كتبت - شيخة العسم:
مازالت الحناء العربية، رمزاً للجمال والأنوثة رغم تعدد ألوان الموضات الحديثة في التجميل، لتحافظ على أصالتها ومكانتها، بنقوشها وخطوطها المتنوعة والفريدة، وتصميماتها الجذابة والراقية، في إبراز جمال اليدين برسومات رائعة تواكب شكل اليد وتتناغم مع طلاء الأظافر وبعدة ألوان، لترضي تعدد الأذواق، بألوانها الطبيعية بين الأحمر والأخضر والأسود أو بإضافة صبغات وملونات تزيد من رونقها وجمالها..«الوطن» تلقي الضوء على خطوط الحناء العربية الأصيلة، وترصد أسباب تعلق المرأة بها وجاذبيتها إليها...
تقول عبير سلمان، إن الفتاة البحرينية تنافس الأجنبيات في رسم الحناء، وباتت تتقن فرد الخطوط والتصاميم الجذابة والجميلة، وقد أصبح للكثيرات اسم لامع في ذلك المجال، خصوصاً عبر الموقع الإلكتروني الإنستغرام، مما يوفر لنا الكثير من الخيارات قبل ازدحام الصالونات بمناسبة الأعياد. وتوافقها الرأي، جمالة قاسم، وتقول، صرت إحدى زبائن صديقتي، وأصبح لها مشروعها الخاص في نقش الحناء، كونها كانت رسامة وفنانة مبدعة أيام المدرسة، وكون الله لم يكتب لها إكمال دراستها اتخذت من النقش مشروعاً تجارياً رابحاً، والآن أصبحت تستقبل زبائنها في مكان مخصص، وفي العيد تقوم بإخباري بوقت تكون غير منشغلة فيه، لأذهب لها مع أخوتي لرسم الحناء دون أن يكون هناك ازدحام، وكوني أجبرها على أخذ مقابل عملها، فإنها ولصداقتي بها تحاسبني بنصف الأسعار.
وتشكو أم دانة، من ارتفاع أسعار الصالونات الخاصة برسم الحناء، وتقول، لدي ثلاث بنات يحببن رسم الحناء كثيراً، وأضطر للذهاب لصالون قريب من منزلنا، إلا أن الأسعار مبالغ بها بشكل كبير، حيث تصل قيمة الرسم لدينارين دون أن يكون للنقش شكل جميل.
في حين، فضلت مريم بوحسين، أن تذهب للغالي على الرخيص، مبررة ذلك بقولها، ذهبت العيد الماضي لصالون آخر عن الذي اعتدت على ارتياده، بهدف الهرب من الازدحام، إلا أن الحنة التي تم وضعها لي «قبيحة» بكل المعنى، لدرجة أني كنت أخفيها حتى لا يراها المقربون مني. وتضيف، رغم ارتفاع المقابل بالصالون الذي أرتاده والازدحام الذي أقف فيه لأكثر من ثلاث ساعات، إلا أن النتيجة تكون أجمل بكثير من المقابل القليل والرسم القبيح. وتحب شيماء جاسم الحناء على يدها، وتقول، أحب كثيراً الحنة رغم نفور زوجي من رائحتها، إلا أنني في العيد لابد أن أتزين بها، وأن أخصص لون طلاء أظافر ورديالون مائل للبيج، فهو يناسب لون الحنة إذا كانت «غامقة»، ويقول زوجي لي دائماً «الريحة مأساة»، فأضطر لوضع عطور ولوشنات حتى تخفف من رائحتها.
وتقول طاهرة محمد، لا يحلو العيد إلا بالحناء، هذا ما علمتنا إياه والدتي رحمها الله، واليوم ابنتي لا تحب الحنة رغم أنني كنت أضعها لها دائماً عندما كانت صغيرة في العيد والمناسبات، وعندما كبرت لم تعد تحبها، ولكنني أحرص على أن أضع الحنة لحفيدتي وعمرها ثلاث سنوات، وهي تحب الحنة كثيراً وتحب رائحتها.