دشنت وزارة الصحة أمس، بحضور وكيل الوزارة د.عائشة بوعنق، مشروع إدارة ومراقبة الأجهزة الطبية، ويسعى هذا المشروع الطموح لتكامل العديد من الإجراءات ذات العلاقة بالأجهزة الطبية، مع صيانة الأجهزة والمعدات التي تحتاجها تلك الأجهزة، إذ سيؤدي هذا المشروع الرائد مع اكتمال مرحله الثلاثة إلى تحسين الجودة الشاملة للخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد، حيث انطلق بداية 2015 بتصميم «حل» معاصر يعتمد على آليات الهندسة الطبية الحيوية المطبقة في جميع المرافق الصحية العامة التي تلبي احتياجات المهندسين والمقاولين المشاركين في تشغيل، وإدارة، وصيانة، ووضع معايير تسيير عمليات جميع الأجهزة الطبية.ويتوزع المشروع، قبل الوصول إلى صورته النهائية، على ثلاث مراحل مركزية، تبدأ الأولى منها بتشغيل «الحل» في وحدة العناية المركزة والصيدلية في المبنى الجديد داخل مجمع السلمانية الطبي، الأمر الذي من شأنه إتاحة المجال لنمذجة قنوات مراقبة وتقويم الحل النهائي بإشراف موظفي المستشفى وإدارة وزارة الصحة. ويبدأ العمل بمراجعة السياسات والإجراءات لتحقيق الاستفادة القصوى من القدرات الجديدة التي ستوفرها هذه المرحلة. كما سيتم الاستعانة بإجراءات إضافية لضمان قياس تكلفة الإجراءات الحالية ومستوى التحسن في الرعاية، والأمن، وأداء المعدات، إضافة إلى تقدير حجم التوفير في الكلفة عند التشغيل بعد اكتمال مراحله الثلاث.وأثنت وزيرة الصحة فائقة الصالح على المشروع، لافتةً إلى أن تدشين «الحل» يعكس حرص الحكومة على تطوير إجراءاتها الصحية لضمان أفضل الخدمات التي يتلقاها المواطنون. وتابعت: «ويتم ذلك من خلال تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية متكاملة متمثلة في الحد من تكاليف العمليات الإدارية الروتينية اليومية، ورفع كفاءة الأداء، مع تحسين نوعية الخدمات في جميع مرافق الرعاية الصحية، بالإضافة إلى قدرة «الحل» على توفير التكامل المطلوب بين الإجراءات المعمول بها حالياً في الأنظمة القائمة المستخدمة، من خلال نظام جديد ومتكامل يعتمد على منصة إلكترونية متطورة. وقالت د.بوعنق إن إطلاق هذا النظام سيعود بالعديد من الفوائد على المريض، لافتةً إلى أنه بمجرد اكتمال هذا النظام، سوف يتلقى المرضى في مجمع السلمانية الطبي خدمات صحية أفضل وأسرع، مع الحفاظ على ضرورة تحسين أوقات الاستجابة لاحتياجات المريض من مختلف الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى تحديد أقرب مكان للخدمة المتاحة لمعالجة المريض، سواء بتوفير الدواء أو بالقدرة على تشخيص المرض، مؤكدةً أن كل ذلك سيتم مع قدرة إدارة المستشفى على متابعة الإجراءات الإدارية بشكل أسرع وأكثر دقة.وتبدأ المرحلة الثانية للمشروع، في وقت لاحق من هذا العام، حيث تشمل بناء شبكة لاسلكية جديدة لجميع وحدات مجمع السلمانية الطبي، بما في ذلك وحدة الطوارئ التي تُعد واحدة من أهم الوحدات التي تقدم الخدمات للمواطنين، والتي ستتيح لجميع الموظفين الوصول لبيانات المريض بشكل أسرع، مما يفسح المجال لتقليل فترة الاستجابة لرعاية كل مريض. بينما تركز المرحلة النهائية للمشروع على سلامة المرضى، وأمن الموظفين وحفظ مواقع الأجهزة، وسيتم نشر أنظمة مثبتة داخل وحدة العناية المركزة الجديدة والصيدلية، وفي جميع أنحاء المجمع.ومن الضرورة بمكان إبراز الأهداف الرئيسة للمشروع، متمثلة في إعادة رسم مرافق الرعاية الصحية التي تديرها الوزارة، وتحديد كل جهاز طبي باستخدام نظام قارئ الشفرات (الباركود)، أو تقنية استخدام الموجات القصيرة للتعرف على الهوية (RFID) أو تقنية تحديد المكان. وحرصا منها على حث الخطى لإنجاز المشروع، لم تتردد وكيل وزارة الصحة بتسجيل الأجهزة المستخدمة في مجمع السلمانية الطبي عن طريق النظام الحديث، ونتيجة لذلك أصبح بالإمكان رؤية مواقع المعدات على المخططات الجديدة وتتبعها على الفور، حتى في حال تنقلها داخل المجمع الطبي. ويقتضي ذلك تسجيل معلومات جميع الأجهزة في أنحاء المملكة وتخزينها من أجل تأمين سلامتها، وتسهيل القدرة على معالجة بياناتها. وتتراوح الفترة الزمنية المقدرة لاستكمال المراحل كافة ما بين 4 إلى 5 أشهر.يذكر أن نظام «الحل» سيتولى إدارة الصيانة لما يربو على 100 ألف جهاز في مرافق الوزارة بجميع أنحاء المملكة، مع ضمان جودة خدماتها، وتتولى شركة أزمث (Azimuth) تنفيذ المشروع، وهي شركة بحرينية متخصصة في تصميم نظم إدارة الأصول باستخدام التقنيات المتطورة لتمكين إدارة ومراقبة الأجهزة والموظفين لمساعدة الشركات والمؤسسات على زيادة الكفاءة والأداء. وتمتلك أزمث علاقات شراكة استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية الأمريكية والفنلندية، والهندية التي طورت التقنيات التي تضمن جودة الأداء. ونجحت أزمث في تنفيذ حلول تقنية لمشروعات مماثلة في قطاع الخدمات الصحية، في دول عربية خليجية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتطمح أزمث لتوسيع نطاق خدماتها كي تشمل دولا خليجية وعربية أخرى مثل قطر وسلطنة عمان، ولبنان.هذا ويعد مجمع السلمانية الطبي أكبر المستشفيات في المملكة من حيث عدد المرضى الذين يرتادونه، ناهيك عن عدد التخصصات الطبية التي يشملها، وعدد الأسرّة المخصصة للمرضى، وهو المستشفى الجامعي لطلبة كلية الطب في جامعة الخليج العربي حيث يتلقون التدريب المهني.