لوس انجليس - (وكالات): أوقف رجلان خلال ليلة ثالثة من التظاهرات في إل كاخون جنوب غرب الولايات المتحدة، احتجاجاً على مقتل رجل أسود مختل عقلياً يدعى الفريد اولانغو بيد الشرطة، تخللتها أعمال عنف، بينما قالت شريكة رجل أسود آخر توفي بعد اشتباك بدني مع الشرطة في منزله جنوب كاليفورنيا لمحطة لوس أنجليس التلفزيونية إن الرجل أجرى مكالمة طارئة مع شرطة باسادينا حيث إنه كان يحتاج مساعدة وإنه كان يعاني من الاضطراب الثنائي القطب.
ولم تحدد هوية الرجلين، لكن الشرطة المحلية أوضحت أن أحدهما يبلغ من العمر 19 عاماً والثاني 28 عاماً ويتحدران من إل كاخون في ضاحية سان دييغو بكاليفورنيا. وأشارت الشرطة إلى أن «مجموعة من 50 إلى 75 متظاهراً» قطعت مفترق طرق في إل كاخون «وبدأوا يوقفون الآليات ويحطمون نوافذها»، لافتة إلى أن أحد سائقي الدراجات النارية قد تم دفعه عن دراجته.
وأضافت الشرطة أن «المتظاهرين ألقوا لاحقاً عبوات زجاجية باتجاه عناصر الشرطة» الذين وصلوا إلى المكان، موضحة أنه «بعدما رفضت المجموعة التفرق، تم إطلاق (...) الغاز المسيل للدموع».
وقتل الفريد اولانغو «38 عاماً» الثلاثاء الماضي برصاص دورية للشرطة حضرت إلى المكان بناء على بلاغ بشأن رجل يسير بين السيارات وسط الطريق ويقوم بتصرفات مريبة.
وفي تسجيل فيديو صور بعد الحادث ووضع على موقع «فيسبوك»، تقول سيدة حزينة قدمت نفسها على أنها شقيقة أولانغو إنها اتصلت بالشرطة لمساعدة شقيقها الذي يعاني اضطرابات عقلية، كما ذكرت.
وقال الطبيب الشرعي إن الشيء الذي كان أولانغو يحمله في يده حين قتل كان «سيجارة إلكترونية».
وتجمع عشرات المتظاهرين في إل كاخون، قبل أن تبدأ أعمال العنف مساء الخميس الماضي.
ودعت والدة أولانغو، باميلا بينع، إلى التظاهر بشكل سلمي. ووصفت ابنها في مؤتمر صحافي وهي تذرف الدموع، بأنه «طيب ورجل شاب ودود لم يكن يبلغ سوى 38 عاماً». وأضافت أن عائلتها وجدت ملاذا في الولايات المتحدة قبل 25 عاماً هرباً من الحرب في أوغندا. وقالت «جئنا إلى هنا بحثاً عن الأمان»، سائلة «أين عسانا نذهب الآن؟». وشددت على أن ابنها لم يكن «مختلاً عقليا» لكنه كان يعاني «اكتئاباً» بسبب وفاة أحد أصدقائه في الآونة الأخيرة، موضحة أنه «كان يحتاج فقط إلى من يهدئ من روعه».
وأشارت سلطات الهجرة الأمريكية إلى أنها حاولت مرتين بلا جدوى ترحيل أولانغو بسبب قضية بيع مخدرات وجريمة ذات صلة بأسلحة نارية.
ونشرت السلطات الأمريكية مقطعي فيديو سجلاً قتل الشرطة لكن اللقطات المشوشة. ويظهر التسجيلان رجلي شرطة وهما يواجهان المغدور في مرآب للسيارات خاص بمطعم قبل أن يفتحا النار عليه وكان أحدهما يحمل مسدسا مسدس والآخر يحمل صاعقاً كهربائياً.
وأثارت الواقعة احتجاجات في إل كاخون واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق الحشود واعتقلت رجلين بتهمة التجمع غير المصرح به. ونظم نحو مائتي متظاهر احتجاجات سلمية وهتفوا وهم في مسيرة «لا عدالة لا سلم» بالقرب من موقع إطلاق النار.
من ناحية أخرى، قالت شريكة رجل أسود توفي بعد اشتباك بدني مع الشرطة في منزله جنوب كاليفورنيا لمحطة لوس أنجليس التلفزيونية إن الرجل أجرى مكالمة طارئة مع شرطة باسادينا حيث أنه كان يحتاج مساعدة وأنه كان يعاني من الاضطراب الثنائي القطب.
ويأتي حادث القتل في أحدث سلسلة لحوادث القتل لرجال سود على أيدي ضباط الشرطة بالولايات المتحدة وأدت إلى احتجاجات على تحيز عرقي في النظام القضائي الجنائي الأمريكي. وأوردت المحطة التلفزيونية المحلية «كيه تي ال ايه» أن شيني ليندساي التي عرفت نفسها بأنها شريكة الرجل وقالت إنها شاهدت الحادث قالت إنه يعاني من الاضطراب ثنائي القطب.
وقالت ليندساي للمحطة التلفزيونية «طلب الشرطة بنفسه. فقد كان يرغب في مساعدة».
وقالت إدارة باسادينا في بيان إن ضباط الشرطة وصلوا إلى المنزل بسبب يتعلق بـ «اضطراب منزلي» في وقت مبكر من صباح أمس الأول. وذكرت الشرطة أن الضباط لاقوا الرجل الذين لم يحددوا هويته وأنه رفض أوامر بإسقاط سكين كان يحمله.
وقالت شرطة باسادينا إنه بعد أن أخفقت بندقية صاعقة في إخضاع الرجل تبع ذلك اشتباك. ولم تطلق أي أعيرة نارية.
ورأى الضباط الرجل يتوقف عن التنفس خلال تقييده وانتقلوا إلى إجراء إنعاش قلبي رئوي لإنقاذ حياته كما قالت الإدارة. وتوفى الرجل في نفس المكان.
وتشهد الولايات المتحدة منذ سنتين تصاعداً في التوتر العرقي، مع تكرار حوادث قتل مواطنين سود غير مسلحين في أحيان كثيرة بأيدي شرطيين، وبسبب المعاملة العنيفة التي يلقاها السود من الشرطة.