عواصم - وكالات - تراجعت أسعار النفط، أمس الجمعة، مع عودة المستثمرين إلى التركيز على تخمة المعروض في ظل انتعاش الإنتاج في نيجيريا وكندا، ووصول إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى مستوى قياسي مرتفع في يونيو.
ورغم الخسائر التي تكبدها النفط يوم الجمعة، تتجه أسعار الخام لتحقيق أول مكاسبها الأسبوعية في ثلاثة أسابيع، بعدما شهدت السوق موجة صعود هذا الأسبوع بدعم من شراء قوي عقب تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. ونزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 30 سنتاً إلى 49.41 دولار للبرميل.
وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 25 سنتاً ليصل إلى 48.08 دولار للبرميل.
وقال وزير الطاقة الأميركي، إرنست مونيز، إنه يتوقع أن تستعيد سوق النفط توازنها في 2017، وذلك بعدما التقى مع نظيره السعودي خالد الفالح أمس في بكين.
وقال مونيز إن «الوزيرين اتفقا على أن المعروض في سوق النفط لايزال يفوق الطلب». وأضاف أن وزير الطاقة السعودي أوضح أن المملكة ستبقي على طاقتها الإنتاجية الفائضة، وأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستلبي احتياجات السوق في الأمد القريب.
والتقى الوزيران في العاصمة الصينية على هامش اجتماع لوزراء الطاقة بدول مجموعة العشرين. إلى ذلك خلص مسح أجرته «رويترز» إلى أن إنتاج نفط «أوبك» قد ارتفع في يونيو إلى أعلى مستوياته في التاريخ الحديث، مع تعافي صناعة النفط النيجيرية جزئياً بعد الهجمات التي شنها مسلحون، وقيام إيران والأعضاء الخليجيين بتعزيز الإمدادات.
وتبرز زيادة المعروض من كبار منتجي الشرق الأوسط عدا العراق تركيزهم على الحصة السوقية. وكانت محادثات جرت في أبريل لتثبيت الإنتاج قد أخفقت، ولم تتكرر المحاولة بعد أن تعافت الأسعار إلى 50 دولاراً للبرميل، ومن ثم لم يعد دعم السوق حاجة ملحة.
وأظهر المسح القائم على بيانات الشحن ومعلومات من مصادر بالقطاع، ارتفاع معروض منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى 32.82 مليون برميل يومياً هذا الشهر، من قراءة معدلة بلغت 32.57 مليون برميل يومياً في مايو.
وإنتاج يونيو أقل من متوسط الطلب الذي تتوقعه «أوبك» على خامها في الربع الثالث من العام، ما يشير إلى أن الطلب قد يتجاوز المعروض في الأشهر المقبلة، ما لم تضخ «أوبك» فوق المستويات الحالية.
وقال المحلل لدى كومرتس بنك في فرانكفورت، كارستن فريتش: «قد نشهد عجزاً طفيفاً في المعروض - الأمر يتوقف على التعطيلات المفاجئة في المستقبل».
وتجاوز إنتاج «أوبك» في يونيو مستواه في يناير البالغ 32.65 مليون برميل يومياً، عندما عززت عودة إندونيسيا إلى عضوية المنظمة الإنتاج، في حين بلغت إمدادات الإثني عشر عضواً الآخرين أعلى مستوياتها في مسوح «رويترز» التي بدأت في العام 1997.
وكانت أكبر زيادة في يونيو بمقدار 150 ألف برميل يومياً، وجاءت من نيجيريا التي كان إنتاجها قد تراجع إلى أدنى مستوياته في أكثر من 20 عاماً، بسبب هجمات المسلحين على المنشآت النفطية، وذلك بفضل إصلاحات وعدم شن هجمات كبيرة جديدة منذ منتصف يونيو.
وقالت مصادر إن «إيران استطاعت زيادة المعروض مجدداً بعد رفع العقوبات الغربية في يناير، لكن وتيرة الزيادة تتباطأ». وزاد المنتجان الخليجيان السعودية والإمارات العربية المتحدة المعروض 50 ألف برميل يومياً لكل منهما. ورفعت السعودية الإنتاج إلى 10.30 مليون برميل يومياً بسبب زيادة استهلاك الخام في محطات الكهرباء لتلبية حاجات أجهزة تبريد الهواء.
وقال مصدر بالقطاع يرصد الإنتاج السعودي: «الصادرات مستقرة تقريباً، واستهلاك مصافي التكرير مستقر، والحرق المباشر للخام ارتفع، ولذا زاد المعروض بوجه عام عن مايو». وارتفع الإنتاج الليبي 40 ألف برميل يومياً، بعد إعادة فتح مرفأ التصدير مرسى الحريقة في أواخر مايو، لكن المعروض مازال ضئيلاً قياساً بمستوياته قبل اندلاع الصراع. وعلى صعيد الدول التي تراجع معروضها، ضخ العراق كميات أقل للشهر الثاني. ويقول مسؤولون عراقيون إن صادرات جنوب البلاد تأثرت بأعمال الصيانة وانقطاعات للكهرباء وزيادة الطلب المحلي، فيما يتعرض معروض فنزويلا لضغوط بفعل أزمة السيولة لديها.