عواصم - (وكالات): يستعد جيش الرئيس بشار الأسد لدخول مدينة تدمر الأثرية وسط البلاد بعدما بات على مشارفها وسط معارك عنيفة مع تنظيم الدولة «داعش»، في وقت تتواصل المحادثات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف في ختام جولة المفاوضات الراهنة، فيما تنشط قوات خاصة روسية على الأراضي السورية لمساعدة الطيران الروسي على تحديد اهداف الضربات التي تشن منذ 30 سبتمبر لدعم نظام دمشق ضد المجموعات «الإرهابية»، حسبما أعلن قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال الكسندر دفورنيكوف. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في 14 مارس بشكل مفاجىء أن مهمة قواته المسلحة في سوريا قد «انجزت بشكل عام» وامر بسحب القسم الاكبر من الكتيبة الروسية. وابقت روسيا مع ذلك على منشآت وعناصر في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق في 27 فبراير ولمواصلة ضرب «اهداف ارهابية» في سوريا. ووصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو أمس للاطلاع على مدى استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث مسألة مستقبل الرئيس بشار الاسد، ابرز نقاط الخلاف الجوهرية بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما.
ميدانيا، بات الجيش السوري على بعد 800 متر من مدينة تدمر الاثرية إثر هجوم بدأه النظام بغطاء جوي في 7 مارس الحالي.
وقال مصدر أمني سوري «بات الجيش يبعد 800 متر عن مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما تمكن من طرد التنظيم من منطقة المثلث والسيطرة عليها، وستبدأ بعد ذلك معركة تحرير المدينة».
ومنطقة المثلث عبارة عن «نقطة التقاء عدد من الطرق المؤدية من تدمر الى حمص شرقا ودمشق جنوب شرق البلاد».
واثار سقوط تدمر قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها الى الفي عام ويطلق عليها لقب «لؤلؤة الصحراء»، خاصة ان للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع أخرى سيطر عليها في العراق.
وتزامناً مع تلك التطورات الميدانية، يواصل المشاركون في جنيف اجتماعتهم في ختام جولة المفاوضات الراهنة برعاية الامم المتحدة. والتقى الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا عدداً من اعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات. وافاد المكتب الاعلامي للهيئة بان اجتماعا رسميا للوفد مع دي ميستورا مقرر اليوم.
وشملت لقاءات دي ميستورا وفدا من المعارضة القريبة من موسكو وممثلين من مؤتمر القاهرة بالاضافة الى وفد من معارضة الداخل المقبولة من النظام. واستهل دي ميستورا اجتماعاته بلقاء مع الوفد الحكومي السوري. واعلن بشار الجعفري، رئيس الوفد ومندوب سوريا لدى الامم المتحدة اثره انه تسلم من دي ميستورا «ورقة لدراستها وتحديد موقفنا منها بعد عودتنا الى دمشق» مضيفا «سنجيب عليها في بداية الجولة المقبلة». واكد الجعفري «اقتربنا الى حد ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائما في الجولة الاولى (...) من ناحية الشكل وليس الجوهر». وأقر بأنه «لا قراءة واحدة لمسألة الانتقال السياسي» مضيفاً «نحن فهمنا شيئاً والطرف الآخر فهمه شيئاً وربما لدى دي ميستورا حل وسط». وفي مسعى للاطلاع على مدى استعداد روسيا البحث في مسألة بقاء الأسد في السلطة، وصل كيري إلى موسكو للقاء بوتين ونظيره سيرغي لافروف. وقال مسؤول أمريكي كبير «ما نتطلع إليه منذ فترة طويلة هو معرفة كيف سيتم الانتقال من حكم الأسد».
وقال المسؤول في الخارجية الأمريكية «من الجانب الروسي، شخص واحد هو صاحب القرار وعليك أن تكون في الغرفة معه لتقييم الاحتمالات» في إشارة إلى بوتين.
وتطبيقاً للقرارات الدولية، أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة السورية أعطت الضوء الأخضر لإدخال قوافل مساعدات جديدة إلى مناطق محاصرة في البلاد، باستثناء مدينتي دوما وداريا اللتين تعدان من أبرز معاقل الفصائل المقاتلة والإسلامية المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.