نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية، أمس تقريراً مطولاً يحوي العديد من الصور ذات الدلالة عن المواطن البحريني إبراهيم أحمد «بو شقرة» الذي حول بيته المكون من طابقين إلى متحف مصري تحيا فيه كل مساء أروع وأجمل فترات مصر الذهبية التي ربما نساها المصريون ولكنها محفورة في وجدان الشعب العربي كله.
وأوضح التقرير أن البيت «المتحف» يحوي صوراً لفناني زمن الفن الجميل، أعداد مجلات مصر التاريخية كالمصور وآخر ساعة ونورا والمنوفية، طبعات أولى من دواوين صلاح جاهين الشعرية، طوابع بريد وعملات نقدية من أيام الملك فاروق ربما لم يطلع المصريون أنفسهم عليها، أسطوانات نادرة لأم كلثوم وعبد الوهاب وأسرار تعرفها للمرة الأولى من الكتابات الصفراء القديمة مثل أن إسماعيل ياسين تقدم لخطبة الفنانة هالة فاخر من والدها لابنه في زيجة لم يكتب لها الاكتمال.
وعلى بعد مترين من الباب الخشبي الكبير تدعوك كوكب الشرق أم كلثوم بصوتها الرنان لتناول قدح من القهوة العربية معها وهى تغنى «اسأل روحك.. اسأل قلبك» دون أن تستطيع الإجابة عليها، وبينما تؤدى التحية للزعيم جمال عبد الناصر الذي يستقبلك بصورته وضحكته الصافية في المدخل معرفاً بقدره عند أهل هذه البلد، ستقع ومن الوهلة الأولى في غرام نعيمة عاكف ومحمد فوزي اللذين ملأت صورهما وذكرياتهما حوائط هذا المتحف الكبير.
بالإضافة إلى العديد من المقتنيات الشخصية التي استخدمها العرب في مصر والبحرين على مدار القرن الماضي من أطباق خزفية وزجاجات مياه غازية وآلات كهربائية وأجهزة راديو وتليفزيون تجدها جميعاً هنا محفوظة ومتراصة بعناية فائقة ترسل لك من فوق الأرفف الخشبية التي تراصت عليها نظرة أو ابتسامة أو ذكرى حلوة تثير في وجدانك أسباباً عديدة، لتعشق تراب مصر هذه البلد التي يحفظ قيمتها كل الشعوب العربية عن ظهر قلب كما يقول التقرير.
وتنقل الصحيفة عن «بوشقرة» قوله «مصر التي علمتنا.. مصر التي ساعدتنا.. مصر في قلبنا وإليها محبتنا»، في إطار من الحديث، والذي يرقى إلى أن يكون شعراً مثبتاً بالحقائق والوثائق والتواريخ.
ويحكى «أول مدرسة نظامية علمت البحرين كانت هنا بالمحرق واسمها الهداية وكان أول مدير لها هو الشيخ حافظ وهبة المصري رحمه الله، والذي جاب السعودية والبحرين ناشراً رسالة العلم والتعليم وبسببه حفظ عشرات بل ومئات الخليجيين القرآن وتعلموا الخط العربي، كما زرع في نفوسهم مبادئ الوطنية حيث كان واحداً من أبطال ثورة 1919».
الشخصية الثانية التي أثرت في البحرين يقول «بوشقرة» هي الزعيم «جمال عبد الناصر»، فقط يكفي أن تقول كلمة «ناصر» دون أن تكمل لأي بحريني اسم الزعيم الراحل ليبدأ بعدها في سرد حكايات وقصص لا حصر لها عن محبة زعيم الأمة العربية المحفورة في نفوسهم.
ومن الشعراء يروي «بو شقرة» ذكريات البحرين مع أحمد شوقي، قائلاً: ذهب وفد شعبي محملاً بالحب والهدايا لأمير الشعراء وكانت الهدية عبارة عن نخلة بجذع من الذهب البحريني النفيس، وقاعدة من الذهب المصري، وتمرها عبارة عن كرات من اللؤلؤ تم إهداؤها عشقاً وولعاً منا بشعر أمير الشعراء».
وعن المواقف النبيلة للمملكة مع مصر يحكى لنا «بو شقرة» كيف جمع أهل البحرين أكثر من 43 ألف دولار في الستينيات ليرسلوها كتبرعات للجيش المصري، بعد النكسة دعماً منهم للجيش المصري.