عواصم - (وكالات): واصلت بلجيكا حملتها «لتفكيك» الشبكة المتطرفة المتشعبة التي نفذت اعتداءات بروكسل وباريس الدامية. وقال مدعون اتحاديون بلجيكيون إنهم وجهوا اتهامات بالإرهاب لثلاثة رجال بينهم مشتبه فيه تعتقد وسائل الإعلام أنه ظهر في لقطات لكاميرات المراقبة الأمنية مع مفجرين انتحاريين اثنين في مطار بروكسل الثلاثاء الماضي. واتهم الرجل ويدعى فيصل شيفو بالمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية والقيام بعمليات قتل إرهابية والشروع في عمليات قتل إرهابية. وتقول وسائل الإعلام إنه شوهد مرتدياً قبعة وسترة خفيفة في لقطات من المطار. وقال بيان من الادعاء إنه لم يعثر على أسلحة أو متفجرات خلال عملية تفتيش لمنزله.
ووجهت اتهامات أيضاً لرجلين هما أبو بكر ورباح بممارسة أنشطة إرهابية والانتماء لجماعة إرهابية. ورباح مطلوب لصلته بمداهمة في فرنسا الأسبوع الماضي تقول السلطات إنها أحبطت من خلالها مخططاً لتنفيذ هجوم. وقال المدعون أيضاً إنهم يحتجزون رجلاً آخر يدعى عبد الرحمن لمدة 24 ساعة إضافية. واعتقل عقب سلسلة من المداهمات بعد تفجيرات بروكسل يوم الثلاثاء.
وتم الإفراج عن رجل أخر يدعى توفيق تم استجوابه أمس الأول. وفي وقت سابق حددت وسائل الإعلام البلجيكية هوية الرجل الثالث الذي ظهر في كاميرات المراقبة مع المفجرين الانتحاريين اللذين هاجما مطار بروكسل وقالت إنه يدعى فيصل شيفو ويعمل صحفياً مستقلاً.
وقالت صحيفة «لو سوار» إن هوية فيصل تحددت من خلال سائق سيارة أجرة أوصل المهاجمين إلى المطار بسيارة. وفي وقت سابق نقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة قولها إنه من المرجح أن يكون فيصل شيفو هو الرجل الثالث. وتم اعتقال 9 أشخاص في المجمل منذ يوم الخميس الماضي في بلجيكا واعتقل اثنان في ألمانيا مع تضييق السلطات الأوروبية الخناق على متشددي تنظيم الدولة «داعش» الذين لهم صلات بتفجيرات بروكسل التي أودت بحياة 31 شخصاً وبهجمات باريس التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في نوفمبر الماضي.
وقتل شقيق أحد المفجرين الانتحاريين - اللذين نفذا تفجيري المطار - نفسه في تفجير انتحاري في قطار أنفاق.
وتعيش عاصمة الاتحاد الأوروبي على وقع العمليات الأمنية، من المداهمات والتوقيفات في إطار التحقيق إلى أنشطة الفرق المتخصصة في المتفجرات للكشف عن طرود مشبوهة. وصباح أمس فجر روبوت تابع للشرطة حقيبة ظهر متروكة في حي لاباسكول وسط بروكسل الذي طوقته القوى الأمنية. وبعد مقتل أو توقيف أكثر من 30 رجلاً أصبحت الشبكة المسؤولة عن اعتداءات باريس وبروكسل «في طور التفكيك» وفق ما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لافتاً إلى «وجود شبكات أخرى» و»خطر محدق مستمر». وأعلنت فرنسا إحباط مخطط اعتداء «بلغ مراحل متقدمة»، عبر توقيف الفرنسي رضا كريكت في بولونيهبيلانكور «غرب منطقة باريس»، فيما عثر على بنادق هجومية ومتفجرات في شقة باريسية تحدث عنها كريكت. ويعتمد المحققون الفرنسيون والبلجيكيون كثيراً على صلاح عبد السلام لكشف تفاصيل الشبكات. وأوقف المشتبه الرئيس في اعتداءات باريس الأسبوع الماضي في بروكسل بعد تواريه أكثر من 4 أشهر عن أنظار أجهزة الاستخبارات البلجيكية، وأبدى نية في التعاون في البداية عبر التقليل من أهمية دوره، قبل الاعتكاف إلى الصمت.
وأفادت النيابة البلجيكية أن الرجل «استخدم حقه في لزوم الصمت» اعتباراً من 19 مارس الماضي غداة توقيفه، ثم «رفض الإدلاء بأي تصريح» بعد اعتداءات بروكسل.
وطلب القضاء الفرنسي تسليم عبد السلام، الأمر الذي رفضه أولاً قبل أن يوافق.
ويبدو أن التهديد الإرهابي مرتفع جداً في أوروبا، وفقاً لتحذيرات منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف في صحيفة «لا ليبر بلجيك». أما البلجيكيون الذين هزتهم الهجمات الأعنف في المملكة منذ 1945 فواصلوا التجمع يومياً في ساحة البورصة في قلب العاصمة تعبيراً عن إرادة الصمود أمام الإرهاب. وامتلأت الساحة بالشموع والرسائل المكتوبة بالطبشور فتحولت إلى نصب تذكاري لضحايا الاعتداءات.
وفي تطور آخر، ألغيت «المسيرة ضد الرعب» التي كانت مقررة اليوم في بروكسل، وذلك لـ «دواع أمنية» بناء على طلب السلطات، وفق ما أفاد المنظمون. في السياق ذاته، قال مطار بروكسل إنه لن يستأنف الرحلات الجوية قبل بعد غد الثلاثاء. من ناحية أخرى، تواجه شبكة مفاعلات الطاقة النووية البلجيكية وغيرها من البنى التحتية الرئيسية خطر التعرض لهجمات إلكترونية خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب ما أفاد رئيس دائرة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي غيلز دي كيرشوف في مقابلة نشرت أمس.
وقال لصحيفة «لا ليبر بلجيك» «لن أفاجأ إذا جرت محاولة خلال السنوات الخمس المقبلة لاستخدام الإنترنت لشن الهجوم». وأوضح أن الهجوم «سيكون من طريق دخول مركز عمل مفاعل نووي أو مركز التحكم بالحركة الجوية أو محطة تحويل مسار قطارات». وثمة مخاوف لدى الدول المجاورة لبلجيكا منذ فترة بشأن مفاعلاتها النووية بعد سلسلة من المشاكل بينها عمليات تسرب وتشققات وحادث تخريب.