عواصم - (وكالات): أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن انتقادات المرشد الإيراني علي خامنئي للسعودية على خلفية إدارتها للحج، تعد «تحريضاً مكشوف الأهداف» يسبق بدء الشعائر، مشيرة إلى أن «انتقادات خامنئي محاولة يائسة لتسييس الحج»، بينما جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اتهامه لإيران بالاستمرار في التخريب وزعزعة استقرار المنطقة، مؤكداً في مؤتمر صحافي عقده في لندن أن «طهران تسيس الحج للحصول على مكاسب سياسية وتدعم الإرهاب وتعمل على محاولة تصدير الثورة الإيرانية لإقامة إمبراطورية فارسية».
في الوقت ذاته، قالت وسائل إعلام لبنانية، ان «ميليشيات «حزب الله»، المرتبطة بإيران، منعت قياداتها وعناصرها من أداء الحج هذا العام»، في خطوة تؤكد سعي طهران وأذرعها الخارجية إلى تسييس الفريضة الدينية.
وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني في بيان، إن دول المجلس «تعتبر ما ورد في بيان المرشد الإيراني بشأن الحج تحريضاً مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين». ورأى أن تصريحات خامنئي «اتهامات باطلة ومشينة».
وشدد الزياني على رفض دول المجلس «الحملة الإعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الإيرانيين» تجاه المملكة، معتبراً أنها تتنافى تماماً مع قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف»، وتتضمن «عبارات غير لائقة وأوصافاً مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلاً عن زعيم دولة إسلامية».
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام لبنانية، إن ميليشيات «حزب الله»، المرتبطة بإيران، منعت قياداتها وعناصرها من أداء الحج - الركن الخامس في الإسلام - هذا العام، في خطوة تؤكد سعي طهران وأذرعها الخارجية إلى تسييس الفريضة الدينية. وكشف تلفزيون «الجديد»، في تقرير، أن الحزب أصدر «لأول مرة قراراً تنظيمياً يمنع فيه كوادره ومحازبيه من أداء فريضة الحج لهذا الموسم تحت طائلة الفصل بذريعة مخالفة التكليف الشرعي».
وقرار الحزب يأتي، على الأرجح، استجابة لقرار مرجعتيه الدينية والسياسية المتمثلة بما يسمى «الولي الفقيه»، أي المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي كان قد منع الإيرانيين من أداء فريضة الحج.
وكانت السلطات الإيرانية قد منعت، في مايو الماضي، مواطنيها من أداء الفريضة التي تعد الركن الخامس في الإسلام، وذلك بعد أن رفضت توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج مع السعودية.
أما السعودية، التي كانت قدمت حلولاً عدة لحث إيران على توقيع المحضر، فقد أكدت إمكان مشاركة الإيرانيين إذا ما قدموا من دول أخرى، في خطوة تؤكد حرص الرياض على تسهيل إداء فريضة الحج.
ومحاولة إيران ومرشدها خامنئي لتسييس الحج، لم تجد صداها، على ما يبدو، إلا عند الحزب الذي يرسل مناصريه خارج لبنان للقتال وقتل المدنيين ويحرمهم، في المقابل، من أداء ركن الإسلام الخامس.
وبلغ عدد الحجاج القادمين من خارج السعودية منذ بدء القدوم حتى نهاية أمس الأول، 1.310.408 حجاج، وفق إحصائية المديرية العامة للجوازات، التي أوضحت أن عدد الحجاج القادمين عن طريق الجو بلغ 1.233.029 حاجاً، وعن طريق البر 64.656 حاجاً، فيما بلغ عدد الحجاج القادمين عن طريق البحر 12.723 حاجاً.
من جهة أخرى، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اتهامه لإيران بالاستمرار في التخريب وزعزعة استقرار المنطقة. وأكد في مؤتمر صحفي عقده في لندن أن طهران تعمل على محاولة تصدير الثورة الإيرانية لإقامة إمبراطورية فارسية.
وقال الجبير «المنطقة التي نعيش فيها هناك أفق مسدود في لبنان، هناك حرب أهلية في سوريا حيث يحاول السوريون تحرير أنفسهم من ديكتاتور مسؤول عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص، ونزوح اثني عشر مليوناً ودمار البلد».
وتابع «لدينا مشاكل في العراق، ولدينا حرب في اليمن هناك ليبيا ويوجد إرهاب، ومشاكل مالية وهناك إيران المتهورة في أفعالها والتي ينبغي عليها أن تحدد ما إن كان ثورة أم دولة يسعى جزء منها لاستعادة أمجاد إمبراطورية فارسية أفلت منذ آلاف السنين».
ونوه الوزير السعودي إلى أن «إيران التي تتدخل في شؤون دول الجوار»، مضيفاً «هذه هي التحديات التي نواجهها، وهدفنا أن نتحرك لحماية شعبنا وأمتنا».