باريس - (العربية نت): أنهى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز زيارته إلى باريس بعد سلسلة اجتماعات مع الجانب الفرنسي، كان من بينها اجتماعه بالرئيس فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه، وبحضور عدد من الوزراء لكلا البلدين وناقشا ملفات هامة، بينها الأزمة السورية وعودة الشرعية في اليمن والسلام في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب. وعقب الجلسة، منح الرئيس الفرنسي ولي العهد وسام جوقة الشرف الوطني - أرفع الأوسمة الوطنية في فرنسا - لجهوده الكبيرة في المنطقة والعالم في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب. وكان ولي العهد السعودي أجرى مباحثات مع وزير الدفاع الفرنسي، جان أيف لودريان، تـناولت أوجه التعاون الأمني والعسكري، ومحاربة الإرهاب، وناقش معه الهدنة في سوريا وتكثيف التدريبات العسكرية، وسير عمليات التحالف العربي في اليمن. كما استقبل وزيري الداخلية برنار كازنوف والخارجية جان مارك ايرولت والذي التقى في مقر الخارجية الفرنسية بنظيره السعودي عادل الجبير وتباحثا في ملفات سياسية عديدة. وكرر الوزير الفرنسي دعم بلاده للسعودية في عمليتها لإعادة الشرعية إلى اليمن، مؤكداً على ضرورة القرار الدولي رقم 2216.
وتكتسب العلاقات السعودية الفرنسية أهمية كبرى في ظل متغيرات متسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تعتبر فرنسا الحليف الأوروبي الأهم للسعودية. كما تعول باريس على السعودية لمساعدتها في إطلاق مبادرتها الرامية لإعادة إطلاق مسار السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، باعتبار أن الرياض هي صاحبة «المبادرة العربية» التي تبنتها قمة بيروت العربية في عام 2002، كما ستتم مناقشة أولويات الاجتماع الثالث للجنة الثنائية المشتركة بين البلدين المقرر انعقاده في 3 أبريل المقبل في باريس، برئاسة ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. ويتجاوز حجم التبادل التجاري بين السعودية وفرنسا سنوياً أكثر من 10 مليارات يورو. وهذه الشراكة انتقلت لعهد جديد بعد إنشاء اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها خلال زيارة هولاند إلى الرياض في مايو الماضي، وبعد اجتماع اللجنة التنسيقية الدائمة السعودية الفرنسية في باريس أثناء زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العام الماضي، وتم الإعلان عن إبرام عدة اتفاقيات ومذكرات تتعلق بالجانب النووي، وجانب بناء الطاقة شملت دراسة جدوى إطلاق مفاعلين نوويين في السعودية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات إدارة النفايات المشعة، واتفاقيات تهتم بزيادة الصادرات وأحجام الاستثمار وتدفق الأموال بين البلدين، منها تسليم عشرات طائرات الركاب المدنية للسعودية.
وسبق ذلك أن ناقش ولي العهد الأمير محمد بن نايف، مع رئيس الوزراء الفرنسي، مانوييل فالس، في مقر الحكومة الفرنسية، عدة مواضيع هامة في اجتماع «غداء عمل»، منها الحرب على الإرهاب بحضور كبار المسؤولين عن الأمن.