اتفق المشاركون بالملتقى الخليجي للإدارة الطبية المنعقد في البحرين، على حزمة رسائل بينها إدخال موضوع «سلامة المريض» ضمن المناهج الدراسية لبرامج البكالوريوس الطبية، وتحديد الأسباب الكامنة وراء فشل النظام الصحي في الحد من الأخطاء الطبية مستقبلاً.
وأرجعت الرسائل الصادرة في ختام أعمال الملتقى، الأخطاء الطبية إلى عوامل بشرية تتمثل في الحرمان من النوم والتعب والاكتئاب والإرهاق، وعوامل تخص النظام الصحي، تتعلق بعدم وجود ثقافة سلامة المرضى وثقافة اللوم، وتدابير خفض التكاليف والبنية التحتية وتعطل المعدات، وعدم كفاءة نظام الإبلاغ عن الخطأ، وعدم كفاية التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية.
وقالت إن عدد شكاوى سوء السلوك الطبية في البحرين ارتفع من 51 شكوى عام 2010 إلى 86 عام 2013، وسجلت غالبيتها في القطاع الصحي العام.
ودعت الرسائل إلى الإبلاغ الطوعي عن الأخطاء الطبية، وتحليل أسبابها الجذرية، والتذكير لتحسين التزام المريض بالدواء واعتماد المستشفيات، وحماية استقلالية المريض.
وأعلن رئيس جمعية الأطباء البحرينية د.محمد رفيع، أن المشاركين في الملتقى اتفقوا على مجموعة رسائل تتعلق بالقطاع الصحي، جاء فيها أنه «يمكن أن يتأذى المرضى ليس فقط بسبب المرض، بل بدرجة كبيرة من جانب نظام الرعاية الصحية نفسه، ولوحظت هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم، بما فيها البلدان المتقدمة».
ووجدت الرسائل في الخطأ الطبي إهمالاً مهنياً بفعل أو امتناع عن فعل من قبل مقدم الرعاية الصحية عند تقديمه العلاج دون المستوى المقبول للممارسة في المجتمع الطبي، والتسبب بالإصابة أو الوفاة للمريض.
وأضافت أن الأخطاء الطبية لها تأثير كبير على المريض، وعلى مزود الرعاية الصحية والمجتمع، وتؤدي إلى إصابات ووفيات يمكن الوقاية منها، إضافة إلى العبء المالي الهائل من فقدان الإنتاجية والتقاضي.
وردت أسباب حدوث الأخطاء الطبية إلى مجموعة عوامل بشرية وأخرى تتعلق بالنظام الصحي، إذ تشمل العوامل البشرية الحرمان من النوم، والتعب والاكتئاب والإرهاق، في حين تشمل عوامل النظام عدم وجود ثقافة سلامة المرضى وثقافة اللوم، وتدابير خفض التكاليف والبنية التحتية وتعطل المعدات، وعدم كفاءة نظام الإبلاغ الخطأ، وعدم كفاية التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية، أو بين مقدمي الخدمات والمريض وأفراد الأسرة.
ودعت الرسائل إلى أهمية إدراك أن الأخطاء ليست أحداثاً معزولة وأن «الإنسان خطاء»، وبعبارة أخرى، فإن سبب الأخطاء الطبية ليس شخصاً سيئاً في مجال الرعاية الصحية، بل أناس طيبون يعملون في أنظمة سيئة تحتاج إلى إجراء أكثر أماناً.
وقالت إن عدد شكاوى سوء السلوك الطبية في البحرين راتفع من 51 شكوى سنة 2010 إلى 86 عام 2013، وكانت غالبيتها في القطاع العام، ومن المهم إدراك أن الأخطاء البشرية لا يمكن تجنبها، وبدلاً من التركيز على إلقاء اللوم على الفرد، ينبغي تركيز الجهود على تصميم ظروف العمل بطريقة تقلل من الأخطاء، مضيفة «لا يمكننا تغيير حالة الإنسان، ولكن يمكننا تغيير ظروف عمل البشر».
ونبهت الرسائل الحاجة لتحديد الأسباب الكامنة وراء فشل النظام الصحي في الحد من وقوع الأخطاء الطبية مستقبلاً، لافتة إلى بعض تدابير تحسين السلامة وتقليل الخطأ بينها الإبلاغ الطوعي عن الأخطاء، تحليل الأسباب الجذرية، والتذكير لتحسين التزام المريض بالدواء واعتماد المستشفيات، وحماية استقلالية المريض، ولحين الحصول على الموافقة المسبقة يجب على مقدمي الرعاية الصحية إبلاغ المريض بالإجراء المقترح، وإذا كانت هناك بدائل الممكنة.
واعتبرت الرسائل الإبلاغ المنهجي وتحليل الأخطاء الطبية عنصراً أساسياً في إدارة الخطأ، وهو ما ينبغي أن تؤدى في سياق التعلم وثقافة السلامة العادلة، وينبغي بذل كل جهد ممكن لتشجيع الإفصاح عن الخطأ الطبي للمرضى وأسرهم، والأطباء الآخرين والمؤسسات، وهذا أمر مهم لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على التعامل مع الخطأ والنتائج في الحد من التقاضي الطبي.
ودعت إلى إدخال موضوع «سلامة المريض» في المناهج الدراسية لبرامج البكالوريوس الطبية، وزيادة وعي الجمهور حول الأخطاء الطبية من خلال الحملات الإعلامية الصحية المستمرة.
واستمر الملتقى 3 أيام وانعقد تحت رعاية وزير الدولة لشؤون الدفاع رئيس المجلس الأعلى للصحة الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، بتنظيم من جمعية الأطباء البحرينية ومكتب «أكت سمارت» لاستشارات العلاقات العامة.