شكلت الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إلى مملكة تايلند ممثلاً لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، للمشاركة في أعمال القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي، إضافة جديدة للجهود الفاعلة التي يبذلها سموه في اتجاه تعزيز ودفع العلاقات البحرينية ـ التايلندية، وتقوية أواصر التقارب الخليجي الآسيوي وبناء المزيد من التحالفات الاستراتيجية بينهما بالشكل الذي يعزز من ثقلهما السياسي والاقتصادي إقليميا ودولياً.
وجاءت مشاركة سموه في أعمال القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي لتعكس الرؤى والمواقف الثابتة لمملكة البحرين في تعزيز أواصر التعاون مع مختلف دول العالم، لاسيما الدول الآسيوية، والتي تشكل تكتلاً اقتصادياً ضخماً يؤهلها للقيام بدور أكبر على الساحة الدولية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
وأظهرت مشاركة سموه في المنتدى، وما طرحه سموه من مواقف ورؤى سياسية إيمان مملكة البحرين بمبادئ التعاون وبناء علاقات قوية وراسخة بين الدول على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، والرفض التام للسياسات التي تستهدف النيل من سيادة الدول واستقرارها أو التدخل في شؤونها الداخلية، وهي المواقف التي عبر عنها سموه بوضوح من خلال كلمته في المنتدى ولقاءات سموه مع عدد من القادة المشاركين في القمة.
وحظيت تصريحات ومبادرات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء باهتمام واسع واحترام وتقدير من جانب القادة الآسيويين ومختلف وسائل الإعلام، لتعكس مدى ما تتمتع به مملكة البحرين من مكانة واحترام إقليمي ودولي، لاسيما موقف سموه الواضح من سن قوانين مثل قانون «جاستا»، حيث أكد سموه أن من شأن مثل هذه القوانين أن تخل بالسيادة والحصانة للدول، لما تمثله من خطورة في تهديد كيانات الدول وإدخالها في دوامة من الفوضى، لذا جاءت دعوة سموه للتعاون لضمان أمن واستقرار الدول الآسيوية وإقامة اقتصاد قوي يوفر دعماً لبرامجها سعياً لتحقيق التنمية الشاملة.
وحملت الكلمة التي ألقاها سموه في المنتدى، العديد من المضامين التي تؤكد على المواقف الراسخة لسموه في الدفاع عن أمن واستقرار الدول ورفض المساس بسيادتها أو التدخل في شؤونها الداخلية، وهي مواقف ثابتة دأبت مملكة البحرين على التمسك بها سعياً نحو بناء علاقات متوازنة وبناءة مع مختلف دول العالم.
كما جاءت المبادرة التي قادها سموه للإسهام في عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة تايلندية، لتشكل حدثاً من أبرز الأحداث التي شهدتها قمة حوار التعاون الآسيوي، بالنظر إلى ما تشكله هذه المبادرة من نموذج على ما يوليه سموه من اهتمام بتقوية الروابط والعلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الآسيوية بالشكل الذي يعزز التعاون بينهما ويدعم التقارب ويحقق المصالح المشتركة.
وحرص صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على استثمار الأجواء الإيجابية لقمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي في إعطاء المزيد من الزخم والقوة للعلاقات الخليجية الآسيوية، من خلال مبادرة سموه لعقد اجتماع بحضور سموه بين كل من رئيس وزراء تايلند الجنرال برايوت تشان أوتشا والسيد عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة تم خلاله الاتفاق على تقوية العلاقات السعودية التايلندية وتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين بما يدعم مصالحهما المشتركة.
وحظيت المبادرة بترحيب واسع، فرسمياً عبر رئيس وزراء مملكة تايلند ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على مبادرة سموه في العمل على الانطلاق بمرحلة جديدة للعلاقات السعودية التايلندية بما يعزز التعاون بينهما ويدعم التقارب ويحقق المصالح المشتركة. خاصة أن التعاون الخليجي الآسيوي مطلوب في هذه المرحلة المهمة نظراً لما تمثله مملكة تايلند في رابطة دول الآسيان وما تشكله السعودية من ثقل خليجي وإقليمي وعالمي، وبالتالي فإن التقارب بينهما يزيد من الترابط والتعاون الآسيوي.
شعبياً، لاقت مبادرة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لعودة العلاقات السعودية التايلندية، إشادة من جانب المواطنين السعوديين، وهو ما ظهر واضحاً في التفاعل الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، مع المبادرة التي أطلقها سموه والذي استطاع بحكمته أن يمهد لفتح آفاق واسعة بين البلدين أمام تطوير التعاون الخليجي الآسيوي بصفة عامة لمصلحة شعوب المنطقة والعمل المشترك من أجل تقدم ورفاه الشعوب وبناء صلات اقتصادية ستعود بالنفع والخير على الجميع.
كما جاء لقاء صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على هامش القمة، مع صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، ليعكس ملمحاً آخر من حكمة وحنكة سموه في الحرص على تقوية أواصر العلاقات الخليجية نحو ما يعزز وحدتها وتكاملها، وقدرتها على التعامل مع الظروف والتحديات التي تواجه دول المنطقة، والتي تتطلب ضرورة زيادة التشاور والتنسيق الخليجي، حيث شكل المنتدى فرصة مواتية للتركيز على القضايا والموضوعات التي تسهم في تعزيز التعاون الخليجي وبناء تحالفات قوية مع التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى بما يخدم طموحات وتطلعات الشعوب الخليجية في تحقيق المزيد من النماء والازدهار.
اقتصادياً، حرص سموه على مشاركة وفد تجاري بحريني برئاسة وزير الصناعة والتجارة في الفعاليات الاقتصادية المصاحبة للقمة الآسيوية، وذلك تأكيداً على رؤية سموه الاقتصادية التي تقوم على تعزيز حضور مملكة البحرين في المحافل الدولية والمشاركة في إرساء العلاقات الاقتصادية المتميزة بين مملكة البحرين وكافة الدول، والبحث باستمرار عن الفرص المتاحة لتشجيع التعاون بين القطاع الخاص في الدول الآسيوية والدخول في استثمارات مشتركة تخدم عملية التنمية في كافة الدول الآسيوية.
وشكلت زيارة سموه فرصة مواتية لبحث مسار التعاون البحريني ـ التايلندي، بالشكل الذي يسهم في إعطاء مزيد من الزخم لعلاقات البلدين، وزيادة وتيرة التعاون بينهما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وذلك من خلال اللقاءات والاجتماعات التي عقدها سموه مع كبار المسؤولين التايلنديين والتي أكدت المضي قدماً نحو تعزيز علاقات التعاون بين البحرين وتايلند، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة للتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وبما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء استهل زيارته إلى تايلند للمشاركة في أعمال القمة الثانية للحوار الآسيوي بعقد جلسة مباحثات رسمية في بانكوك مع رئيس الوزراء التايلندي السيد برايوث شان أوشا، أكدا خلالها على ضرورة تفعيل الاتفاقيات واللجان المشتركة من أجل مزيد من التعاون التجاري وإقامة المشاريع التي من شأنها زيادة حجم الاستثمارات بينهما، فيما أعربت تايلاند عن تطلعها إلى أن تكون البحرين مركزاً لتوزيع منتجاتها في دول مجلس التعاون.
وكان لافتاً ما عبر عنه رئيس الوزراء التايلاندي، من تطلع بلاده إلى أن تكون البحرين مركزا لتوزيع منتجاتها في دول مجلس التعاون، ما يعكس المكانة الاقتصادية والموقع الاستراتيجي المتميز الذي تتمتع بها مملكة البحرين كبوابة اقتصادية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو ما يؤكد نجاح النهج الذي اختطته الحكومة برئاسة سموه في تعزيز مكانة البحرين كوجهة عالمية لاستقطاب وجذب الاستثمارات الخارجية.
وأجمع كتاب الرأي والأعمدة في الصحافة البحرينية على أهمية ما طرحه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، خلال مشاركة سموه في القمة، من رؤى وأفكار لدفع جهود تحقيق الاتحاد الخليجي وتعزيز مكامن القوة الآسيوية والمضي بقوة في ربط وتعزيز العلاقات الخليجية الآسيوية ومد جسور التعاون بينها، وشددوا على أن مشاركة سموه في أعمال القمة كانت بداية لمرحلة جديدة من التعاون البناء مع دول آسيا، مرحلة رسم سموه خريطتها بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة. كما أكدوا في كتاباتهم أن سموه استطاع بحنكته وخبرته تعزيز العلاقات السعودية التايلندية نحو اتجاه جديد قوي وفي ظل تجاوب الطرفين احتراماً وتقديراً لمكانة سموه الرفيعة. ووصفوا سموه بأنه كان شعلة من النشاط السياسي، وأن تصريحاته الواضحة بشأن الحفاظ على سيادة الدول وعدم الإخلال بها تركت تأثيراً إيجابياً في الآخرين، مؤكدين أن الخبرة السياسية الطويلة التي يمتلكها سمو رئيس الوزراء جعلت صوت مملكة البحرين مسموعاً ويحظى باحترام كل المشاركين في قمة منتدى الحوار الآسيوي.
إن حضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للقمة الآسيوية ممثلاً عن جلالة الملك المفدى، حمل رسائل عديدة عبرت في مجملها عن رؤية سياسية واقتصادية حكيمة نابعة من مواقف مملكة البحرين الراسخة في أهمية تعزيز التعاون بين دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، ومواصلة الجهود لتقوية أواصر التقارب الخليجي الآسيوي بما يعزز من قدرته كتكتل ساسي واقتصادي في مواجهة التحديات الراهنة، وفتح آفاق جديدة للمستقبل لتعظيم مكاسب الجانبين وتحقيق التطلعات المشتركة في مزيد من الرخاء والازدهار.