قال الشاب عبد الرحمن محمد، 16 عاماً، إنه عمل ضمن ثلاث حملات لمترشحين مختلفين بانتخابات عام 2010، تابعين لجمعية سياسية واحدة، ولم يكن يتجاوز عمره في ذلك الوقت الثانية عشر.
وأوضح، عبد الرحمن، لـ «الوطن» إن الجمعية دعته وأطفال آخرين، قبيل بدء الحملات الانتخابية للانضمام لفرق العمل التي تديرها، وطلبت منهم، أعمالاً بسيطة جداً تتناسب مع سنهم الصغيرة، مقابل مبلغ مالي يعتبر باهظاً آنذاك لمجموعة فتيان، وإغراء البقية بأنشطة وبرامج ستقام بعد انتهاء الانتخابات، على أن يكون عمله مع الجمعية هذه الفترة تذكرة عبور له للانضمام إلى الجمعية مستقبلاً.
وأكد، أن الجمعية قدمت 50 ديناراً للشبان الأكبر منه سناً، مقابل توزيعهم لمنشورات بعض المترشحين أمام المساجد بعد الصلاة، وعند المدارس لأولياء الأمور والطلبة وقت الانصراف، وفي محطات الوقود في أوقات متفرقة، أما الأصغر سناً فاكتفت بشكرهم على تعاونهم ورحبت بهم لانضمامهم بالجمعية وقدمت لهم هدايا تذكارية مع نهاية العرس الانتخابي.
وحول سن وأعمار الذين شاركوه العمل وقتها، قال إن أعمارهم كانت تتراوح بين 10 سنوات حتى 18 سنة، والمبالغ المالية تراوحت بين 20 ووصلت حتى 50 ديناراً، إضافة إلى الرحلة الترفيهية أو الهدية التذكارية.
وأضاف، أنه لم يكن يعلم أن توزيعه لمنشورات مترشح، أو عمله ضمن حملة انتخابية مخالفاً للقانون، وأن الجمعية لم تتطرق لهذا الجانب من قبل أبداً، لكنه حسب ما يذكر، فقد دربهم أحد أعضاء الجمعية على أن يخبروا أي شخص يسألهم عن هوية المترشح الذي يوزعون منشوراته أنه خالهم أو أحد من أقاربهم دون إعلامهم السبب، لأن شغلهم الشاغل هو إيصال مترشحيهم النيابيين والبلديين.
تشويه صورة المنافسين
وفي سياق متصل، قال شاب آخر، دون الثامنة عشر، رفض الكشف عن اسمه، إنه خلال فترة عمله مع أحد المترشحين، طلب منه المسؤول عن الحملة الانتخابية تشويه ملصقات ومنشورات مترشحه المنافس، وإتلاف خيمته الانتخابية قدر الإمكان، وبين أن بعضاً من الإداريين كان يعين عدداً من الشباب الأكبر سناً خصيصاً لطرح أسئلة محرجة في خيم منافسيه الانتخابية لإحراجهم أمام الناخبين.
وأوضح، أنه كان يتلقى مبلغ مالي مقابل أي تخريب يقوم به للمترشحين المنافسين أو لفرقة عملهم، أو لناخبي المترشحين المنافسين المؤكدين، وأشار إلى أن المبالغ التي استلمها خلال شهر ونصف فقط كانت 150 ديناراً.