كشف نواب وأعضاء مجلس شورى وكتاب وصحفيون وباحثون أن إيران وبرغم كونها دولة إسلامية إلا أن الاستطلاعات الحديثة كشفت زيف الادعاء فوفقاً لأرقام صادرة من مختصين بالشأن الإيراني فإن نسبة الإباحية بلغت 60%، كما أن الإدمان على المخدرات بلغ 20%، فيما ارتفعت نسبة عدد المعتقلين بتهمة تشكيل عصابات للدعارة لـ 32%، كما بلغت نسبة النساء المعتقلات 3.5%، هذا بجانب تفشي مرض الإيدز ووصل عدد المصابين في طهران فقط إلى 220 ألف شخص ويتضاعف العدد سنوياً بستة أضعاف، إضافة إلى أن لديها مليون مدمن للمخدرات. وأكدوا، خلال برنامج «هذا المساء» بتلفزيون البحرين الذي يقدمه الإعلامي سامي هجرس، أن إيران دولة قمعية من الدرجة الأولى إذ أعدمت منذ استلام حسن روحاني للسلطة في يونيو 2013م 2000 حالة إعدام، و570 شخصاً منهم تم إعدامهم خلال النصف الأول من العام اي من يناير وحتى يونيو بزيادة 40% عن العام الماضي.
ودعوا نظام إيران لضرورة التركيز علي مشاكله الداخلية والتخلص من جنون العظمة، وحلم عودة الإمبراطورية الفارسية، وأن تبادر إلى التعاون مع جيرانها في المنطقة من أجل تحقيق أهداف مشتركة.
وشددوا على أن إيران لا تحترم الأعراف ولا المواثيق الدولية ولذلك فهي تتدخل في شؤون جيرانها من هذا المبدأ.
ونوهوا إلى أن التصريحات الأخيرة زادتهم التفافاً بالقيادة وثباتاً على تماسكنا واصراراً على وحدتنا، والتهديدات الإيرانية لا تستهدف البحرين فحسب، بل تستهدف أمن منطقة الخليج العربي.
وقال رجل الأعمال يوسف صلاح الدين، رداً على سؤال طرحه مقدم البرنامج حول الأسباب الكامنة وراء الاستهداف المتكرر لإيران تجاه البحرين ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي:هناك ثلاث عوامل أساسية تتحكم في نوايا إيران العدائية تجاه العرب عموماً، العامل الأول تاريخي والثاني جغرافي والثالث أمني.
وأوضح أنه من ناحية التاريخ أعتقد بأن الإيرانيين يشعرون بعقدة تجاه البحرين ودول الخليج العربية بسبب عدم فكاكها من الماضي لأنها كانت إمبراطورية وكانت تتحكم في أجزاء كبيرة من الجغرافية في المنطقة وكان لها تأثيرها في ذلك الوقت.
ومن الناحية الأمنية، قال إن إيران منذ الدولة الصفوية وأيام نادر شاه والإفشارية وإلى الزندية والدولة القاجارية تحاول دائماً أن يكون لديها عدو حيث تجمع الشعب على صعيد واحد وحتى لا يفكر الشعب في مشاكله، وحدث ذلك في حقب زمنية مختلفة في التاريخ الإيراني.
مشروع توسعي
وحول الاعتبارات السياسية والاستراتيجية بوضع المنطقة التي لها أولوية، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي سيد زهرة إن الموقف الإيراني من البحرين هو قديم ومتكرر ويتمثل في وجوه مختلفة تشمل التصريحات العدائية وتجنيدها وتمويلها لشبكات التخريب والأعمال الإرهابية بالبحرين.
وأكد أن إيران لديها مشروع توسعي وطائفي يستهدف ليس البحرين وحدها بل كل المنطقة الخليجية والعربية، وأن إيران تتصور أن من حقها أن تهيمن على مقدرات هذه المنطقة من العالم.
وقال إن البحرين مستهدفة اليوم لسببين كبيرين جداً الأول تجربة البحرين نفسها مستهدفة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الناجحة، وتجربتها في ترسيخ مبادئ المشروع الإصلاحي في الديمقراطية والانفتاح السياسي والتطور في الكثير من المجالات، والسبب الثاني هو أن تكون البحرين مقدمة لانتقال مشروع الهيمنة وتقسيم المنطقة إلى كل دول مجلس التعاون الخليجي.
وحول ضرب التنمية والتقدم في البحرين، وغياب الجرأة لدى الحاكمين في إيران لاتخاذ خطوات شجاعة للإصلاح، واعتماد إيران على النفاذ عبر المذهبية في العالم العربي ودول الخليج والبحرين، قالت د.بهية الجشي السفيرة بوزارة الخارجية إن إيران لا تلتفت إلى مشاكلها وما يحدث داخل أراضيها، وهي تريد أن تصرف الأنظار عن مشاكلها الداخلية الكبيرة وتدخل في مشاكل الآخرين.
أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن والدفاع بمجلس الشورى سوسن تقوي فأكدت أن حكمة جلالة الملك المفدى في إصدار القرارات كفيلة بحماية هذا البلد والشعب من أي مطامع خارجية.
وقالت إن تدخلات إيران في كل الدول التي تدخلت في شؤونها الداخلية قد حدث فيها دمار مثل العراق ولبنان وسوريا وأخيراً اليمن، وحدث ذلك وفق استراتيجية تحت رعاية المرشد الأعلى الإيراني تهدف إلى السيطرة على المنطقة، وهو حلم إيراني قديم، ونحن دائماً نقول بأن إيران لا يمكنها أن تكون وصية علينا وعلى المنطقة.
تصريحات مستهجنة
وحول التناقضات في حديث المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مؤخراً حول ما تقدم إيران من مساعدات للدول والشعوب المظلومة، قال الصحافي والكاتب طارق العامر إن تصريح المرشد يبعث على الغرابة والاستهجان والضحك في الآن نفسه، فإذا كان ينظر المرشد إلى مظلومية الشعوب فلماذا لا ينظر إلى مظلومية الشعب الإيراني ونحن نتحدث عن دولة تعتبر أكبر مصدر للنفط وتمتلك 12 من الاحتياطي العالمي للنفط، ومثلها تقريباً من احتياطي الغاز الطبيعي، ورغم ذلك يعاني اقتصادها من تفاقم معدل البطالة، إذ بلغت في 2013م وحسب البنك المركزي الإيراني أكثر من 40%، ووصلت في الفترة الأخيرة في عهد نجاد إلى 69%.
وأشار العامر إلى أن إيران دولة قمعية من الدرجة الأولى إذ اعدمت منذ استلام حسن روحاني للسلطة في يونيو 2013م 2000 حالة إعدام، و570 شخصاً منهم تم إعدامهم خلال النصف الأول من العام اي من يناير وحتى يونيو بزيادة 40% عن العام المنصرم، وأن إيران وبرغم كونها دولة إسلامية فإن الاستطلاعات الحديثة تكشف زيف هذا الادعاء فوفقاً لأرقام صادرة من مختصين بالشأن الإيراني بلغت نسبة الإباحية 60% والإدمان على المخدرات 20%، أما الواقع المفزع أكثر على الأرض ويؤكد الفساد الأخلاقي انتشار المخدرات بين الأطفال مما أجبر الحكومة الإيرانية على إنشاء مركز لعلاج الأطفال المدمنين على المخدرات، ويبلغ عدد مدمني المخدرات في إيران أكثر من مليوني شخص.
وقدم طارق العامر صورة للواقع الإيراني تعكس مدى التناقض الذي تعيش فيه القيادة الروحية المتمثلة في علي خامنئي ودعوته الزائفة بدعم المظلومين في العالم، مؤكداً أن على صعيد الجرائم تشير الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع مثير للقلق يصل إلى 32% في عدد المعتقلين بتهمة تشّكل عصابات للدعارة، ووفقاً لنائب الشرطة الإيرانية حسين ذو الفقاري تشكل النساء المعتقلات 3.5%، وهذا بجانب تفشي مرض الإيدز حيث وصل عدد المصابين في طهران فقط إلى 220 ألف شخص ويتضاعف العدد سنوياً بستة أضعاف، ومع ذلك فإن الأرقام لا تعكس الواقع الحقيقي لأن إيران نفسها لا تسمع بأعداد إحصائيات محايدة حتى لا تعكس الواقع الحقيقي.
أما المدير التنفيذي لمركز «دراسات» د.خالد الرويحي فقال، اسمحوا لي أن أبدأ حديثي ببعض الإحصائيات الهامة صادرة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتشير إلى أن نسبة البطالة في إيران عام 2014 تجاوزت 15% فيما في البحرين لم تتجاوز 3.5 % ، وهي أقل من المعدل العالمي، نسبة نمو الناتج المحلي الحقيقي في إيران في عام 2014 بلغت 1.5 % في حين بلغت في البحرين 4.5% ، حصة الفرد في إيران من إجمالي الناتج المحلي 16 ألف دولار وهي أقل من لبنان وبلغاريا وتايلند في حين حصة الفرد في البحرين بلغت 52 ألف دولار، نسبة التضخم في الاقتصاد الإيراني في عام 2014 بلغت 17% فيما حين كانت في البحرين 2.7 %.
انتهاك لحسن الجوار
وحول طبيعة النظام الحالي في إيران وإشكالياته، ذكر النائب جلال كاظم أنه بلاشك أن التصريحات الإيرانية مدانة ومرفوضة وأجزم أن شعب البحرين قادر بتكاتفه ووقوفه خلف قيادته أن يتصدى لمثل تلك التصريحات، فنحن شعب يعيش كنسيج متماسك لا يوجد بينه تميز أو تفرقة.
وأضاف كنا نتمنى من إيران أن تتعامل مع الدول المجاورة لها لمصلحة أمن ومستقبل الخليج العربي، وأن تبادر إلى حل المشاكل العالقة. وعلقت عضو مجلس الشوري سوسن تقوي، قائلة في إيران حكومتان، حكومة صورية في إيران لديها في الظاهر رئيس للجمهورية يتم انتخابه بواسطة الشعب ويجب أن يُزكى من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي يختار المرشد الأعلى أعضاءه، وحكومة حقيقية يترأسها ولي الفقيه أي المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يمتلك كل السلطات بيده وهو أعلى مرتبة حتى من المعصومين. ولفت المحامي إبراهيم المناعي إلى أنه يجب أن نقف على حقيقة قائمة وهي أن إيران لا تحترم الأعراف ولا المواثيق الدولية ولذلك فهي تتدخل في شؤون جيرانها من هذا المبدأ، ورب ضارة نافعة، التصريحات الأخيرة ما زادتهم إلا التفافاً بقيادتنا وثباتاً على تماسكنا وإصراراً على وحدتنا، والتهديدات الإيرانية لا تستهدف البحرين فحسب، بل تستهدف أمن منطقة الخليج العربي، وتحديداً أمن المملكة العربية السعودية.
انتهاك حقوق الإنسان
من جانبه، علق الناشط الاجتماعي إبراهيم التميمي، قائلاً وأنا أستمع إلى مداخلة الأخوة والأخوات استذكرت رسالة الراحل الشيخ محسن الحكيم في عام 1914 حين كان المرجعية الشيعية في النجف الأشرف إلى شعب عرب الأحواز وذلك قبل بدء الحرب العالمية الأولى، وقد أدرك حينها حرب الفرس على القومية العربية، فخاطبهم برسالة محذراً إياهم من عدم الاطمئنان إلى الدولة الإيرانية، فأجابوه بأنهم من رعايا الدولة الإيرانية ولا يمكن للنظام أن يخونهم، فأجابهم برسالة أخرى هذه نصها «إذا اطمأننتم إلى الدولة الإيرانية وبقيتم على ولائكم لها فقد خرجتم من الملة والدين الذي نحن عليه» فكان حينها يعتبر هذا المرجع الكبير أن الولاء لإيران بمثابة خروج من الملة والدين، وقد اتضح فيما بعد حكمة هذا الرجل وأن إيران ضد القومية العربية، وتسجل الأدبيات وتاريخ العراق الحديث في آخر 300 سنة أن الأفيون والمخدرات لم ينتشر في العراق إلا من خلال إيران».
وحول حقوق الإنسان في إيران والتي تشهد تدهوراً بسبب ممارسات النظام، قال عضو مجلس الشورى جواد حسين إن إيران مثال صارخ لانتهاك حقوق الإنسان على صعيد الحرية الاقتصادية والاجتماعية بل وحتي الدينية، فالمواطن الإيراني الشيعي ملزم هناك بالصلاة يوم الجمعة خلف المعين من السلطة، فصلاته باطلة، وإذا عرفت السلطة بأنه صلى في بيته ورفض الذهاب إلى الجامع، فإنه يعاقب بحرق بيته ويحاكم ويسجن بسبب ذلك.
وحول توقيت إطلاق التهديدات والتصريحات التي أطلقتها إيران مؤخراً تجاه البحرين ربط طارق العامر بين التهديدات بما يجري في اليمن وانعكاسات هزيمة الحوثيين الموالين لإيران، موضحاً أن إيران تحاول في الوقت الراهن وعلى إثر هزيمة ذراعها الحوثي في اليمن إلى أن نقل المعركة من اليمن إلى البحرين، متوهمة بذلك أن البحرين الحلقة الضعيفة، وبإمكانها أن تخترق التحالف العربي.
وأضاف أن التهديدات الإيرانية ليست جديدة فهي من قبل 1971 ولكنها دائماً لا تتجاوز خط معين، أما في هذه المرة فقد حاولوا تجاوز هذا الخط وذلك بسبب أن البحرين قدمت تجربة رائدة في أقل من 10 سنوات في سيادة الحكم وفي تدشين المشروع الإصلاحي وهو يعتبر رائد في المنطقة، تم وصفه من قبل المجتمع المدني بالحكم الرشيد، فيما كان يوصف النظام الإيراني في 30 إلى 35 سنة بالدولة المارقة من قبل المجتمع الدولي، وذلك بسبب دعمها للإرهاب وهو ما سبب عقدة إضافية للنظام الإيراني.