أجمعت الصحف العربية الصادرة أمس على أن للبحرين الحق الكامل في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها القومي، على خلفية القرارات الأخيرة التي صدرت بحق أفراد وجمعيات متهمة بالتحريض وإثارة الفتنة وكذلك تمويل عمليات الفوضى والتخريب.
وأشارت إلى أن تهديدات إيران بحق البحرين لا يجب أن تمر مرور الكرام، لأنها تنذر بمخاطر مستقبلية كبيرة من الواجب التصدي لها، وعلى دول العالم العربي عامة ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة التكاتف والتضامن مع البحرين في مواجهة تداعيات مثل هذه التهديدات الإيرانية التي تتكرر بين الحين والآخر.
وكتبت صحيفة «الشرق الأوسط اللندنية» في مقال لرئيس التحرير سلمان الدوسري تحت عنوان «فوضى إيرانية»، أن إيران بموقفها المرفوض من الإجراءات البحرينية الأخيرة قدمت خدمة ذهبية فريدة للمملكة تغنيها عن تبرير قرارها السيادي المحض.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه التصريحات والتدخلات الإيرانية المتكررة في الشأن الداخلي للمملكة تقدم دليلاً دامغاً آخر على أن طهران تتدخل في شؤون جيرانها الداخلية بلا خجل، بل وتدعم ثورة مسلحة وعلى مرأى ومسمع العالم.
وتساءلت الصحيفة: هل ينبغي على البحرين أن تتفرج على المدعو عيسى قاسم وهو يفرّق بين مواطنيها، ويخالف القانون، ويضر بالسلم الأهلي؟ مجيبة على ذلك بالقول: «إن المواطنة حقوق وواجبات ويجب على الجميع مراعاتها، وألا أحد فوق القانون أو خارج إطار المساءلة، وأمن أي دولة وسلامة شعبها أولى الأولويات، خاصة أن المذكور المجرد من جنسيته قاد تنظيمًا يعمل في إطار مرجعية دينية خارجية تخالف أحكام الدستور والقانون، ويتعرض بالإساءة إلى طوائف البلاد، ويضرب النسيج الاجتماعي، ويستهدف الوحدة الوطنية».
واستهجنت الصحيفة ردود فعل بعض الدول، خاصة الغربية من الإجراءات البحرينية، معتبرة أن هذه الدول نفسها لها سجل حافل في استخدام وسيلة إسقاط الجنسية لأسباب سياسية عن مواطنين، لكنها عندما رأت خطورتهم على أمنها لم تتردد في استخدام حقها السيادي، وأنه آن لحكومة المنامة أن تمدّ قدميها، فليس لها أن تشرح وتوضح وتبرر قرارها ويكفيها دعوة إيران الاستفزازية لثورة في البحرين.
في الصحيفة ذاتها، وفي مقال لـد.سلطان النعيمي، أشار إلى أن النظام الإيراني يحاول من جديد إثارة القلاقل في البحرين بعد تهديدات مسؤوليها الأخيرة لها، لتعوض الفشل الذريع للتهديدات التي أطلقها مسؤولو طهران ضد السعودية وتبخرت في الهواء.
واعتبر أن التدخل السافر والتوظيف السياسي للمذهب على أشده من قبل النظام الإيراني سواء من قبل الحرس الثوري أو المرجعية الدينية وكذلك وزارة الخارجية والتنظيمات الطائفية المسلحة التي تأتمر بالأوامر الصادرة من طهران خاصة في العراق وفي لبنان ما يؤكد الرغبة في إشعال المنطقة، وتوظيف البعد المذهبي لتحقيق الأهداف التوسعية لإيران، وهو ما يتطلب وقفة جادة من قبل الدول العربية، وهو ما يحدث بالفعل مع مملكة البحرين.
وفي صحيفة عكاظ السعودية وبعنوان «إيران تفشل مجدداً بالبحرين!»، وصف الكاتب تركي الدخيل الإجراءات التي قامت بها المملكة بأنها سيادية، وأنه ليس لإيران الحق في المزايدة عليها، منتقدا الموقف الغربي منها لأنه يجهل الظروف البحرينية ولا يعلم مستوى التهديد الذي تمثله شخصية عيسى قاسم.
وقال: «الضربة التي قامت بها البحرين استباقية لتحاشي تأسيس «حزب الله بحريني» على الطريقة اللبنانية، كما أن الإجراءات البحرينية استندت إلى حيثيات، فالمجرد جنسيته يعمل منذ 4 عقود على زرع الفتنة، والاستيلاء على الحكم، ولديه مجموعة من المراسلين السريين للتواصل مع خامنئي.
ولفت إلى أن مصدراً بالصحيفة روى استلام الشخص مبالغ كبيرة جداً كأخماس شرعية، ولديه وكالات من عدة مراجع وعلى رأسهم خامنئي، وأطلقت يده للتصرف بالأخماس كيف شاء.
وأضاف الكاتب أن تكوين المدعو عيسى قاسم الفكري تأسس بالنجف، ويستند إلى البعد الحركي في عمله، وأخذته انتماءاته إلى حزب الدعوة، وأراد تحقيق الدولة الدينية، وأن يقلب البحرين رأساً على عقب لتكون فرعاً للجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكداً أن الرؤية الغربية للأحداث العربية دائما منقوصة، والتكريس الحقوقي في الخطاب الإعلامي هدفه ليّ أذرعة الأنظمة والمجتمعات، وتثبت تصريحات سليماني دور إيران الإرهابي بالمنطقة والعالم.
وبعنوان: «البحرين.. صلابة الرجال في المنامة والرياض!»، أوضح الكاتب محمد المساعد في صحيفة «عكاظ» السعودية وبعد سرد تاريخي لعروبة البحرين الأصيلة، أن أحداث دوار اللؤلؤة عام 2011 كانت اختباراً حقيقياً لذلك الحضن العروبي الذي تمثله المملكة العربية السعودية للبحرين في وجه كل عابث بأمنها واستقرارها، خاصة بعد أن استجابت الرياض لطلب رسمي من الحكومة والشعب البحريني، لدعمهم ضد محاولات الانقلاب غير الشرعية، التي قامت بها مجاميع شكلت خلال أسابيع دولة «صفوية» موازية.
وأكد أن قوات درع الجزيرة استطاعت دعم الحكم الشرعي البحريني على كامل أراضيه خلال ساعات، واصفاً ذلك بأنها أقدار الله وصلابة الرجال في المنامة والرياض التي رفقت بالبحرين ودول الخليج وحمتها من أحداث صعبة.
في «كلمة اليوم» أكدت صحيفة اليوم السعودية، أنه ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها إيران انتهاك سيادة البحرين وجرها إلى الفتنة، كما فعلت في العراق وسوريا واليمن وقبلهم لبنان.
وأشارت إلى أن طهران مازالت تلعب ذات الدور لأنها تعتبر أن البحرين هي بوابتها تجاه الخليج، خاصة بعدما أغلقت عاصفة الحزم باب اليمن الذي حاولت أن تستخدمه طهران للعبور إلى المنطقة التي تشكل هاجس الصفويين الرئيس، ورأس أطماعهم وصولا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتربع على ثروات الخليج لإعادة إمبراطورية فارس المزعومة. ووصفت الصحيفة التهديدات الإيرانية للبحرين بأنها انتهاك بشع وصارخ ووقح لسيادة دولة أخرى لا يحق لا لإيران ولا لغيرها أن تتدخل في أحكام قضائها، ولا في قراراتها السيادية.
ولفتت إلى أن النظام في طهران يريد أن ينتهز أي فرصة لاختلاق الذرائع والمبررات التي تتيح له التحرك لدفع أعوانه ووكلائه ومن باعوا ذممهم وضمائرهم له لشق الصف في بلادهم ومن ثم تسهيل ابتلاع إيران للمنطقة برمتها.
وأكد أن العالم الإسلامي الذي يتعاطف ويقف اليوم إلى جانب البحرين في قراراتها، لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الطيش النزق وإن تعامى عنه الغرب والعالم لحسابات الحقل والبيدر، فلن تتعامى عنه أمتا العرب والمسلمين اللتان تعرفان يقيناً أحقاد الفرس ومطامعهم.
وفي «الوطن» الكويتية، تساءل الكاتب عبدالله الهدلق: «ما الذي يحمل قائداً عسكرياً يعيث جنوده فساداً وإرهاباً في العراق وسوريا على كل هذا الغضب والتهديد والوعيد لو لم يكن المدعو عيسى عميلاً يخدم الأجندة الإيرانية ويمهد لإحداث فوضى وفسادٍ وإرهابٍ في البحرين تتيح لقاسم سليماني التدخل العسكري على النحو الذي تدخل به في الشأنين العراقي والسوري قبل ذلك. وتابع «تهديدات التكوينات الحزبية الحركية الإرهابية الموالية لإيران في لبنان، تعكس هي الأخرى الارتباط بينها والأجندة الإيرانية، وأن هذه التهديدات لا يمكن النظر إليها على أنها دفاع عن الإنسان وحرية التعبير، وإنما هي دفاع عن إرهابي عميلٍ كان أداة من أدوات تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تستهدف زعزعة أمن البحرين، مثله مثل آخرين تم كشف أدوارهم من قبل في الكويت والإمارات والسعودية.
وأوضح الكاتب أحمد بودستور بالوطن الكويتية أيضاً، أن عيسى قاسم مارس أنشطة دينية وسياسية معادية للبحرين وكان لخطاباته التحريضية آثار مدمرة، حيث استشهد 19 من رجال الأمن في البحرين لأنه كان يحرض على قتلهم، وهو يعتبر المسؤول الأول عن الاضطرابات هناك.
وأضاف أن تهديد قاسم سليماني للبحرين يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها، ويؤكد أن المذكور يعتبر أحد أعمدة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة وبوق من أبواق الآلة الإعلامية الإيرانية.
ووجه الكاتب حديثه للنظام الإيراني والمندوب السامي له قاسم سليماني قائلاً: كفى غطرسة وبلطجة وغروراً وتصريحات استفزازية تزيد من التوتر في المنطقة وتعرض الأمن والاستقرار بها للخطر وأن هذه السياسة الهوجاء المتهورة تعرض أيضا أمن واستقرار إيران للخطر، متسائلاً: «هل يثيب نظام الولي الفقيه إلى رشده ويغلب لغة العقل والحكمة ويكف عن طيشه وتهوره وإصراره على إشعال حرب طائفية تعرض أمن واستقرار المنطقة برمتها للخطر؟.