واشنطن-(وكالات): قررت السلطات الأمريكية إفراجاً مشروطاً عن محمد ولد صلاحي مؤلف كتاب «مذكرات غوانتنامو» بعد احتجاز غير قانوني دام 15 عاماً في معتقل غوانتنامو دون محاكمته أو توجيه تهمة محددة له.
وقال محامو السجين الموريتاني ومسؤول أمريكي: «إنه تقرر الإفراج عن السجين الذي كتب مذكرات بشأن معاناته الطويلة في معتقل غوانتنامو العسكري الأمريكي أصبحت ضمن أفضل الكتب مبيعاً». ومهدت جلسات نظر التماس الإفراج المشروط لنقل محمد ولد صلاحي خارج مركز الاحتجاز في القاعدة البحرية الأمريكية بكوبا. لكن لا يمكنه الرحيل قبل أن تقوم السلطات الأمريكية بترتيبات إما بترحيله إلى بلاده أو إرساله إلى بلد آخر.
وفي وقت سابق أصدر قاضي فيدرالي أمراً بإطلاق محمد ولد صلاحي لعدم وجود أي دليل يدينه، إلا أن الحكومة الأمريكية استأنفت القرار وظل قابعاً في المعتقل.
ومثل صلاحي (45 عاماً) -الذي وصل إلى غوانتنامو في أغسطس 2002 واحتجز دون توجيه اتهامات له أو تقديمه للمحاكمة– أمام لجنة مراجعة دورية والتي تضم في عضويتها عدداً من الوكالات الحكومية في الثاني من يونيو.
وكانت جلسته جزءاً من مساعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما المكثفة لتقليص عدد السجناء في غوانتنامو وفاء بوعده لإغلاق السجن بحلول نهاية فترة ولايته في يناير. ويبدو هذا الأمر مستبعداً بشكل كبير بسبب معارضة الكونغرس له.
ويعني القرار الأحدث أن 30 من 76 سجيناً حصلوا على الضوء الأخضر للإفراج عنهم.
وأصبح صلاحي أحد أشهر المساجين في غوانتنامو بنشر مذكراته في السجن والتي وصف فيها سنوات احتجازه واستجوابه وما تعرض له من تعذيب وحشي
وكانت السلطات الموريتانية في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع. سلمت محمدو ولد صلاحي إلى الولايات المتحدة بعيد هجمات 11 سبتمبر 2001، بتهمة الضلوع في تلك الأحداث.
ونقلته المخابرات الأمريكية إلى قاعدة بغرام الجوية بأفغانستان قبل أن يحط الرحال في معتقل غوانتنامو. وتبنت منظمات وهيئات حقوقية موريتانية ودولية قضية ولد صلاحي، ونظمت العديد من الاحتجاجات في موريتانيا للمطالبة باستعادته من الأمريكيين خاصة بعد وفاة ولادته حزناً عليه وهو في معتقله.
وقالت سيلفيا رويس المحامية الأمريكية ومنسقة فريق الدفاع عن محمدو ولد صلاحي في 2008 إن موكلها عذب بصفة متتالية على أيدي عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات الأمريكية ومصلحة المعاينات الجنائية للبحرية، ولجنة خاصة أشرف عليها وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رمسفيلد.
وأصدر المهندس صلاحي كتاب مذكراته التي صدرت أواخر العام 2014 تحت عنوان «يوميات غوانتنامو».. وقلصت الرقابة الأمريكية بشدة المسودة التي كانت تقع في 466 صفحة والتي سلمها لمحاميه.