عواصم - (وكالات): أعلنت تركيا أمس أن العملية المزمعة التي تدعمها واشنطن لطرد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي من الموصل شمال العراق قد تغرق المنطقة في «الدم والنار» إذا لم يتم إدارتها بحرص مؤكدة أنها ستبقي على قواتها قرب المدينة رغم معارضة بغداد، بينما قال قيس الخزعلي زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» وهي إحدى فصائل ميليشيات الحشد الشعبي في العراق إن ما سماها معركة تحرير الموصل «ستكون انتقاماً وثأراً من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد»، في حين أعلن حامد الجزائري، القيادي بميليشيات «الحشد»، إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فوض إلى اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني «كافة الصلاحيات»، وإن «الحشد الشعبي يعتبر سليماني مندوباً للمرشد الإيراني علي خامنئي في العراق».
وقال الرئيس التركي طيب أردوغان إن تركيا المنخرطة في خلاف متصاعد مع العراق بشأن الأطراف المشاركة في هجوم الموصل ستبذل قصارى جهدها للحيلولة دون أن تتسبب العملية في تعميق الصراع الطائفي على حدودها.
والموصل التي يصل عدد سكانها إلى 1.5 مليون نسمة هي مقر «خلافة داعش» شمال العراق منذ عام 2014 . وستساعد المعركة المتوقعة في وقت لاحق هذا الشهر لاستعادة المدينة في رسم ملامح مستقبل العراق وميراث الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال اردوغان في كلمة في اسطنبول «سنستخدم كل مواردنا لحماية أشقائنا في سوريا والعراق من أن يسحقوا تحت عجلات ألعاب القوى العالمية ولحماية أنفسنا من المعاناة من مصير مشابه».
وأضاف قائلاً «نحن عازمون على تفريغ الهواء من بالون الصراع الطائفي الذي يهدف إلى إغراق المنطقة في الدم والنار».
ونشرت تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي جنودا في معسكر بعشيقة شمال العراق لتدريب وحدات من مسلمين سنة ومن مقاتلي البشمركة الأكراد وتريدها ان تشارك في معركة الموصل المزمعة. لكن وجودهم أثار خلافا مع حكومة بغداد التي يقودها الشيعة والتي تحرص على أن تكون قواتها في مقدمة الهجوم.
وحثت الولايات المتحدة الحكومتين على حل خلافهما الذي من شأنه التأثير سلبيا على الهجوم المزمع على الموصل بدعم أمريكي.
وذكرت واشنطن انه لا ينبغي نشر أي قوات أجنبية في العراق إلا بموافقة حكومة بغداد وتحت مظلة التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة والذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق هاجم اردوغان من ينتقدون موقف تركيا بشأن عملية الموصل وقال إن أنقرة تتعرض «لهجوم غير شريف» لأنها تجرأت على الإخلال بتوازن القوى الإقليمي. وقالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت جنوداً ومعدات عسكرية تشمل مركبات مدرعة قرب الحدود مع العراق في الأيام القليلة الماضية. وزار رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار وحدات للجيش في إقليم شرناق الحدودي.
بدوره، قال نائب رئيس وزراء تركيا، نعمان قورتولموش، لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء إن القوات التركية ستبقى في معسكر بعشيقة العسكري شمال العراق، حتى يتم طرد «داعش» من الموصل.
وأضاف أن تركيا ستشارك في عملية الموصل ما لم تشارك وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
في المقابل، توعدت ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تركيا برد مزلزل في الميدان، وذلك رداً على تصريحات الرئيس التركي، التي هاجم فيها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وقال المتحدث باسم الميليشيات أحمد الأسدي إن رجال العراق وحشده وقواته الأمنية سيكون ردها مزلزلاً في الميدان.
أما مكتب العبادي فقد وصف هجوم أردوغان وبعض المسؤولين الأتراك بالانفعالي، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تتجه الآن نحو المجتمع الدولي لعقد جلسة طارئة بمجلس الأمن بخصوص التواجد التركي شمال العراق.
يذكر أن الخلاف بين تركيا والعراق يدور على وجود نحو 2000 جندي تركي في قاعدة في شمال العراق في الوقت الذي يستعد فيه التحالف لشن هجوم على مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة داعش.
وكان أردوغان شنّ في وقت سابق هجوماً لاذعاً على العبادي، مطالباً إياه بأن يعرف حدوده. وقال أردوغان خلال اجتماع في إسطنبول موجهاً جزءاً من كلامه إلى العبادي «إنه يهينني شخصياً. أنت لست نظيري، ولست على مستواي». وأضاف «ليس من المهم مطلقاً كيف تصرخ من العراق. عليك أن تعلم أننا سنفعل ما نريد أن نفعله». وأردف «من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي! أعرف حجمك أولاً».
من جهته، قال قيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب أهل الحق وهي إحدى فصائل مليشيات الحشد الشعبي في العراق إن ما سماها معركة تحرير الموصل «ستكون انتقاماً وثأراً من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد».
وتضاف التصريحات إلى سلسلة تطول من مثيلاتها التي استبقت معارك خاضتها المليشيات الشيعية في العراق.
بدوره، قال حامد الجزائري، القيادي بميليشيات الحشد، إن رئيس الوزراء العراقي، فوض إلى اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني «كافة الصلاحيات»، وإن «الحشد الشعبي يعتبر سليماني مندوبا لخامنئي في العراق».
وأكد كل من حامد الجزائري قائد اللواء 18 بالحشد الشعبي، وزميله علي الياسري، قائد ميليشيات «سرايا الخراساني، في تصريحات لوكالة «ميزان» الحكومية الايرانية، لدى زيارتهما طهران، أن «قادة الحشد الشعبي تربوا في أحضان النظام الإيراني». وقال القياديان إن «ميليشيات الحشد الشعبي تعتبر نفسها تابعة لدولة ولاية الفقيه التي لا تعترف بالحدود».