تركيا- (رويترز) : ذكرت وسائل إعلام رسمية في تركيا أن السلطات أفرجت أمس عن أكثر من 750 جندياً اعتقلوا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في حين قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيسحب دعاوى قضائية ضد من أهانوه في بادرة لن تتكرر تستهدف إظهار «الوحدة».
واعتقلت السلطات أكثر من 60 ألفاً أو نقلتهم أو أوقفتهم عن العمل بسبب الاشتباه في صلاتهم بمحاولة الانقلاب التي حاولت فيها مجموعة من الجيش الإطاحة بالحكومة.
في الوقت نفسه قال أردوغان إنه لأمر «مشين» أن تظهر الدول الغربية اهتماماً بمصير المتآمرين أكثر من الوقوف بجانب حليف بحلف شمال الأطلسي وانتقد القادة الغربيين لعدم زيارتهم أنقرة بعد المحاولة الفاشلة. ومن المقرر أن يزور رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد تركيا اليوم. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن السلطات أفرجت عن 758 جنديا بناء على توصيات من الادعاء بعد الإدلاء بشهاداتهم. وأضافت الوكالة أن قاض وافق على توصية الادعاء ووصف احتجازهم بأنه غير ضروري.
وأشارت الوكالة إلى أن 231 جندياً آخرين لا يزالون رهن الاحتجاز.
وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشق لمحطة (إن.تي.في) الجمعة إن إعادة هيكلة الجيش لم تنته بعد وأضاف أن أكاديميات الجيش ستتعرض الآن «للتطهير». وقال مسؤولون عسكريون إن الجيش قتل 35 مسلحاً كردياً بعد أن حاولوا اقتحام قاعدة في إقليم هكاري في الجنوب الشرقي في وقت مبكر أمس.
وقال أحد زعماء المعارضة الموالية للأكراد إن أنقرة أهدرت فرصة لإحياء عملية السلام المنهارة مع المسلحين الأكراد مع تركيز إردوغان على الاتجاه القومي لترسيخ التأييد له بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وفي خطوة غير متوقعة قال إردوغان مساء الجمعة إنه سيسحب كل الدعاوى القضائية المتعلقة بإهانته في بادرة لن تتكرر وفي خطوة قال إنها جاءت نتيجة مشاعر «الوحدة» ضد محاولة الانقلاب.
وفي وقت سابق هذا العام قال وزير العدل التركي إنه منذ تولي إردوغان السلطة في عام 2014 فتح المدعون أكثر من 1800 دعوى قضائية ضد أشخاص أهانوه.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان إردوغان سيسحب دعواه ضد الإعلامي الألماني الساخر يان بومرمان الذي ألقى قصيدة على التلفزيون في وقت سابق هذا العام تتضمن تلميحات جنسية مهينة ضد إروغان مما دفع الرئيس التركي لتقديم شكوى للادعاء الألماني لإهانته. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في مقابلة مع صحيفة كورير النمساوية «الخطر كبير. نجاح الاتفاق حتى الآن هش. الرئيس أردوغان لمح أكثر من مرة إلى رغبته في إلغاء الاتفاق.»
وانتقد أردوغان المجلس الأوروبي والاتحاد الأوروبي الذي تطمح تركيا للانضمام إليه لعدم زيارة ممثليها لتركيا لتقديم العزاء واصفاً انتقادها بأنه «مشين».
إلى ذلك قال الرئيس التركي :إن قادة الجيش التركي سيكونون تحت إمرة وزير الدفاع وإن المدارس العسكرية سيتم إغلاقها.
وتستهدف هذه الخطوات التي أعلنها إردوغان وضع الجيش تحت السيطرة المدنية تماماً بعد الانقلاب الفاشل.
وأضاف أردوغان في مقابلة مع قناة تلفزيون خبر الخاصة أنه سيتم إنشاء جامعة للدفاع الوطني لتحل محل المدارس العسكرية.
وقالت قناة تلفزيون خبر تورك الخاصة إنه تقرر وقف 56 موظفاً بالمحكمة الدستورية في تركيا عن العمل أمس في إطار التحقيق في محاولة الانقلاب.
ومن بين هؤلاء أكثر من 20 كاتب محكمة جرى اعتقالهم.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عدد العاملين بالقطاع العام الذين أبعدوا عن مواقعهم منذ محاولة الانقلاب بلغ أكثر من 66 ألفاً من بينهم 43 ألفاً في مجال التعليم.