طهران - (وكالات): دان المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي أمس ولأول مرة الهجوم الذي استهدف في 2 يناير الحالي السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وقال خامنئي «مثلما حدث في الهجوم على السفارة البريطانية قبله، كان هذا الهجوم ضد البلاد وضد الإسلام». فيما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن رفع العقوبات عن إيران بعد اتفاقها النووي مع القوى العالمية سيكون تطوراً مضراً إذا استخدمت طهران الدخل الإضافي لتمويل «أنشطة شريرة».وعلى إثر إحراق سفارتها في طهران قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لتحذو حذوها عدة دول باتخاذ تدابير ضد طهران. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أسرع في إدانة الهجوم على سفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد واعتبرهما «غير مبررين على الإطلاق». ودعا إلى الإسراع في محاكمة المتهمين بالتورط فيهما. وتشير معلومات أوردتها الصحف المحلية إلى توقيف 140 شخصاً في إطار القضية. كما أثار الهجومان على السفارة والقنصلية السعوديتين إدانات دولية خاصة من مجلس الأمن الدولي. ويأتي موقف خامنئي في وقت تسعى فيه إيران إلى الخروج من عزلتها خاصة في ضوء الاتفاق حول الملف النووي الذي دخل حيز التنفيذ السبت الماضي وأدى إلى رفع قسم كبير من العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني. من جهة أخرى، تطرق خامنئي للمرة الأولى إلى عملية احتجاز 10 بحارة أمريكيين من قبل بحرية الحرس الثوري الإيراني، بعدما دخلوا المياه الإقليمية. وقال خامنئي إن «هذه الخطوة التي قام بها شبابنا (...) ضد عدوانية الأعداء في مياهنا، أظهرت القوة». وأضاف «لم تتسن لي الفرصة لشكرهم، أنا أشكرهم، كانت خطوتهم صائبة». والبحارة العشرة، 9 رجال وسيدة، بقوا موقوفين أقل من 24 ساعة بعد اعتراض زورقين حربيين سريعين كانوا على متنهما قبالة جزيرة فارسي شمال الخليج، وأفرج عنهم بعد أقل من 24 ساعة من توقيفهم.من جهة أخرى، قال خامنئي، في رسالة وجهها للرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه يجب التأكيد على أن إيران «دفعت تكاليف باهظة» في الاتفاق النووي مع القوى العالمية، محذراً في الوقت نفسه، من «نقض أمريكا لعهودها»، على حد تعبيره.ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية، فقد أعرب خامنئي في رسالته عن «ارتياحه لما أثمر عنه صمود الشعب الإيراني بوجه الحظر الجائر الذي فرض عليه، وتراجع الأطراف الأخرى أمام جهود العلماء النوويين والفريق النووي المفاوض»، داعياً إلى «عدم الغفلة عن خدع أمريكا».ويقول مراقبون إن تصريحات خامنئي حول التكاليف الباهظة التي دفعتها إيران في هذا الاتفاق تتمثل في تقديمها تنازلات كبرى مقابل دفع مئات المليارات على الاتفاق النووي، حيث التزمت طهران بتجميد قدراتها لتخصيب اليورانيوم والخضوع لمراقبة أنشطة التخصيب النووي لمدة 10 سنوات قادمة.كما أنها تخلصت من مخزون اليورانيوم المخصب حيث نقلته إلى روسيا ودول أخرى، بينما التزمت إيران بموقع تخصيب وحيد وبنسبة محدود جداً.من جهة أخرى استمرت العقوبات الأمريكية الخاصة باتهام إيران بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان وبرنامج طهران الصاروخي، مما حدا بالمرشد أن يجدد التأكيد على عدم ثقته بالأمريكيين.وحسب الاتفاق، ستخضع طهران لعمليات تفتيش خاصة بإمدادات اليورانيوم لمدة 25 عاماً، كما أنها منعت من تخصيب اليورانيوم فوق معدل 3.67% لمدة 15 عاماً.ومن التنازلات الأخرى قيام إيران بتخفيض مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب من 10 آلاف كيلوغرام إلى 300 كيلوغرام والالتزام بعدم بناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاماً.من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن رفع العقوبات عن إيران بعد اتفاقها النووي مع القوى العالمية سيكون تطوراً مضراً إذا استخدمت طهران الدخل الإضافي لتمويل «أنشطة شريرة».ولدى سؤاله في مقابلة حصرية مع «رويترز» عما إذا كانت السعودية بحثت السعي لامتلاك قنبلة نووية في حالة تمكن إيران من الحصول على واحدة على الرغم من الاتفاق قال إن الرياض ستقوم بكل ما ينبغي القيام به «لحماية شعبنا وبلدنا». وأضاف «لا أعتقد أن من المنطقي التوقع بأننا سنناقش هذا الأمر علناً ولا أعتقد أن من المعقول توقع إجابة مني على سؤال كهذا بطريقة أو بأخرى».وقال الجبير إن دعم إيران للفصائل الشيعية المسلحة في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط هو المصدر الرئيسي للحقد الطائفي.
970x90
970x90