عواصم - (وكالات): أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في كلمة بمناسبة عيد الفطر أن «المملكة ستضرب بيد من حديد كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب»، مشيراً إلى أن «أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية»، مضيفاً أن «المملكة عاقدة العزم على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال»، لافتاً إلى أن «ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد، لتوحيد الكلمة والصف، والعمل معاً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها». وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين غداة 4 تفجيرات انتحارية استهدفت 3 مدن في السعودية، هي جدة والمدينة المنورة والقطيف، وكان أحدها غير مسبوق وأتت التفجيرات عشية استعداد المسلمين للاحتفال بعيد الفطر. ووقع تفجير المدينة المنورة خلال صلاة المغرب بعد الإفطار في رمضان. ولم تتبن أي جهة التفجيرات لكن تنظيم الدولة «داعش» سبق أن دعا إلى شن هجمات خلال شهر رمضان وأعلن مسؤوليته أو نسبت إليه مسؤولية موجة هجمات وتفجيرات في أورلاندو وبنغلادش وإسطنبول وبغداد. وتوالت الإدانات العربية والدولية للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت المملكة.من جانبه، أكد ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أن أمن الوطن بخير وهو في أعلى درجاته وأن الإرهاب لن يزيد المملكة إلا تماسكاً وقوة، وذلك خلال زيارته لرجلي الأمن زياد بن مفرح العتيبي، ومتعب بن ضيف الله البقمي، والمواطن جميل بن سالم منير الزيادي الذين أصيبوا في حادثة التفجير الإرهابي داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه في جدة.ونقل ولي العهد السعودي للمصابين تحيات ودعوات خادم الحرمين الشريفين، فيما أكد المصابون تطلعهم للعودة إلى أداء واجباتهم مع زملائهم. وأردف ولي العهد قائلاً «الأعمال الإرهابية التي وقعت في المدينة المنورة وجدة والقطيف لن تزيدنا إلا تماسكاً وقوة».وتابع الأمير محمد بن نايف «أعلم أن مواجهة العمليات الإرهابية ليست بالأمر البسيط وما تشعرون به من آثار بسيطة عقب التفجير ستزول بإذن الله حيث مررت بهذه التجربة مسبقاً وأشعر بما تشعرون به».وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان أنه لدى حلول صلاة المغرب بالمدينة المنورة «اشتبه رجال الأمن بأحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار». وأضافت «وعند مبادرتهم في اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف مما نتج عنه مقتله واستشهاد 4 من رجال الأمن (...) وإصابة 5 آخرين». وتزامن الاعتداء مع هجوم انتحاري ثان وقع بالقرب من مسجد في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية حيث أكدت الوزارة العثور على «أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص» لم يتضح في الحال ما إذا كانت تعود لثلاثة انتحاريين أم أن بينها جثة ضحية أو اثنتين. وقالت وزارة الداخلية في بيانها إنه «عند مغرب اليوم نفسه وبالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف، وقع تفجير انتحاري وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق منها».ونفذ الهجومان الانتحاريان بعد ساعات على هجوم انتحاري وقع فجر الاثنين الماضي قرب القنصلية الأمريكية في مدينة جدة على البحر الأحمر ونفذه بحسب الداخلية السعودية مقيم باكستاني. وقالت الداخلية السعودية في بيان إن الانتحاري الذي «فجر نفسه بحزام ناسف داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه» القريب من القنصلية الأمريكية في جدة «بعد اشتباه رجال الأمن في وضعه وتحركاته المريبة ومبادراتهم باعتراضه للتحقق منه» هو «المقيم عبدالله قلزار خان باكستاني الجنسية». وأضافت أن الانتحاري يبلغ من العمر 35 عاماً و»يقيم في مدينة جدة مع زوجته ووالديها بعد أن قدم إليها قبل 12 عاماً للعمل كسائق خاص».ورجحت مصادر أمنية أن ما تعرضت له السعودية من سلسلة عمليات إرهابية انتحارية فاشلة، جاءت وفق مخطط مسبق، تمت إدارته من قبل قيادات تنظيم «داعش» بالخارج في كل من العراق وسوريا، حيث تلقى الانتحاريون الأوامر بالتنفيذ من قبلهم.وقال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن اعتراض رجال الأمن للانتحاري في حادث جدة أو في المسجد النبوي ساهم في منعهم من تنفيذ جرائمهم وإنقاذ حياة الأبرياء.ورغم التفجير الإرهابي الذي وقع في المدينة المنورة، يواصل الحرم النبوي استقبال الزوار والمعتمرين الذين يتوافدون عليه للصلاة والعبادة.من جانبه، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين تفجيراً انتحارياً خارج الحرم النبوي بالمدينة المنورة في السعودية بأنه هجوم على الإسلام نفسه وعبر كثير من المسلمين عن شعور بالصدمة لاستهداف ثاني الحرمين الشريفين.وقال الأمير زيد بن رعد الحسين «هذا واحد من أقدس الأماكن في الإسلام ويمكن اعتبار مثل هذا الهجوم الذي وقع هناك خلال رمضان هجوماً مباشراً على المسلمين في كل العالم». وأضاف «هو هجوم على الدين نفسه».
970x90
970x90