لندن - (رويترز): ذكرت مصادر قريبة من التحقيقات في سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء بمصر أن هناك اشتباهاً بأن فنياً بشركة «مصر للطيران» هو الذي زرع قنبلة على طائرة الركاب.
وقالت المصادر - التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها لحساسية الأمر - إن الفني ألقي القبض عليه وإن له قريباً انضم لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا.
كما كشفت أنه تم أيضاً القبض على اثنين من شرطة المطار وعامل ممن يتعاملون مع أمتعة الركاب يشتبه في أنهم ساعدوه على وضع القنبلة على الطائرة.
ونفى مسؤول أمني كبير بمصر للطيران احتجاز أي من العاملين بالشركة أو الاشتباه بأي منهم، وهو ما أكده مسؤول بوزارة الداخلية. وسقطت الطائرة، وهي من طراز «إيرباص 321»، وسط شبه جزيرة سيناء، معقل الفرع المصري لتنظيم الدولة الذي يطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء» ويخوض حرباً شرسة ضد قوات الأمن المصري.
وخلف الحادث الذي وقع يوم 31 أكتوبر الماضي مقتل 224 شخصاً هم مجموع ركاب الطائرة وأعضاء طاقمها.
وكان تنظيم الدولة قد أعلن أنه «وجد طريقة لتحقيق اختراق أمني» في مطار شرم الشيخ سمح له بتهريب قنبلة داخل الطائرة الروسية في علبة مياه غازية معدنية.
من جانبه، نفى اللواء عادل محجوب، رئيس الشركة المصرية للمطارات، التي تتولى إدارة المطارات الإقليمية، ما تداولته وسائل إعلام روسية، بتورط أحد العاملين بمطار شرم الشيخ، في حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء أواخر أكتوبر الماضي.
وأضاف محجوب «الراوية هي الرابعة التي تخرج عن مسؤولين روس، بخصوص أسباب سقوط الطائرة، وجميعها مختلف عن الآخر»، مشيراً إلى أن «الجهات الروسية لم تمد حتى الآن لجنة التحقيق في الحادث بالمعلومات المتوفرة لديها حتى يتم ضمها لملف التحقيقات، حتى تظهر نتائج التحقيقات سريعاً»، كما ورد في صحيفة «الوطن» المصرية.
وأكد رئيس الشركة المصرية للمطارات أن لجنة التحقيق في الحادث تضم محققين من روسيا، مشيراً إلى أنه لا يجب استباق نتائج لجنة التحقيق من أي جهة، وعلى من يمتلك معلومات بهذا الخصوص إمداد اللجنة بها.
وتؤكد مصر أنها لم تعثر على دليل يثبت أن طائرة «مترو جيت» التي سقطت في سيناء عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ قد تحطمت بسبب عمل إرهابي. ولقي كل من كان على الطائرة وعددهم 224 شخصاً حتفهم في الواقعة.
وقال أحد المصادر «بعد أن علم «داعش» أن أحد عناصرها له قريب يعمل بالمطار سلمت قنبلة في حقيبة يد لذلك الشخص». وتابع «قيل له ألا يسأل أي سؤال وأن يضع القنبلة على الطائرة». وأضاف أن قريب المشتبه به انضم لـ «داعش» في سوريا منذ عام ونصف العام.
وعن المشتبه بهم الآخرين قال مصدر آخر «يشتبه في أن شرطيين غضا الطرف عن العملية عند نقطة عبور أمني، لكن يحتمل أنهما كانا متقاعسين فقط عن أداء عملهما كما ينبغي». وقالت المصادر إنه لم يتم تقديم أي من الأربعة للمحاكمة حتى الآن.
وتخوض «ولاية سيناء» الموالية لـ «داعش» تمرداً في أجزاء من سيناء وإن كان معظمها بعيداً عن المنتجعات السياحية المطلة على البحر الأحمر.
وتتحدث روسيا ودول غربية منذ فترة عن اعتقادها بأن الطائرة سقطت نتيجة انفجار قنبلة على متنها. إلا أن مصر تقول إنه ما من دليل على أن الطائرة سقطت بفعل فاعل. وقال المسؤول الأمني الكبير في شركة مصر للطيران «لم يتم إلقاء القبض على أي من العاملين في شركة مصر للطيران في مطار شرم الشيخ أو أي من العاملين في أمن المطار. السلطات لا تشتبه بأحد منهم في الحادث».
وأضاف «قطاع الأمن الوطني في وزارة الداخلية المسؤول عن أمن الدولة فحص جميع العاملين في مطار شرم الشيخ وقت الحادث دون أن يتوصل إلى دليل عن تورط أي منهم وفحص أيضاً أقارب جميع العاملين ولم يتوصل إلى صلة لأي منهم بالمتطرفين».
وتابع قائلاً «أي موظف يثبت أنه متعاطف مع المتطرفين في أي مطار يتم استبعاده من العمل داخله».
وقال مصدر بوزارة الداخلية إنه لم يتم إلقاء القبض على أحد فيما يتصل بالواقعة. وأضاف «ننتظر نتائج التحقيق».
وكانت مجلة «دابق» التي تبثها «داعش» على الإنترنت قد نشرت صورة لعبوة «شويبس جولد» قالت إنها استخدمت في صنع قنبلة بدائية هي التي أسقطت الطائرة الروسية.
وظهرت في الصورة ذات الخلفية الزرقاء عبوة المياه الغازية المعدنية وما بدا أنه جهاز تفجير وأداة تشغيل وهي 3 مكونات بسيطة تثير في العادة قلق المسؤولين عن سلامة الطائرات في أنحاء العالم.