عواصم - (وكالات): توجه ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أمس إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية يبحث خلالها الوضع الإقليمي والدولي وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي. وقالت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إن ولي ولي العهد السعودي سيتوجه إلى أمريكا للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولين كبار.
وذكرت الصحيفة أن الأمير محمد بن سلمان يخطط أيضاً لزيارة كاليفورنيا، حيث من المتوقع أن يلتقي مع رؤساء شركات في وادي السيليكون.
ونقلت الشرق الأوسط عن مصادر سعودية قولها إن ولي ولي العهد السعودي سيبدأ زيارته من نيويورك حيث من المتوقع أن يلتقي بان كي مون.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سيلتقي بعد ذلك مع أوباما ووزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر في واشنطن. وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان على وقع التوتر في العلاقات بين الرياض وواشنطن منذ التقارب التاريخي بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب الاتفاق حول ملف طهران النووي.
كما يتوقع أن تبحث الزيارة في جوانب اقتصادية، خصوصاً في ظل خطة التحول الاقتصادي الذي أعلنته المملكة مؤخراً لتنويع مصادر الدخل.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية «غادر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود (...) إلى أمريكا في زيارة رسمية».
وكان الديوان الملكي أعلن عن الزيارة، مشيراً إلى أن ولي ولي العهد سيلتقي خلالها مسؤولين أمريكيين «لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك»، والتي يرجح أن تشمل النزاعات في سوريا والعراق واليمن، والتحالف ضد تنظيم الدولة «داعش»، الذي تقوده واشنطن ويضم السعودية ودولاً عدة أخرى.
وشهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن تباينات في الأشهر الماضية، على خلفية التقارب الأمريكي مع إيران، كما زاد في التباين، احتمال رفع السرية عن أجزاء من تقرير أمريكي حول اعتداءات 11 سبتمبر.
وأكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» جون برينن، لقناة «العربية» أنه لا دليل على تورط السعودية في هجمات سبتمبر 2001.
والجزء الذي يحتمل رفع السرية عنه، عبارة عن 28 صفحة، وردت ضمن تقرير شامل، محفوظة منذ 15 عاماً في خزنة بالكونغرس الأمريكي.
وتؤكد الرياض عدم وجود ما يدينها في هذه الاعتداءات. وانتقدت السعودية -أحد أهم داعمي المعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد- ما تعتبره تباطؤاً من جانب واشنطن تجاه جهود إنهاء الصراع. كما حثت أوباما على اتخاذ موقف أكثر صرامة فيما يتعلق بالتدخل الإيراني في شؤون دول عربية. ويضم الوفد المرافق لولي ولي العهد مسؤولين بارزين بينهم وزير المال إبراهيم العساف ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان.
وتأتي الزيارة بعد زهاء أسبوع من إعلان الرياض «برنامج التحول الوطني 2020» الذي ينص على توفير 450 ألف وظيفة في القطاعات غير الحكومية وخفض نسبة كلفة الأجور من الموازنة إلى 40 %.
ويندرج البرنامج في إطار «رؤية السعودية 2030» التي أعلنت في أبريل الماضي، والهادفة إلى إجراء إصلاحات طموحة في البنية الاقتصادية السعودية. وأعد البرنامج، كما الرؤية، مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان.