عواصم - (وكالات): قتل 50 شخصاً وأصيب 53 آخرون أمس في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بفلوريدا، في أسوأ إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت السلطات التي بدأت تحقيقاً في «عمل إرهابي»، بينما يعد الحادث أكبر عملية إرهابية في أمريكا منذ هجمات سبتمبر 2001.
وذكرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أن المشتبه به بإطلاق النار هو عمر متين، مواطن أمريكي من أصل أفغاني ولد في 1986 ويقيم على بعد 200 كلم جنوب شرق أورلاندو في مدينة بورت سانت لوسي ولا سوابق لديه.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن متين ارتكب أكبر عملية قتل جماعية لشخص بمفرده في تاريخ أمريكا. وأكدت تلفزيونات أمريكية أن مطلق النار بايع تنظيم الدولة «داعش» في اتصال أجراه بخدمات الطوارئ الأمريكية.
ونقلت شبكة «ان بي سي» عن مصادر في الشرطة أن المشتبه بارتكابه المجزرة، اتصل قبل لحظات من تنفيذ جريمته برقم الطوارئ 911 ليعلن مبايعته للتنظيم المتطرف.
وأعلنت وكالة أعماق المرتبطة بتنظيم الدولة مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار. وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمجزرة، معتبراً أنها «عمل إرهاب وكراهية».
وقال في كلمة مقتضبة مباشرة من البيت الأبيض إن «أي عمل إرهاب وكراهية لا يمكن أن يغير ما نحن عليه». وأمر بتنكيس جميع الأعلام على المباني الفيدرالية حداداً على الضحايا. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما أبلغ بإطلاق النار من جانب مستشارته للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب. وطلب أوباما من الحكومة الفيدرالية «تقديم كل المساعدة الضرورية». وذكرت تقارير أن متين قد يكون «متعاطفاً» مع التيار المتطرف وفق مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» كان احتجز زبائن في الملهى الذي يقع جنوب شرق الولايات المتحدة حين تصدت له وحدات من قوات النخبة المحلية. وتشير المعطيات الأولى للتحقيق إلى أن المشتبه به تحرك بمفرده وقتل في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
وتحدث شهود عن مشاهد مرعبة لأشخاص يسقطون ودماء في كل مكان داخل الملهى. وتعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي على هويته لكنه لم يشأ التعليق في انتظار إبلاغ أقربائه.
وقال عمدة أورلاندو بادي داير في مؤتمر صحافي أن إطلاق النار خلف «50 قتيلاً إضافة إلى مطلق النار» و»نقل 53 شخصاً إلى المستشفى». وبسبب هول الحادث، طلب العمدة من حاكم ولاية فلوريدا اعلان حال الطوارئ على غرار الإجراء الذي اتخذه في مدينته، ما يتيح له تعبئة إمكانات إضافية. وأكدت السلطات أن «لا تهديد آخر»، وأجازت لإمام مسجد محلي التحدث خلال المؤتمر الصحافي فدعا الأخير إلى الهدوء طالباً من السكان ووسائل الإعلام عدم التسرع في تحديد دوافع مطلق النار. ويسعى محققو آلاف بي آي الذين باشروا تحقيقاً في «عمل إرهابي»، إلى تحديد دوافع الشاب الذي دخل ملهى المثليين مزوداً بندقية هجومية.
وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بإطلاق النار في أورلاندو، وقال بيان للإليزيه أن الرئيس «يعرب عن دعم فرنسا والفرنسيين الكامل للسلطات والشعب الأميركيين في هذه المحنة».