العبادة الشيعية في محافظة نينوى العراقية قام بها عناصره.
في المقابل، أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا إقامة «الخلافة»، هو «باطل شرعاً» و»لا يخدم المشروع الإسلامي». في هذا الوقت، ناشد بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو علماء الدين وشيوخ العشائر في الموصل المساعدة على إطلاق سراح راهبتين و3 أيتام قال إنهم اختطفوا قبل أيام في المدينة.
ميدانياً، قتل طيار إيراني أثناء مشاركته في القتال في العراق وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ايرنا» فيما يعتقد أنه أول عسكري إيراني يقتل خلال المعارك ضد المسلحين في العراق.
وأشارت إيران إلى أن الكولونيل شجعات علم داري مرجاني قتل أثناء «دفاعه» عن مواقع مقدسة للمسلمين الشيعة في مدينة سامراء شمال بغداد. ونقلت وكالة فارس للأنباء صوراً لجنازة الطيار في مدينته في فارس جنوب إيران. وألمحت الوكالة إلى أن مرجاني كان عضواً في الحرس الثوري الإيراني برتبة عقيد. ويعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يعمل على الأرض إلى جانب القوات العراقية برغم نفي إيران. وأعلن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا إنه صدر قرار بإحالة قائد القوات البرية الفريق علي غيدان على التقاعد، حيث إن غيدان كان أحد ضباط الجيش الكبار الذين غادروا الموصل بعيد دخول المسلحين إليها.
من ناحية أخرى، باتت تركيا التي أطلقت عملية سلام مع الأكراد على أراضيها تتقبل إقامة دولة كردية مستقلة في العراق الذي يعاني من النزاعات. وكانت أنقرة في السابق تندد بفكرة إقامة دولة كردية مستقلة إذ تخشى أن تشمل حدود كردستان مناطق ذات غالبية من الأكراد في أراضيها.
إلا أنها غيرت موقفها تدريجياً وأقامت تحالفاً مؤخراً مع أكراد العراق من أجل مواجهة تهديد المسلحين المتزايد على حدودها والدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في كردستان العراق.