باريس - (وكالات): ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن شاباً مسلماً من مالي يعمل في المتجر اليهودي الذي احتجز فيه رهائن شرق العاصمة باريس الجمعة الماضي، أنقذ 15 من زبائن المتجر بإخفائهم في غرفة تبريد في الطابق السفلي من المتجر. وذكرت قناة «بي أف أم» الفرنسية أن الشاب الذي يدعى «الحسن باثيلي» قام أثناء شن أميدي كوليبالي الهجوم على المتجر بإنزال 15 من الزبائن -تصادف وجودهم فيه أثناء الهجوم- إلى الطابق السفلي ووضعهم في غرفة التبريد، وصعد هو للطابق العلوي عقب ذلك.
وفي تصريحات أدلى بها للقناة المذكورة، ذكر باثيلي «24 عاماً» أنه نزع سلك المبرد وفصل التيار الكهربائي عنه وعن المخزن تماماً، وطلب من الأشخاص الذين وضعهم في المبرد أن يلتزموا الهدوء، وألا يحدثوا أي صوت، قائلاً لهم إنه سيأتي إليهم ثانية لينقذهم.
وأطلقت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا على «باثيلي» لقب البطل، كما أنه تلقى العديد من رسائل التهنئة لما قام به.
وعمت قصة البطل المسلم الإعلام الغربي، واتصل به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لتحيته على عمله الشجاع.
وتحدث الإعلام الغربي عما قام به ذلك المسلم حينما ظهر من الركام الدموي كبطل خاطر بنفسه وكافح وحده الإرهاب، مع أنه عامل بسيط بالمتجر، واستخدم الطابق الأرضي ليخبئ فيه عدداً من الزبائن الذين لولاه، لضمهم مقتحمه إلى رهائنه، ولربما كانت المحصلة دموية أكثر على الفرنسيين.
والحسن باثيلي مسلم فرنسي ولد قبل 24 سنة في مالي، وكان في المتجر حين اقتحمه الفرنسي من أصل سنغالي أميدي كوليبالي واحتجز فيه 21 من العمال والزبائن، بينهم طفل و8 نساء، فقتل منهم 4 ثم راح يهدد بتصفية الآخرين، في وقت كان باثيلي يخفي عنه الزبائن الآخرين، ممن مضى بهم إلى غرفة التبريد أسفل المتجر، وطلب منهم البقاء فيه هادئين، ومعهم رضيع عمره شهر واحد فقط.
وفيما بعد تحدث باثيلي لمحطة «بي ام اف» الفرنسية، واصفاً أسفل المتجر بأنه ثلاجة كبيرة، وضع فيها الزبائن الذين سيطر عليهم فزع شديد، وطلب منهم البقاء فيها من دون أن يحدثوا أي ضجة، لكن الشرطة ظنت أنه شريك بالعملية الإرهابية عندما اقتحمت المتجر «فطلبوا مني أن أنبطح أرضاً وأضع يديّ على رأسي، ثم قيدوني وأبقوني ساعة ونصف الساعة محتجزاً». ثم اكتشف رجال الشرطة أن باثيلي مختلف عن كوليبالي الإرهابي إلى حد كبير، بل هو كائن آخر تماماً، لأنهم علموا فيما بعد أنه حين وضع 15 زبوناً في الطابق الأرضي، لم يختبئ معهم بل عاد إلى الطابق العلوي ليبقى مع الرهائن المحتجزين، حتى حررتهم الشرطة بعد أن قتلت كوليبالي بهجمة عليه فاجأته، وفي تلك اللحظات فقط رأت من أنقذهم يصعدون من غرفة التبريد ويقبلون عليه متراكضين ليشكروه على إنقاذ حياتهم.