أكد وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف د. فريد المفتاح أن البحرين تعتبر نموذجاً للتنوع الحضاري والديني والثقافي وأنها قطعت أشواطاً في مجال حقوق الأقليات الدينية.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد البحرين في مؤتمر «حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية.. الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة»، والذي انعقد الإثنين الماضي بمدينة مراكش المغربية تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس وبتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية.
وأضاف المفتاح: أن «ما يحدث في عالم اليوم من فتن واعتداءات على الأنفس والمقدسات وتدمير للحضارة والتراث والاقتصاد مرده إلى الفهم السقيم للدين وتأويل نصوصه بما يخدم أهداف فئوية وطائفية ومذهبية وعرقية».
وقال «لا شك أن التطرف الفكري الذي ينطلق من هذه القواعد الفاسدة، والذي يغرق البشرية اليوم في بحار الدماء ما هو إلا ولادة طبيعية للتعصب وكراهية الآخر بل ومحاولة إلغائه وليس إقصائه فقط، وهذا بلا شك يناقض قانون الكون الذي انتظمت به حياة المخلوقات عامةً والبشرية خاصةً منذ ولد آدم وحتى يومنا هذا».
وأكد أن الله تعالى خلق الناس وجعلهم مختلفين متنوعين وعلى كل واحد منهم قبول الآخر والتعايش معه على ما هو عليه، حيث قال سبحانه: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم».
وأكد المفتاح أن المسؤولية العظمى تقع على عاتق الحكماء والعقلاء والعلماء والدعاة والمفكرين كذلك من اتباع كل دين وثقافة أن يعملوا على إشاعة ثقافة العيش المشترك مع الآخر والاحترام المتبادل، لكي يجنبوا البشرية ويلات الحروب الطاحنة التي تحرق الأخضر واليابس.
وأشاد المفتاح بمبادرة رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية الشيخ عبدالله بن بيه، باتخاذ صحيفة المدينة دستوراً ينظم العلاقة بين الناس على تنوعهم سواء كانوا أقلية أم أكثرية.
وقال: إن «تبني المؤتمر لاعتماد هذه المبادرة يعد خطوة هامة على طريق تصحيح مسار العلاقات بين المسلمين وغيرهم»، مؤكداً الدور الرائد الذي قامت به البحرين في هذا الاتجاه منذ العام 2002، بعقد مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي برعاية ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إلى جانب مؤتمر حوار الحضارات والثقافات والذي انعقد في الفترة من 5 وحتى 7 مايو 2014 تحت شعار «الحضارات في خدمة الإنسانية»، والذي نوه فيه الحضور والمشاركين في المؤتمر بمبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.
ولفتوا إلى أنها تسهم في بناء تحالف حضاري تتلاقى فيه الإنسانية في منظومة القيم المشتركة، وتواجه به آفات التعصب والكراهية والتطرف والإرهاب، معبرين عن أملهم في أن يستمر العالم في بناء علاقات إنسانية متوازنة ترتكز في جوهرها على الإنسان ذاتٍ وقيمةً لا في فرديته فحسب، وإنما كذلك في انتمائه إلى الوطن والأمة والعالم.
يذكر أن مؤتمر «حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية» يهدف إلى ضمان حقوق الأقليات الدينية لا سيما الحق في ممارسة حرية الشعائر، وهو فرصة للتأكيد على أن انتهاك حقوق تلك الأقليات يتعارض تماماً مع روح السلم والاعتدال والعيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.
وانعقد المؤتمر بمشاركة أكثر من 300 عالمٍ ومفتٍ من دول العالم وممثلي الأقليات غير المسلمة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وممثلي الهيئات المدنية الناشطة في مجال حوار الأديان إلى جانب مشاركة عدد من الشخصيات الرسمية والسياسية.