أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن الاعتداء الإرهابي والاستهداف المشين لبيت الله الحرام بصاروخ باليستي تجاه مكة المكرمة من قبل الميلشيات الانقلابية في اليمن، هو انتهاك لكل المبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية، وأن الله تعالى هيأ قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي الباسلة فدمرته قبل أن يصيب هدفه ويحقق أغراضه الخبيثة. وأضاف الوزير في كلمة، خلال مشاركته في الاجتماع الطارىء لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن إطلاق المليشيات الانقلابية في الجمهورية اليمنية صاروخ باليستي باتجاه مكة المكرمة والذي عقد أمس بمدينة مكة المكرمة «أن المليشيات الانقلابية في اليمن أضحت أداة معادية للعرب والمسلمين ومهددة لأمنهم واستقرارهم ووسيلة لزرع الفتنة الطائفية ونشر الإرهاب». وأوضح الشيخ خالد بن أحمد أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سيواصل دوره وبكل قوة، لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي من القيام بكافة مهامها لبسط الأمن وإعادة السلم للجمهورية اليمنية، وللتوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 «2015».
وقال وزير الخارجية: «إننا لسنا ضد أي طرف يمني يعمل من أجل وطنه، وسنظل نقف وبكل قوة مع الشعب اليمني الشقيق بجميع مكوناته الوطنية لصد كل من يريد الإضرار به أو يسعى إلى إطالة أمد معاناة أبنائه».
وأعرب وزير الخارجية عن سعادته بالتواجد في مكة المكرمة، والمشاركة في هذا الاجتماع المهم الذي يعكس استشعاراً عميقاً بجسامة الحدث، ويجسد موقفاً إسلامياً موحداً وواجباً على الدول والشعوب الإسلامية أن تردع كل من ينتهك حرمة الأراضي المقدسة.
وقال: «إننا أمام تطور خطير، وسابقة غير مقبولة من ميليشيات إجرامية لم تراع حرمة لأقدس مكان للمسلمين، ولم تقم وزناً لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، فلا يمكن أن نثق فيها أو نأمن مكرها ومكر من ورائها، فمن لم يراع حرمة مكة المكرمة، فإنه لن يراعي حرمة لأي دولة».
وأكد وزير الخارجية أن قيامها بهذا العمل الإرهابي الآثم بالصواريخ الباليستية دليل بارز على إمعان هذه الميليشيات في تجاوزاتها ورفضها المستمر للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وسعيها الدائم لإفشال المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
وقال إن كل مسلم يشعر بعظيم الفخر والاعتزاز بما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من دور عظيم في حماية الأراضي المقدسة بجنود أشداء في خدمة الدين والوطن، وما تقوم به من عمل جليل في خدمة الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن، الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير الأمن والرعاية والسكينة والطمأنينة، وهي الجهود التي لا يمكن لأحد إنكارها أو الإساءة إليها أو التشكيك فيها».
وجدد وزير الخارجية تضامن مملكة البحرين ووقوفها صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة جميع أشكال الإرهاب وضد كل من يحاول أن يمس أمنها أو يستهدف المقدسات الدينية فيها، وتأييدنا لها في كل الخطوات والإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكدًا أن المساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن العالم الإسلامي أجمع.
وفيما يلي نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي والسعادة الإخوة وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء
السيد الرئيس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
«يطيب لي في البداية أن أعرب عن سعادتي بالتواجد في مكة المكرمة، أشرف بقعة على وجه الأرض وأحب الأماكن إلى الله عز وجل وأعظمها فضلاً وشرفاً، والمشاركة في هذا الاجتماع المهم الذي يعكس استشعاراً عميقاً بجسامة الحدث الذي نحن بصدد بحثه وعقدنا اجتماعنا من أجله، ويجسد موقفاً إسلامياً موحدًاً وواجباً علينا كدول وشعوب إسلامية أن نردع كل من ينتهك حرمة الأراضي المقدسة.
نحن أمام تطور خطير، وسابقة غير مقبولة من ميليشيات إجرامية لم تراع حرمة لأقدس مكان للمسلمين، ولم تقم وزناً لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، فلا يمكن أن نثق فيها أو نأمن مكرها ومكر من وراءها والذي يوفر لها المال والسلاح لإراقة دماء المسلمين، فمن لم يراع حرمة مكة المكرمة، فإنه لن يراعي حرمة لأي دولة، وإن قيامها بهذا العمل الإرهابي الآثم بالصواريخ الباليستية هو دليل بارز على إمعان هذه الميليشيات في تجاوزاتها ورفضها المستمر للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وسعيها الدائم لإفشال المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
لقد فجعنا جميعاً من هذا الاعتداء الإرهابي وهذا الاستهداف المشين لبيت الله الحرام الذي انتهك كل المبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية، إلا أن الله تعالى قد هيأ قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي الباسلة فدمرته قبل أن يصيب هدفه ويحقق أغراضه الخبيثة.
إن كل مسلم يشعر بعظيم الفخر والاعتزاز بما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من دور عظيم في حماية الأراضي المقدسة بجنود أشداء في خدمة الدين والوطن، وما تقوم به من عمل جليل في خدمة الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن، الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير الأمن والرعاية والسكينة والطمأنينة، وهي الجهود التي لا يمكن لأحد إنكارها أو الإساءة إليها أو التشكيك فيها.
وإنني هنا أجدد تضامن مملكة البحرين ووقوفها صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة جميع اشكال الإرهاب وضد كل من يحاول أن يمس أمنها أو يستهدف المقدسات الدينية فيها، وتأييدنا لها في كل الخطوات والإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكداً أن المساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن العالم الإسلامي أجمع.
لقد بات واضحًا للجميع، أن الميلشيات الانقلابية في اليمن أضحت أداة معادية للعرب والمسلمين ومهددة لأمنهم واستقرارهم ووسيلة لزرع الفتنة الطائفية ونشر الإرهاب، ومن هنا فإن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سيواصل دوره وبكل قوة، لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي من القيام بكافة مهامها لبسط الأمن وإعادة السلم للجمهورية اليمنية، وللتوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015).
ونؤكد في الوقت ذاته بأننا لسنا ضد أي طرف يمني يعمل من أجل وطنه، وسنظل نقف وبكل قوة مع الشعب اليمني الشقيق بجميع مكوناته الوطنية لصد كل من يريد الإضرار به أو يسعى إلى إطالة أمد معاناة أبنائه.
وإننا نتطلع إلى أن يخرج هذا الاجتماع بقرارات حاسمة ورادعة لكل من تسول له نفسه المس بالمقدسات الدينية أو القيام بأعمال إرهابية أو التحريض عليها ودعمها.
إن مملكة البحرين تؤيد وتدعم ترشيح المملكة العربية السعودية الشقيقة للدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، لمنصب الأمين العام الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي نظرًا لما يتمتع من خبرة طويلة ودراية في القضايا الدولية، متمنياً له النجاح والتوفيق، كما نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى الأمين العام السابق للمنظمة إياد مدني على جهوده الطيبة في دعم المنظمة وإبراز أنشطتها في كافة المجالات.
وفي الختام، أسال الله تعالى أن يوفقنا جميعاً ويسدد خطانا بالخروج بكل ما يحفظ مقدساتنا ويدعم أمن أمتنا ويعزز مصالحنا ويسهم في تنمية ورفاهية شعوبنا.
وصدر عن الاجتماع قراراً، اعتمد البيان الصادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري الذي عقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة في 5 نوفمبر الجاري والذي طالب الدول الأعضاء بوقفة جماعية ضد الاعتداء الآثم من قبل ميلشيات الحوثي ـ صالح باتجاه المسجد الحرام في مكة المكرمة ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح باعتباره شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي وطرفاً واضحاً في زرع الفتنة الطائفية ودعماً أساسياً للإرهاب.
وأكد القرار على تشكيل فريق عمل من الدول الأعضاء في اللجنة التنفيذية للنظر في اتخاذ خطوات عملية على وجه السرعة تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة، وتقديم شكوى من اللجنة التنفيذية باسم الدول الأعضاء في المنظمة إلى الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات الدولية اللازمة التي تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة على مكة المكرمة وبقية الأراضي الإسلامية المقدسة، ودعوة أمين عام المنظمة لتنفيذ هذا القرار والرفع لمجلس وزراء الخارجية بما يتم التوصل إليه في أقرب وقت ممكن.
وتمت الموافقة على تعيين د.يوسف العثيمين، أميناً عاماً لمنظمة التعاون الإسلامي، معربين عن خالص تقديرهم للجهود الطيبة التي بذلها الأمين العام السابق للمنظمة إياد مدني في تطوير التعاون بين الدول الإسلامية.