كتبت ـ نور القاسمي:
جذبت البحرين نحو 265 ألف سائح خلال أيام عيد الفطر، كثيرون منهم -وفقاً للصحف المحلية- فوجئوا بعدم وجود فعاليات ترفيهية تلبي أذواق العوائل الخليجية.
وطالب الخليجيون الزائرون للبحرين، الجهات المعنية ممثلة بوزارة الثقافة إلى تدارك هذا الأمر في عيد الأضحى المقبل، وتنظيم سلسلة برامج وأنشطة تجذب العوائل الخليجية، وقالوا «عيد الأضحى تحدٍ للبحرين ومحك اختبار حقيقي».
وبحسب صحيفة «مكة» السعودية فإن البحرين خسرت أكثر من 47 ألف سائح سعودي خلال عطلة عيد الفطر، وللمرة الأولى منذ تدشين جسر الملك فهد قبل 28 عاماً.
وبرز ذات السؤال ونفس المطالب من قبل شخصيات بحرينية متعددة، دعوا لوضع خطط عاجلة لتدارك الموضوع في عيد الأضحى المبارك، وعدم تكرار أخطاء عيد الفطر.
وبالنظر للسياحة الخليجية عموماً، فإنها تتشابه في كثير من تفاصيلها، غير أنها تتفاوت بين دولة وأخرى لجهة تطوير الفعاليات والجديد المقدم للزائر.
البحرين بالمقابل درجت على الوقوف في ذات المكان المربع الأول، لا فعاليات ولا برامج مخصصة للأعياد والمناسبات، إذ خلا عيد الفطر من أي فعاليات أعدت خصيصاً للمناسبة، بينما كانت برامج العيد في دبي والكويت لافتة وغزيرة، وكذا الأمر في الرياض وصلالة وأبها والدوحة.
واستطاعت دبي مدعومة بجدول برنامجها السياحي الزاخر، استقطاب 300 ألف سائح من السعودية فقط خلال أيام العيد الثلاثة، في ما وصل عدد سياحها خلال الأشهر الستة الماضية إلى قرابة 6 ملايين سائح، أي بمعدل مليون سائح شهرياً.
المسارح داخل المجمعات
تفتقر مدن الألعاب داخل مجمعات البحرين التجارية عموماً لعناصر المتعة والتشويق، إذ لا تتوفر صالات عرض في الملاهي والمجمعات وصالات الترفيه والأماكن الثقافية والسياحية، سواء كانت علمية أو ترفيهية أو استكشافية، ماعدا اليسير.
بالمقابل استطاعت المدن السياحية الخليجية أن تجري تطورات على بنيتها التحتية، ما ساعدها في رسم خطة عيد الفطر وجذب السائح، وباستطاعتها أيضاً رسم خطة برامجية لعيد الأضحى وغيرها من المناسبات.
هذه المميزات تكاد تنعدم في البحرين، ولا يستعاض عنها بفعاليات لا تتطلب بنية تحتية راسخة لسياحة طويلة الأمد، حيث يتوفر مثلاً مسرح مهيأ تماماً، ولكن تنقصه العروض والمهرجانات المسرحية العربية والخليجية.
دبي والكويت مثلاً ازدحمتا بأنشطة وفعاليات في المجمعات التجارية والملاهي والمطاعم وأماكن الترفيه السياحي، شملت تنظيم عروض مسرحية تعليمية بسيطة تتطرق لموضوعات العلوم والأبطال المفضلين لدى الأطفال في المسلسلات الكارتونية، بينما كانت السياحة البحرينية تغط في نوم عميق.
الاستفادة من تجارب الآخرين
لم تستطع البحرين -بباقة برامجها الهزيلة في العيد- أن تحث حوالي ربع مليون زائر على تكرار الزيارة، لاعتماد السياحة على المولات وصالات السينما والمطاعم، وغيرها من مناطق ونقاط جذب باتت تقليدية.
في حين أن إدارة المسرح بالكويت تنظم سنوياً مهرجان الكويت المسرحي، وتشجع من خلالها العاملين بالمسرح على ابتكار عروض جديدة من خلال مسابقة للعروض المسرحية، تمنح خلالها جوائز أفضل عرض مسرحي متكامل، أفضل مخرج، وأفضل مؤلف، وأفضل ممثل وممثلة، وجائزة الإضاءة والمؤثرات الصوتية والأزياء وغيرها.
حفلات غنائية
الحل أن تحذو المملكة حذو دبي في الجانب السياحي، مثل تنظيم مهرجان يحاكي مهرجان «ليالي دبي» الذي استقطب نجوم الغناء والموسيقى العربية المعاصرة في مركز دبي التجاري العالمي، بينهم محمد عبده، حسين الجسمي، منى أمرشا، أحلام، وليد الشامي، رابح صقر، ونانسي عجرم، فضلاً عن عروض كوميدية باللغتين العربية والإنجليزية.
وأقامت أمانة منطقة الرياض 7 فعاليات شبابية تنوعت بين الترفيهية والتثقيفية والرياضية، ضمن برنامج احتفالاتها بعيد الفطر المبارك، أهمها تنظيم ميدان «ديراب» للسباقات، شملت عروضاً منوعة للسيارات المعدلة والراقصة والدراجات الصحراوية والهوائية، وعروض لسيارات تمشي على إطارين، إضافة إلى تجارب مجانية للجمهور في مضمار السرعة.
وقدمت عدداً من عروض «ستاند أب كوميدي» بمشاركة نخبة من نجوم الكوميديا الارتجالية، وفقرات ألعاب الخفة في أجواء مصحوبة بالمؤثرات الصوتية والضوئية، وأقامت 3 مسرحيات «الدريشة الرومانسية»، «سعودي قوت تالنت» و»ما يصح إلا الصحيح».
في ما احتوى مهرجان أبها على العديد من البرامج والفعاليات السياحية، تأتي جميعها ضمن مهرجان «أبها السياحي»، من أهمها مهرجان كرنفال أبها بمشاركة 30 فرقة فلكلورية واستعراضية تقدم مسرح الشارع واستعراضاً على طول كيلو متر، ومهرجان القرية الشعبية بالسودة ويتضمن المهرجان قرية تراثية تحاكي ما كان عليه الآباء والأجداد قبل 100 عام وتحتوي على 30 فعالية، ونظمت أيضاً 4 بطولات شبابية في موقع كامل ومجهز للشباب كالاستعراضات بالمركبات، والدراجات الهوائية، والمسابقات الشبابية.
لؤلؤة قطر
وشهدت اللؤلؤة قطر، خلال أيام عيد الفطر المبارك إقبالاً من المواطنين والمقيمين والسياح، إذ نظمت عدداً من البرامج الترفيهية المجانية في المجمعات التجارية، وقدمت ألعاباً متنوعة منها ألعاب حركية وترفيهية وأخرى تعليمية وفكرية نجحت في استقطاب الأطفال من كافة الجنسيات.
ومن بين هذه الفعاليات الرسم على الوجه، وتشكيل البالونات، والألعاب التعليمية ومهارات التلوين والرسم على الورق، ورسم «البورتريه» الذي شهد تزاحماً من الكبار والصغار من أجل الجلوس أمام الرسام للحصول على لوحة فنية لملامح الوجه، فضلاً عن العروض الشيقة والحركات البهلوانية المدهشة.
صندوق الاستثمار السياحي
من أفكار دعم الاستثمار السياحي في البحرين، إيجاد صندوق حكومي للسياحة على غرار صندوق الدعم التجاري، يساعد المستثمر الراغب في الاستثمار في قطاع السياحة، ويقدم له قروضاً ميسرة لتمويل مشروعه، كإنشاء فندق أو مدينة ألعاب وغيرها.
تجربة عُمان
وتحرص سلطنة عمان من خلال مهرجان صلالة السياحي، على إبراز تراث وعادات وتقاليد وفنون تشتهر بها السلطنة، كإقامة معرض للمواد الاستهلاكية وأنشطة القرية الشاملة، وخلق مدن ريفية، توفر عروضاً للحيوانات الريفية، وأطعمة ريفية، وأماكن لزراعة الفواكه.
ومن بين الأنشطة توفير محطات لركوب الخيل، وعرض بعض من حظائر الحيوانات كحظيرة الدجاج، الخرفان، الماعز والأرانب، وأقفاص الطيور.
تطوير البرامج الخدمية
السياح في البحرين بحاجة إلى تطوير البرامج الخدمية، كأن توفر وزارة المواصلات بالتعاون مع وزارة الثقافة باصات مكيفة ومريحة لنقل السياح بين الأماكن التراثية والأثرية، وتمر قريباً من أشهر المجمعات التجارية والملاهي والمقاهي والأسواق الشعبية وغيرها من أماكن الترفيه العائلي.
وعلى الجهات المعنية بالقطاع السياحي، إعداد خطة متكاملة تواجه متطلبات السياح والزوار في عيد الأضحى المبارك، عبر رسم خطة شاملة لاستغلال جميع مرافق المملكة، والاستفادة من بنيتها التحتية ومقوماتها السياحة المتوفرة.