كتب - عبدالرحمن صالح الدوسري:
نتواصل مع د. عيسى أمين لتكملة حوار الحلقة السابقة حول زيارة لويس بيلي المقيم السياسي في بوشهر “ 1862 -1873 “ إلى الرياض وما اعترضته من حوادث ومفاجأت.. لنعاود هذا الأسبوع تكملة الحديث عن الرحلة في الكتاب الذي عنونه بيلي “رحلة إلى الرياض .. والأوراق الخاصة” وترجمه إلى العربية د. عيسى أمين.
يبدأ د. عيسى أمين حيث ما انتهى في الأسبوع الماضي، وينقل الحديث عن الرحلة يقول بيلي “بعد ساعة من السدير كنت راغباً في طريق غير الذي يرغب فيه رئيس القافلة وكان رأيه أن الطريق لا يصلح للسير فيه وكنت حائراً أن آخذ الطريق الذي أريده أنا، يعني السفر خمسة أيام في السمان والدهناء دون ماء مع احتمال النقص الشديد، وخاصة أن لدينا عشرة قرب يتسرب منها الماء وعددنا عشرة أشخاص، وأن بعض هذه القرب خالية رغم أننا قمنا بملئها منذ ثلاثة أيام فقط. أما السبب الآخر فهو قلة استخدام هذا الطريق واحتمال الضياع فيه مع احتمال الخطأ في الاتجاه لاسيما أننا نقصد الشمال الشرقي بينما يتجه هذا الطريق إلى الجنوب الغربي زيادة على أن المسافة فيه أطول بخمسة أيام عن الطريق الآخر، وربما يثير ذلك شكوك الأمير. ولذا قررت أن أتفق مع رئيس القافله ضد رغبتي، وخوفاً من أن أجد نفسي وحيداً في الطريق جائعاً وعطشاناً، ولكن وفي حل وسط للأمر قررنا التوجه إلى منطقة المحمل والسدو على أن تنقل أخبار وصولنا إلى هناك إلى أمير الرياض.
جمعنا ماء المطر من البقع على الصخور
ويواصل د . أمين الحديث عن رحلة بيلي “في الرابع والعشرين من الشهر ومازلنا على بعد ساعة أو ساعتين من الربوة وخوفاً من عدم حصولنا على الماء من آبار فقد جمعنا ماء المطر من بعض البقع المتجمعة على الصخور، وكان ذلك يكفي لملء سبع قرب بعدها توجهنا إلى اليمين من الوادي فصادفتنا خيام قبيلة السبعة والتابعة لمرافقنا، وقد وجدنا هنا أربع أوخمس عوائل، كل عائلة في خيمة متباعدة عن الأخرى، فتوقفنا أمام الخيم الكبيرة وخرجت لنا النساء من هذه الخيام حاملات أطباقاً معدنية مليئة بجبنة الماعز الذي اختلط بشعرها، وأطباقاً أخرى من تمور نجد وزبدة البدو، ولبناً بكمية وفيرة، وكان ذلك بطبيعة الحال إكراماً لرئيس القبيلة المرافق لنا، ولو كنا دونه لما حصلنا على شيء من هذه الأكلات من النسوة، ومع أن هذه الوجبة كانت بسيطة لكننا التهمناها من شدة الجوع، قرب هذه الخيام وجدت البنات والأولاد الصغار وقد ظفرت شعورهم وتدلى البعض منها خلف الرأس وعقدت أحياناً تحت الذقن، وبعد الخيام صعدنا بعض التلال المنخفضة، وهبطنا بعدها إلى الوادي حيث توجد آبار الوبرة وهي في نفس الوقت نقطة تجمع كل القبائل المغادرة والقادمة من السواحل. وتوجد هنا مائة بئر في رقعة من الأرض لا تتعدى أربعمائة ياردة مربعة أقيمت حولها مضارب الخيام، وتجمعت كميات كبيرة من الأسمدة، ولم تكن كل الآبار في حاله جيدة لذا حصلنا على الماء من بئر يقال إن مائها أعذب من الآبار الأخرى، ويبلغ عمق هذه الآبار أربعة إلى خمسة أذرع ، وقد تآكلت حواشيها من أثر شد الحبال، وحسب ما يقال إنها قديمة جداً.
الرياض.. طريق مباشر
يكمل بيلي الحديث عن رحلته “تعتبر وبرة منطقة وسطى تنطلق منها عدة طرق، فهناك طريق يؤدي إلى “معجمة في السدير وينطلق في اتجاه الجنوب الغربي ثم غرباً عبر صخور وتلال رمليه، أما طريق الرياض فهو مباشر، وفي اتجاه جنوبي، ثم غربي وعلى اليمين من الآبار هناك آثار قلعة قديمة جداً، ولكن كشفت اللقى الأثرية فيها بأنها مع قدمها فقد استخدمت للسكن إلى فترة زمنية قريبة وربما أقل من مائة عام، وبعد مغادرة القلعة تتحول منطقة السمان إلى مساحات وأودية واسعة ومستوية، وتنخفض التلال المحاذيه للطريق، وتحيط بها حلقات حمراء عند قواعدها، وتتحول في بعض الأحيان إلى مخروطية الشكل وتزينها في قمة المخروط ألوان حمراء، سرنا في هذا الوادي إلى مغيب الشمس حيث نصبنا خيامنا في مواجهة أرض مرتفعة في أقصى الجنوب. وفي النهار التالي قمنا بجمع بعض الزهور البرية والكزبره وهشيم الأشجار، وأحضر لي أحد البدو عشبة تشبه جذورها جوز البرازيل، وتكثر هنا عشبة مالحة تؤكل ، ويقال إن خورشيد باشا أحضرها لنجد من مصر.
وتتواصل الرحلة لينقل لنا د. أمين أحداث رحلة بيلي إلى الرياض “عبرنا اليوم أرضاً قاحلة أكثر من أية أرض رأيناها من قبل، ولذا وجدت أن الجمال اندفعت بسرعة أكبر لأنه لا يوجد فيها أي عشب يؤكل”، علماً أن الجمل يغطي مسافة ثلاثة أميال في الساعة في الأراضي العشبية”، وقد أخبرني أحد المرافقين أن هناك قلعة تسمى قلعة “ ثاج أو تاج “ - كما يكتبها بيلي - وعلى مسافة ثلاثة أيام من القطيف جنوبي طريقنا الحالي، وإلى الشرق. ويقال إن ثاج كانت المدينة الرئيسة في الأحساء وقد بنيت من الصخور البيضاء الكبيرة رغم أن أساسات المدينة لاتزال موجودة، وعلى امتداد ميل أو أكثر، وتكثر في هذه المنطقة الخرائب، وآبار المياه، ويبدو أن هناك مدينة حديثة بنيت على آثار ثاج، وتسمى “ دوتة” أو ديوتة، ويعمل أهلها بالزراعة والتجارة، وهم ليسوا على صلح مع واليها المعين في الفترة الأخيرة عليها.
ويواصل بيلي الحديث عن رحلته “في يوم الخامس والعشرين من فبرايرغادرنا منطقة السمان ودخلنا منطقة جديده تتخللها الأودية، وتشابهت الأرض مع تلك التي سرنا عليها بالأمس، ولمدة ثلاث ساعات ممتدة من الشمال إلى الجنوب تحيط بها التلال من الجانبين، وبعد ثلاث ساعات أخرى ازداد التشكيل الطبقي للأرض مع تناثر بقع خضراء في قاع الأودية والزهور البرية، وخاصة في أم الجنايب، كلما اقتربنا من الرياض ازدادت حرارة الشمس، وقد أصيب الملازم دووس بضربة شمس خفيفة، ولكن مع بقاء البرودة في كل صباح، توقفنا اليوم عند الخامسة وقبل حلول المساء في موقع يحتوي على مرتفعات رملية، وحاول الملازم دووس رسم دليلنا “من عرب الصلايب” هذا المساء، لقد كان هذا الدليل طويل القامة نحيلاً ومحترما، ويرتدي معطفاً من جلد الغزلان، وقد أخبرني عن قبيلته وقمت بدوري بتسجيل كل ما قيل لي وأرفقته مع تقريري الخاص، ولم يساورني أي شك في قوله إذ بدا لي وكأنه نبيل أنجليزي “لو أجزت المقارنة” بالآخرين من سكان القرى في أنجلترا، إنه يوم كامل من الصيام منذ بدأنا في الكويت، لا شراب ولاغداء، رغم إرهاق الطريق، وحتى المساء عندها يتناولون القهوة وكل ما تجود به أكياسهم من الغذاء، وفي بعض الأحيان يتناولون - أن وجد - المعيز وإذا ما قدمت لهم أنا واحدة. أما الأيام الباقية فهي شربة ماء من القربة وجبن بدوي وتمر نجدي، لقد اكتشفت أن البدو لا يطلقون على “صحراء الربع الخالي”، نفس التسمية التي نسميها نحن، بل يطلقون عليها “الصحراء الموحشة” أو “ المقفرة “ وأحياناً “الرمل الخالي”، ولكن وبصورة عامة تسمى في نجد باليمامة، واليمامة القديمة كانت تضم الحالية “الخرج” وتمتد إلى المشارف الشرقية لصحراء الأحساء، والتي كانت قديماً تسمى هجر.
11 قبيلة متحدة تحت القيادة النجدية
الشيء الآخر الذي اكتشفته اليوم أن هناك إحدى عشر قبيلة رئيسة متحدة تحت القيادة النجدية، وتنقسم كل منها إلى فروع، ولكل فرع شيخ، وكل شيخ قاضٍ لهذا الفرع - وإذا دب الخلاف بين هذه الفروع أو القبائل وعجز الشيوخ عن التوصل لحل لهذا الخلاف فإنهم يقومون باستشارة الأمير والأخذ برأيه الفاصل، والذي نادراً ما يكون شديداً إلا في حالات القتل. أما في حالات الجرائم الصغيرة فيكون الحكم بالنفي إلى القطيف، والموت البطيء هناك “نتيجة لحمى المستنقعات”، ويرسل الأمير رجاله لحل الخلاف بين القبائل المتصارعة، أو يعطي في بعض الأحيان للقبيلة المعتدى عليها حق الانتقام “إن مقتل رجل بواسطة آخر أو جرحه يؤدي في بعض الأحيان إلى أمور لا نهاية لها”، وقد حدث عندما كنت في الكويت أن قام أحد الشبان بجرح رجل من قبيلة أخرى، دفع والده ألفاً ومائتي دولار تعويضاً للجريح، ولكن بقي هذا الشاب في رعب وخوف من قتله على يد الرجل الجريح، وإذا ما حدث ذلك فعلاً فإن على هذا الرجل إرجاع المبلغ المذكور فقط، ويبدو لي أن هذا النظام أو العرف قد أدى إلى قلة هذه الحوادث، وجعل الحذر في المعاملة أمر مسلم به وأعطاني في الحقيقة بعض الاطمئنان على سلامتي .
ويتواصل الحديث عن الرحلة “يقوم الناس بدفع الخراج إلى الأمير، ويمكن أن يكون الدفع في صيغة المال أو حتى الخيل عدا أهل الأحساء والقطيف والكويت، فإن ما يرسل من طرفهم إلى الأمير هو المال، ويقوم الأمير بأرسال ممثل عنه مرة كل عام لجمع المكوس أو الخراج من القبائل مع أن بعضها تقوم بإرسال رئيسها أو نائبه إلى الرياض من أجل ذلك، وعادة ما يقدم ألأمير عباءة “ بشت “ هدية منه إلى شيخ القبيلة أو نائبه. ويتم صنع هذه العباءات في الأحساء ويبلغ ثمن الواحدة عشرة إلى عشرين تومان، وتدفع منطقة الأحساء الجزية أحياناً بإرسالها هذه العباءات بدلاً من المبالغ النقدية.
قبيلة «السباع» تحرس الأمير
يضيف د . أمين “ في موسم الصيف تنتقل رئاسة هذه القبائل للرياض، ويبقى البعض منها في مناطق أخرى، وتحرس قبيلة “ السباع أو السبعة “ الأمير في الصيف، ولكنها تنتقل في الخريف والشتاء والربيع الى مراعي الكلا، وعلى طول الطريق الذي سلكته الى الرياض، وتصل حدود ترحالها وتنقلها إلى المنطقة الواقعة بين الزبير والجهره وشط العرب، ونستطيع أن نقول إن قبائل مطير تشترك في نفس الأشياء المذكورة، وتقضي قبائل السعدون (من العجمان ) وهي أرقى من القبائل الأخرى، بقضاء الصيف في السمان ونادراً ما تزور العاصمة ولكنها تتجه إلى السواحل. أما القبائل القاطنة على طريق الكويت فإنها تبدو لي مستقلة عن تلك التي تقطن الطريق المؤدي إلى الأحساء، وربما تختلف معها إذ يخبرني مرافقي من “السباع أو السبعة “ بأنه ربما يقتل إذا ما شوهد في أراضي القبائل القاطنه على طريق الأحساء، وتسمى أفراد القبائل نفسها بالبدو، وتعيش حياة الترحال وحتى إن هي قدمت ألى الرياض في الصيف، فإنها تقيم في خيام الشعر، وقد أخبرني دليلي “ من الصلايب “ بأنه على معرفة تامه بكل أجزاء نجد ، لكنه يجهل تلك المناطق التابعة للأحساء، لكنني وجدت بعد ذلك بأنه يعلم كل شيئ عن الأحساء ، ولكنها طبيعة في الصلايب فهم لايتحدثون بما يعلمون، اما الشئ الثالث الذي تعلمته اليوم هو ان بدو نجد جميعهم عدا السباع ومطيروعنيزه وشمر يقومون بتعليق قطعة قماش حمراء على مدخل الخيمة عند تطهير اولادهم “ الختان “ وهي عبارة عن دعوة للحضور لمن يشاء، وإستجابة لهذه الدعوة يرسل الأصدقاء الهدايا مثل الماعز وغيرها، وترتبط العنز بالطفل الذي يتم تطهيره ويتم دعوة كل من ارسل عنز او شاة للوليمة التي تقام بهذه المناسبة.
حفل «الختان» .. ذبح العنز في بيت الفقير
تذبح العنز او الشاة في منزل الرجل الفقير، ويحتفظ بها الغني تيمناً لطفله، ويستبدلها بأخرى من عنده لوجبة الغذاء المقدمه للضيوف، ويدعي عرب البادية بأنهم أول من استخدم القماش الأحمر كدليل على أن هناك حفل ختان في القبيلة، وبعد ذلك أخذها منهم الصلايب. أما الصلايب فإنهم يدعون عكس ذلك، ولكن يتفق الطرفان على أنها عادة مارسها العرب قبل الإسلام. اما الشيء الرابع الذي أخبرت عنه اليوم فهو أن مدن وقرى نجد يسكنها البدو الذين تركوا حياة البداوة إلى حياة الحضر، لكنهم لازالوا يحملون اسماء قبائلهم ألأصلية، ويدفعون الأتاوة لشيخ القبيلة ويرجعون إليه للحماية. وينطبق هذا القول مدينة العارضة والدواسر وقرى سدير كلها، اما المعلومة الخامسة فهي بأن نجد تتكون من العارضة والسدير والمحمل والخرج وقرى سدير كلها. أما المعلومة السادسة، فهي أن جبل شمر منطقة آمنة الآن وشيخها رشيد يدين إلى أمير الرياض، وهو نفسه الذي ساعد ألأمير عند عودته من مصر - مع أن الشيخ رشيد يدفع الزكاة لنجد، إلا أن شمر لا تعتبر جزءاً من نجد - لكنها تمتد من القصيم جنوباً الى ولاية الفرات شمالاً. أما المعلومة السابعة، فكانت أن العلاقة بين الأمير وعنيزة ليست جيدة رغم أنهم من نفس القبيلة، والمعلومة الثامنة هي أن أصحاب القوة الحقيقية في نجد سابقاً هم الدواسر، وهم من حاولوا استرجاع مجدهم ، وقد كان موقعنا في الليلة الماضيه في اطراف السمان ، ولكن اليوم الذي يصادف “ 26 فبراير “ وبعد مسير نصف ساعة من الزمن دخلنا منطقة أخرى تتسم بانبساط الأرض، وانخفاض التلال التدريجي، حتى تتحول إلى أكوام من الرمال، ولقد قطعنا ثماني ساعات في هذه المنطقة حتى وصلنا إلى نهاية السمان - هنا قابلتنا تلال رملية أخرى - وعلى مسافة خمسة أو ستة أميال مع امتداد على مدى البصر في اليمين والشمال، هذه التلال الرملية كانت بدايه لصحراء الدهناء.
رمال مثل أمواج البحر
يضيف د. أمين مواصلاً الحديث عن بيلي “ونحن في طريقنا بالأمس قابلنا منخفض أرضي في الصخور يكاد قطره يتجاوز 35 قدماً، وعمقه 20 قدماً، ولست أدري إن كان هذا منخفض طبيعي ، او من فعل انسان، لقد كان هذا المنخفض خالٍ من الماء، لقد صادفتنا بعض المشاكل الطارئة ونحن في الطريق، فلقد حاول رئيس القافلة وشيخ “ السباع “ شراء ناقة حلوب من البدو في الطريق، واكتشف ألأثنان ان البدو المقيمين في الطريق كانوا من وادي الدواسر وانهم “ اي البدو “ على علاقه سيئة بالسباع، فعاد كلا ألأثنين دون شراء الناقة ووجدنا شيخ السباع خائفاً من هذه المفاجئة لعلمه بأن قبيلته قد قتلت سبعين من وادي الدواسر في السنة الماضية، لقد تعلمت بأن هناك قبائل غير معترف بها من بعض القبائل العربية، والتي تعتقد بأن هذه القبائل تختلف معها في عدم وجود التركيب القبلي فيها، وفقدانها لرئيس القبيلة.
ولو عدنا لحديث اليوم سنجد ان الخلاف الحقيقي بين ألأمام وحكام مسقط هو في حجم الجزية، فإنه وبينما يطالب الأمام في نجد زيادة الزكاة من اثنتي عشرالف دولار إلى أربعين ألفاً، نجد مسقط تحاول أن تراوغ وترفض هذه المطالب مما يؤدي الى مواجهه عسكريه يقوم امام نجد من خلالها بأرسال ممثليه وقواته - المتقدمة في البريمي - وبالتهديد بدخول الأراضي التابعة لسلطة مسقط. أما المعلومات الأخرى فإنه قد ذكر لي أن هذه المنطقة “ نجد “ كانت تسيرها مجموعات متقاربة تشترك في بعض الأهداف والأمور السياسية، وذلك قبل تأسيس الدولة السعودية - كذلك معلومات من الحجاج فقد كان هؤلاءالحجاج يدفعون الضرائب لرؤساء القبائل في نجد من اجل تسهيل سفرهم عبر اراضيهم الى الحجاز، اما ألآن فأن الواحد منهم يقوم بدفع أثنين وسبعين دولاراً الى امير نجد ، عشرون منها الى شريف مكة واثنتا عشر أخرى توزع على رؤوساء القبائل، والباقي لأمير نجد، وقد حصلت على ارقام تقديرية لعدد الحجاج كل عام وهي كما يلي:
عن طريق البصرة 18,000، عن طريق الكويت 2,000 ، عن طريق ألأحساء 30,000 ، عن طريق الشام والشمال 150,000 ، ولكن اعتقد بأنه مع تطور السفن البخاريه سوف يتنازل هذا العدد إلى أقل من ذلك ، ومع ذلك سوف يبقى دخل الأمير من المصادر ألأخرى دون تغير ومثال لهذا الدخل، الزكاة المقدمة من البدو بصورة عامه 114,000 دولار، الزكاة المقدمة من القصيم 70,000 دولار ، الزكاة المقدمة من وشدة 12,000 دولار ، الزكاة المقدمة من سدير 70,000 دولار ، الزكاة المقدمة من العارضة 50,000 دولار ، الزكاة المقدمه من اليمامة ، الخرج وحريك 30,000 دولار ، الزكاة المقدمة من الحوطه 20,000 دولار ،الزكاة المقدمة من الأفلاج 7,000 دولار ، الزكاة المقدمة من السليل 7,000 دولار ، الزكاة المقدمة من وادي الدواسر 16,000 دولار ، الزكاة المقدمة من الأحساء 270,000 دولار، الزكاة المقدمة من القطيف 130,000 دولار، الزكاة المقدمة من العقير 4,000 دولار، ومن مقاطعة تقع بين عارضة وهزمر والقرينية 6,000 دولار والمجموع الكلي 806,000 دولار.
لكن في الوقت الحالي لا يوجد إحصاء سكاني للجزيرة العربية، أما الموالي لدى أمير نجد فإن آخرهم كان محبوب والذي تم عتقه وزوجته الأمير من امرأة جاء بها ألأمير فيصل من مصر وهي من اصل جورجي، ولاتوجد جواري في نجد، ولكن يسمح للرجل في نجد بالزواج من اربع اوتطليق احداهن متى شاء، ويحافظ العرب على النسل والدم ويمنع منعا ً باتاً زواج أبن الحبشية من عربية أصيلة، ولكن تمارس هذه العاده على سواحل الجزيرة دون قيد أو شرط ويسمح لابن الحبشية بالزواج من عربية، والعكس صحيح. وتطبق تعاليم القرآن الكريم في الأرض ولذا لا يستطيع الرجل التصرف في اكثر من نصف امواله أثناء حياته، ويسمح رجال الدين بثلث الأموال، وترث المرأة التي لا أولاد لها الربع، أما تلك التي لديها أولاد فإن نصيبها الثمن وما يتبقى لأولادها.