أكد وزير شؤون الإعلام عيسى الحمادي، أن الأسرة الأدبية والصحافية البحرينية والحركة الثقافية والإعلامية الخليجية والعربية، فقدت برحيل خالد البسام رائداً من رواد الفكر والإبداع وقامة شامخة في مجال الكتابة والتأليف الروائي والقصصي، وأحد حملة مشاعل التنوير ممن كرسوا حياتهم لنشر القيم الوطنية والإنسانية الراقية.
وقال الحمادي في تأبين الكاتب الصحافي الراحل خالد البسام بدعم وزارة شؤون الإعلام وتحت رعاية مؤسسة الأيام للنشر، إن البسام رحل بجسده وارتقت روحه الطاهرة إلى السماء، إلا أن أعماله ومؤلفاته بقيت خالدة وشاهدة على عظمة عطائه الفكري والأدبي، وإسهاماته الرائدة في النهوض بالوطن والدفاع عن قضاياه وتدعيم منجزاته الحضارية والثقافية والأدبية والإعلامية.
وأضاف أن كتابات الراحل أسهمت في تطور الصحافة البحرينية والخليجية منذ عام 1981، وأثرت المكتبة العربية في مجالات الثقافة والآداب والكتب التاريخية، فاستحق ثقة وتقدير واحترام الأوساط الثقافية والإعلامية، والفوز بالمركز الأول في استفتاء كتاب الأعمدة المفضلين في الصحافة المحلية عام 1999، وجائزة مجلس التعاون الخليجي في الإبداع أكتوبر 2015، وحصول كتابيه «خليج الحكايات» و»صدمة الاحتكاك» على شهادة أكثر الكتب انتشاراً في بريطانيا، وغيرها من شهادات التكريم.
وأردف «ترجل أحد فرسان الكلمة الصادقة والأخلاق العالية تاركاً خلفه مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز والإبداع في حب الوطن والنهوض بالإنتاج الثقافي والأدبي، ومثالاً رفيعاً في روح التسامح والإنسانية، ورصيداً كبيراً من الحب والتقدير في قلب كل إنسان تعامل معه وفي وجدان كل مثقف وصحافي بحريني وخليجي وعربي».
ودعا الحمادي، المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
من جانبها قالت عائلة البسام، إنه رحل بهدوء كما عاش ولم يرتووا من أحاديثه وكتاباته التي كان يبتعد فيها عن كل القضايا المثيرة للفرقة والطائفية، وكان دائماً يحاول رسم البسمة والفرح في قلوب الناس، متحدياً كل الأوضاع المحلية والعالمية المدمية للقلوب.
وأضافت «رغم تكريمه في مناسبات كثيرة، إلا أنه لم يكن يحب البروتوكولات ويعتذر دوماً عن حضور الحفلات، وكان آخرها تكريمه في الدوحة بجائزة مجلس التعاون ككاتب من ضمن 3 مبدعين، وكان دائماً يقول إن حب الناس ومتابعتهم لكتبي هو أكبر تكريم».
بدوره تقدم رئيس تحرير صحيفة الأيام عيسى الشايجي، بالشكر للحضور وعائلة البسام وإبراهيم بشمي المشرف على إعداد الحفل وتنظيمه، وقال «من دواعي الشرف لصحيفة الأيام أن يكون الفقيد الزميل الكاتب خالد البسام أحد مؤسسي الصحيفة، حيث كان للفقيد بما يتحلى به من قدرات مميزة في الصحافة مساهمات كبيرة في الانطلاقة الأولى للصحيفة عام 1989».
وأكد الشايجي أن الفقيد بعث التفاؤل بمستقبل الصحيفة بروحه الجميلة وقلمه الرشيق وأفكاره النيرة، قبل أن يتابع «ما بين الفقيد والقلم علاقة حب ودفء، فهو لم يستسغ قيود الوظيفة الروتينية، بل كان دائماً يحلق عالياً بأفكاره في مساحات شاسعة، شأنه شأن كل المبدعين».
وقال إن البسام كان قارئاً متعمقاً لما بين السطور، وكاتباً صحافياً مميزاً في أسلوبه وأفكاره، وكان مؤرخاً يعرف كيف يقتنص معلومة قيمة تهم الناس، وبفقدانه فقدت الأيام والبحرين أحد أهم كتابها المميزين وحظي بالمتابعة الكبيرة من القراء.
فيما أكد رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى أمين، أن الكاتب الحقيقي لا يموت، لافتاً إلى أن البسام منح قراءه الإحساس بالإنسانية ورفعهم من مستوى الأرض، وأعاد تشكيل الحياة بقلمه.
وقال إن أمثال الراحل لا يموتون، مستشهداً بالتاريخ العربي والإسلامي في هذا الشأن، لأن أمثاله من يشكلون المشهد الثقافي.
وتقدم رئيس أسرة الأدباء والكتاب إبراهيم بوهندي بالنيابة عن أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب محمد سلماوي، بأحر التعازي لعائلة الفقيد وكل أهله وأصدقائه.
وقال إن أسرة الأدباء والكتاب يشرفها أن يقترن اسم الفقيد بأسماء لها حضور لافت في كيان البحرين الأدبي العريق، وأن يذكر له إسهاماته ضمن مسيرة الإبداع الخالدة في المشهد الأدبي والثقافي للبحرين.
وأكد رئيس جمعية الصحافيين ورئيس تحرير صحيفة البلاد مؤنس المردي، أن الأمسية تهدف للتعبير عن العرفان والوفاء للكاتب الراحل، لافتاً إلى أن رحيله أحدث صدمه في قلوب محبيه، إلا أن العزاء كان في مشاعر الحب الفياضة والصادقة التي تجسدت في اللقاء.
وأضاف أن الفقيد ترك إرثاً أدبياً وصحافياً ثرياً، يظل محفوراً في الذاكرة ومصدر فخر ومرجع مهم، حيث كان الراحل أهم أحد رجالات الصحافة البحرينية والخليجية بأعماله الرائدة وأدبه الرفيع وأخلاقه العالية، ورحيله ترك خسارة كبيرة في الأوساط الصحافية والثقافية والأدبية.
واستذكر الكاتب إبراهيم بشمي صفات الراحل، مؤكداً أنه كان شخصاً رهيف الإحساس هادئاً يرسم البسمة وقليل الكلمات، وكانت الكتب كنزه الثمين، فاستطاع أن يستنطق الأوراق بأسلوب رشيق وسهل ممتنع، وأن يعيد الذكريات ويستعيد بعض التواريخ ليعيد تخليق الحوادث وإعادة الثقة والحماس لقراءة التاريخ.
وبدأ التأبين بالوقوف دقيقة صمت على روح المغفور له وآيات من القرآن الكريم، وعرض فيلم قصير عن الكاتب الراحل، يسرد سيرته الصحافية والأدبية وإسهاماته في التاريخ البحريني والخليجي.
شارك في التأبين جمعية الصحافيين وأسرة الأدباء والكتاب وجمعية آثار وتاريخ البحرين، وجمعية الثقافة بالخبر، والشاعر علي الشرقاوي، ونخبة من المثقفين والأدباء ورجال الصحافة والسياسة والإعلام يقتدمهم مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر.
970x90
970x90