كلما زادت فترة إدمان الحشيش زادت صعوبــة التخلص منه، وتعرض الإنسان إلى مزيدٍ من الضياع والخيبة والفشل، وغالباً ما يكون التعاطي بسبب رفاق السوء أو اكتساب هذه العادة الذميمة من الخارج ومن مجتمعات لها عادات مخالفة لديننا وتقاليدنا.
فإدمان الحشيش هو إدمان لنوع من المخدرات رغم رخص ثمنه مقارنة بباقي الأنواع الأخرى وهذا ما يجعل منه خطراً محدقاً وقد يعتقد البعض خطأ أنه ليس من المخدرات وهو قول عارٍ عن الصحة ومخالف للواقع، كما إن بعض المفاهيم الخاطئة للشباب تجعلهم يهونون من أمر الحشيش، وإن كانت أعراض انسحابه ليست شديدة التأثير إلا أن تعاطيه على فترات طويلة يؤدي إلى ضعف القدرات العلمية و المهارية وتراجع في العلاقات الاجتماعية أما بالنسبة لمزاج الشخص المتعاطي فإنه حتماً يتسم بالتقلب والعصبية.
يعمل الحشيش على التغيير العضوي في مراكز المخ مما يجعل المريض المتعاطي عليه في حالة عشق ووله مستمر للحشيش يصعب عليه التخلص منه، فمن يعشق السرعة الجنونية يعلم أن نهايته الموت إلا أنه يصعب التخلص من هذا العشق، لذلك يجب على المجتمع تغيير أفكاره تجاه مدمن الحشيش الذي يعتبر مريضاً وليس مجرماً وهو الاتجاه الإنساني والذي توليه وزارة الداخلية جلّ اهتمامها وتجدر الإشارة إلى المقولة التي تزعم بأن تعاطي الحشيش يزيد القدرة الجنسية عند الرجال إلا أن جميع التجارب والبحوث المعملية أثبتت العكس فالمتعاطي يحس بهذا الشعور في بداية التعاطي وفي حالة عدم وجود المخدر قد يصبح المدمن عاجزاً جنسياً، وهو ما أكده خبراء في هذا المجال.
آثار الحشيش: يؤدي إدمان الحشيش إلى ذهاب العقل فتتولد لدى البعض من المدمنين أفكار غريبة ووساوس ويعتقد أنه مضطهد وأن هناك ألاعيب ومؤامرات تحاك ضده، وأنه واقع تحت تأثير مسيطر على عقله وإحساسه وإن هناك من يتحكم بحياته ومن هنا تأتي حالة الانفصال عن الواقع وقد يرتكب مدمن الحشيش جريمة قتل استجابة لما يعتقد بأنه واقع؛ لاختلاط الوعي باللاوعي لديه، أما الأمراض النفسية الخطيرة من قلق وذهان وفصام فهي حتماً ستظهر عليه وتقوده إلى ارتكاب أنماط السلوك الغريبة، وتتلخص هذه الأنماط السلوكية في الآتي: رغبة غلابة أو حاجة قهرية إلى الاستمرار في تعاطي المخدر ومحاولة الحصول عليه بأية وسيلة، وميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة، واعتماد نفسي وعضوي عام على الحشيش، وتغير سريع في ملامح الوجه، وظهور هالات سوداء تحت العين، وتغيرات أخرى.
ومن خلال ما توصلت إليه الدراسات المتخصصة في تعاطي الحشيش تبين أن أهم أسباب تعاطي الحشيش هي مجاراة رفاق السوء وحب الاستطلاع والاعتقاد الخاطئ بحسن سير الممارسة الجنسية أو من باب استكمال الرجولة.
أما أغلب حالات الوفاة الناتجة من تعاطي الحشيش ناجمة من استحلابه أو أكله أو شربه في قهوة أو شاي وتحدث الوفاة بسبب أن الدماغ والقلب لا يتحملان كمية السم المتواجدة في الدم، وبالتالي يصاب المتعاطي بهبوط حاد في الدورة الدموية ومن ثم الوفاة في الحال، ولأن قوة تحمل الجسم البشري تجاه سم الحشيش تختلف فقد يموت البعض من تعاطي الحشيش بالتدخين والمحزن في الأمر أن رفاق المتعاطي- الذين يتعاطون معه في نفس الجلسة حينما يرون رفيقهم يموت أمامهم يفرون خشية الوقوع في يد الشرطة، ولا يقومون بإسعافه ولا بإبلاغ الطوارئ عن حالته.
طريقة إسعاف متعاطي الحشيش في حالة الجرعة الزائدة (الأوفردوس)
إن علاج هذه الحالة هو الذهاب بالمتعاطي للمستشفى لعمل غسيل للمعدة أو إذا لزم الأمر تغيير دمه فوراً وهذا هو الحل الأوحد لإسعاف من كان في حالة خطرة، لكن من المؤسف أن رفاقه سيتركونه خوفاً من انكشاف أمرهم ويقوم البعض بإعطائه قهوة أو ليموناً أو حليباً حتى لا يتحملوا مسؤولية وفاته إلا إذا كان من بين المتعاطين من يجازف بمستقبله وحريته لإنقاذه، وكما قلنا الطريقة الوحيدة هي اصطحابه للمستشفى وبسرعة، بل وقول الحقيقة للطبيب المعالج حتى يستطيع إنقاذه فالكذب في هذه الأمور لا يجدي نفعاً، لذلك فإن متعاطي الحشيش والجالس معه، في خطر مستمر.