4 أنواع للزراعة: ذاتية ومن متبرع قريب وغير قريب وبالحبل السري
الزراعة تشمل 4 مراحل وسحب الخلايا يستغرق من 30 - 60 دقيقة
الخلايا مفيدة لعلاج سرطان الدم النقوي بنوعيه الحاد والمزمن
زراعة الخلايا لا تعد عملية جراحية وتستغرق بين 2-4 ساعات
كتب - وليد صبري:
قالت استشارية أمراض الدم والأورام للأطفال بمجمع السلمانية الطبي د.خلود السعد، إن «هناك 4 أنواع لزراعة الخلايا الجذعية، تعالج 4 أنواع من الأمراض، تتضمن أمراض السرطان والمناعة والوراثة والمشاكل المستعصية». وأضافت أن «زراعة الخلايا الجذعية أو ما كان يعرف سابقاً بزراعة نخاع العظم أصبحت ضرورة لعلاج بعض الأمراض، بعدما كثر الحديث عن نجاحها المطرد، باعتبارها تقنية واعدة في العلاج». وذكرت أن «أول عملية لزراعة الخلايا الجذعية أجريت في عام 1968 في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ ذلك التاريخ طرأ تطور هائل في هذه التقنية بفضل الأبحاث العلمية والتقدم التقني في الحقل الطبي». وأوضحت أن «الخلايا الجذعية هي الخلايا الأولية غير المتخصصة التي منها تتكون الخلايا المتخصصة التي تبني الأنسجة والأعضاء في الجسم، وهي اللبنات الأساسية لإنتاج أنواع أخرى من الخلايا التي يتكون منها الدم والأنسجة، والعضلات، والمناعة والجهاز العصبي والقلب وغيرها من الأجهزة».
الخلايا الجذعية
أشارت د. خلود إلى أن «الخلايا الجذعية لجهاز الدم هي خلايا ذات قدرة على التكاثر والتحول، لذا بمقدورها انتاج جهاز دموي جديد في جسد المريض الذي تتم عملية الزرع له». وكشفت، أن «الخلايا الجذعية توجد في نخاع العظم وهو ذلك السائل الإسفنجي الذي يملأ الجزء الداخلي من العظام وهو المكان الذي تنتج وتخزن فيه خلايا الدم، وكريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء والصفائح الدموية. ولفتت إلى أن العظام التي تحتوي على أكبر قدر من الخلايا الجذعية هي عظام الحوض وعظمة القص والفخذ وكذلك توجد الخلايا الجذعية في المشيمة وتعرف الخلايا الجذعية من الحبل السري».
وفي رد على سؤال حول عملية زراعة الخلايا الجذعية، أفادت د.خلود، بأنها «عملية نقل الخلايا الجذعية السليمة من شخص مطابق في الأنسجة إلى شخص آخر، أو إلى الشخص نفسه في حالة الزراعة الذاتية».
وصنفت د.خلود، زراعة الخلايا الجذعية إلى «4 أنواع»، مضيفة أنها، «تشتمل على زراعة ذاتية، حيث يتم فيها نقل الخلايا الجذعية من وإلى المريض بعد إعطائه علاجاً كيماوياً، وهذا النوع يستخدم غالباً لمرضى بعض الأورام الصلبة. أما النوع الثاني فهو زراعة من متبرع قريب، ويكون أحد الأشقاء من نفس الأم والأب وذلك بعد عمل تحليل مطابقة الأنسجة، بينما النوع الثالث يشمل زراعة من متبرع غير قريب، من البنوك العالمية للخلايا الجذعية في حالة عدم توفر قريب مطابق».
وقالت إن «النوع الرابع يتضمن زراعة الحبل السري، ويتم فيها أخذ الخلايا الجذعية من الحبل السري بعد الولادة وحفظها في بنك الخلايا الجذعية حتى يتم نقلها لمريض محتاج».
الأمراض المعالجة
وتحدثت د.خلود، عن الأمراض التي تستخدم لعلاجها زراعة الخلايا الجذعية، موضحة أنها «4 أنوع، أبرزها الامراض السرطانية مثل سرطان الدم «الليمفاوي أو النقوي»، بنوعيه الحاد والمزمن، وسرطان الغدد الليمفاوية، ومرض «هودجكن». أما النوع الثاني فهي أمراض وراثية، مثل فشل نخاع العظم الوراثي أو المكتسب، وفقر دم البحر الأبيض المتوسط «البيتا ثلاسيميا»، وفقر الدم المنجلي، وبعض أنواع أمراض الاستقلاب الوراثية».
وقالت إن «النوع الثالث من تلك الأمراض يشمل أمراض نقص المناعة، مثل نقص المناعة الوراثي، بينما النوع الرابع يتضمن المشاكل المستعصية مثل أمراض الضمورالعضلي باشكالها والجلطة الدماغية والقلبية والشلل الدماغي والشلل الرباعي والنصفي وإصابات الحبل الشوكي ومرض باركنسون، فلا يزال العلاج بالخلايا الجذعية في طور البحث والدراسة والنجاحات الموجودة هي نجاحات جزئية».
وأوضحت د.خلود، أنه «ربما نرى وجود إعلانات عديدة في عدة بلدان أو على شبكة الأنترنت عن نجاح زراعة الخلايا الجذعية لمثل هذه الأمراض، إلا أن تلك التجارب هي تجارب غير مقننة ولم تصل إلى حد البرهان العلمي الذي يؤكد فعالية العلاج».
مراحل الزراعة
وفي رد على سؤال حول مراحل الزراعة، أفادت د.خلود، أنها «تشمل 4 مراحل تتضمن الأولى مرحلة ما قبل الزراعة، ويتم إعطاء المريض العلاج الكيماوي مع أو بدون العلاج الإشعاعي حسب حاجة المريض، حيث يعمل هذا العلاج التحضيري على تدمير الخلايا السرطانية في حالات الأمراض السرطانية ولإيجاد مكان في نخاع العظم للخلايا الجديدة في حالة أمراض الدم الحميدة وكذلك لإحباط الجهاز المناعي لتخفيض فرص حدوث رفض للخلايا الجذعية المزروعة».
وقالت إن «المرحلة الثانية تتضمن تجميع الخلايا، حيث يتم تجميع الخلايا الجذعية من المتبرع بإحدى طريقتين، إما تؤخذ فيها الخلايا عن طريق نخاع العظم من عظمة الورك الخلفية للمتبرع تحت التخدير الكامل مما يستدعي تنويمه قبل وبعد السحب لأيام قليلة، ويتم سحب الخلايا عن طريق إبرة خاصة بذلك، ويستغرق هذا الإجراء ما بين 30 إلى 60 دقيقة، وقد يشعر المريض بعد ذلك بآلام بسيطة يحتاج معها المتبرع أخذ مسكنات الألم. أما الطريقة الثانية، فعن طريق الدم الخارجي «الطرفي»، حيث يتم تجميع الخلايا الجذعية من دم المتبرع بعد إعطائه إبراً منشطة للخلايا تؤخذ تحت الجلد لمدة 5 أيام على الأقل يومياً مع عمل تحليل دم يومي، ويتم بعد ذلك إدخال إبرة في وريد ذراع المتبرع تجمع بها الخلايا الجذعية ثم يتم إرجاع باقي الدم مرة أخرى إليه، ولا يحتاج المتبرع في هذه الطريقة للتنويم في المستشفى ولا للتخدير العام كما لا تؤثر كمية الخلايا الجذعية المأخوذة على المتبرع فسريعاً ما يعوضها الجسم».
وتطرقت د.خلود إلى «المرحلة الثالثة وهي مرحلة الزراعة»، موضحة أنه «لا تعتبر زراعة الخلايا الجذعية عملية جراحية حيث يتم نقل الخلايا للمريض عن طريق قسطرة وريدية مركزية في الصدر وذلك بعد تجميعها من المتبرع مما يشبه نقل الدم المعتاد، وتستغرق هذه العملية ما بين 2 – 4 ساعات، حيث تأخذ طريقها إلى نخاع العظم». أما المرحلة الرابعة، بحسب د.خلود، «فهي مرحلة ما بعد الزراعة، ويترتب على المريض البقاء في المستشفى تحت العزل الوقائي حتى ارتفاع المناعة، حيث يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة بالعدوى باختلاف أنواعها، وتستغرق هذه الفترة من 4 إلى 6 أسابيع داخل المستشفى، وهي فترة حرجة جداً بالنسبة للمريض، فقد يحتاج فيها إلى الدعم المستمر بالدم والصفائح وتكون فيها المناعة ضعيفة جدا «بسبب العلاج» وفي حال حدوث أي ارتفاع في درجة حرارة المريض، فإنه يُعطى الكثير من المضادات الحيوية المناسبة لمنع إصابته بأي عدوى مرضية. ثم تتم متابعة المريض بعد خروجه من المستشفى عن طريق العيادات الخارجية، ويبقى المريض على أدوية مساعدة لتثبيت الخلايا الجذعية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر بحسب حالة ووضع المريض».
المضاعفات الجانبية
وقالت إن «أبرز المضاعفات الجانبية للزراعة، رفض الجسم لخلايا المتبـــرع وهو قابل للعلاج في أغلب الحالات، كما يكون المريض عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات بصورة كبيرة، لذا من الضروري جداً اتخاذ العديد من الاحتياطات الوقائية لمنع انتقال العدوى إلى المريض، إضافة إلى المهاجمة - مهاجمة الخلايا المزروعة لجسم المريض - وهي من أهم مضاعفات الزراعة ولها علامات مختلفة نذكر منها، احمرار في الجلد مع أو بدون حكة، وارتفاع في أنزيمات الكبد، والإسهال الشديد، والترجيع الشديد، والحكة في العينين، والجفاف الشديد، والتهاب في الصدر، وفي حالة حدوث المهاجمة لا بــد من التدخل الطبي المستعجل لمنع حدوث مضاعفــات أخرى».
مفاهيم خاطئة
وخلصت د.خلود إلى أن «هناك بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة بين الناس، والتي قد تثير الخوف وتجعل المريض متردداً في اتخاذ قرار إجراء عملية الزراعة، منها على سبيل المثال، أن عملية التبرع قد تسبب الشلل أو العقم للمتبرع بعد التبـــرع، وأن المتبرع قد يصاب بنفس المرض الذي يعانيه المريض، وأن مرضى السرطان فقط يحتاجون إلى زراعة الخلايا الجذعية، وأن الخلايا الجذعية تُنقل للمريض بعملية جراحية، وأن المريض سيبقى في المستشفى 6 أشهر لإجراء عملية زراعة الخلايا الجذعية وسيكون ذلك تحت إجراءات عزل مشددة، وأن المريض يبقى على أدوية الزراعة مدى الحياة مثل بقية زراعة الأعضاء كالكبد».